ضغوط "إنسانيّة" غربية على دمشق قبل عودة "جنيف"

ضغوط "إنسانيّة" غربية على دمشق قبل عودة "جنيف"

02 فبراير 2014
+ الخط -
بعد انتهاء الجولة الأولى من مفاوضات "جنيف 2" حول سوريا، وقبيل استئنافها في العاشر من شباط/فبراير الجاري، تعتزم القوى الغربية، بحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة، تشديد الضغط على دمشق للحصول على تسهيلات أفضل لإرسال المساعدات الإنسانية وتسريع عملية إزالة الاسلحة الكيمياوية. في غضون ذلك، نفت الولايات المتحدة صحة تصريحات وزير الخارجية وليد المعلم حول طلبها التفاوض المباشر مع وفد الحكومة السورية.

ويجري حالياً إعداد مشروع قرار في مجلس الأمن للمطالبة بإمكانية وصول المساعدات الإنسانية الى ثلاثة ملايين مدني محاصرين في حمص (وسط البلاد) وفي مدن أخرى بحسب تصريح دبلوماسيين غربيين.

ورأت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، فاليري اموس، أنه "من غير المقبول قطعاً" أن يبقى 2500 مدني محاصرين منذ 600 يوم في مدينة حمص القديمة، وآخرون في منطقة الغوطة (ريف دمشق)، فيما شاحنات الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للذهاب لإغاثتهم.

وكشف دبلوماسي غربي أن "روسيا ليس لديها أي رغبة في تعطيل اي قرار انساني". وفي السياق، لفت وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى وجود "أسباب ملحة لاستئناف النقاش حول الأزمة الإنسانية (في سوريا) في مجلس الأمن".

إلى ذلك، يشكل برنامج تدمير الأسلحة الكيمياوية وسيلة ضغط أخرى على الرئيس بشار الأسد الذي تعهد بإزالة كل ترسانته بحلول نهاية حزيران/يونيو المقبل تحت طائلة العقوبات، أو حتى اللجوء الى القوة كما ذكر بذلك جون كيري الجمعة. لكن الدبلوماسيين الغربيين يرون أن الاحتمال ضئيل جداً في أن توافق روسيا على فرض عقوبات على دمشق، علماً بأن موسكو ومعها الصين، عطّلت باستخدام حقها في النقض (الفيتو) ثلاثة قرارات في مجلس الامن منذ بدء الازمة السورية في آذار/مارس 2011. وفي إطار التقارير التي تفيد بأن النظام السوري لم يسلّم إلى اليوم أكثر من 4 في المئة من مخزون الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها، هدّد وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يوم الجمعة الماضي، الرئيس بشار الأسد بعقوبات من مجلس الأمن إن لم يحترم التزاماته بتدمير ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية.

 ومن المقرر أن ترفع منسقة بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية المكلفة تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية، سيغريد كاغ، تقريراً يوم الخميس المقبل الى مجلس الامن حول هذا الخصوص.

ورأى دبلوماسي آخر أن الأسد "يدير هذا الملف بشكل متوازٍ مع عملية جنيف 2"، وأنه يستعمل أسلحته الكيمياوية للتذكير بأن لديه "قدرة على الأذى" في حال السعي الى الضغط عليه في جنيف.

في غضون ذلك، نفت واشنطن، اليوم الأحد، كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم عن أن دبلوماسيين أميركيين طلبوا إجراء مفاوضات مباشرة مع نظرائهم السوريين المعارضين في مؤتمر "جنيف 2". وكان المعلم قد أعلن في تصريحات للوفد الإعلامي على متن الطائرة التي أقلّت الوفد السوري لدى عودته إلى دمشق ، أن "الوفد السوري رفض طلباً أميركياً في جنيف 2 للحوار مباشرة مع المعارضين، ما لم يعتذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري عما قاله في كلمته في افتتاح المؤتمر".

المساهمون