صحافيون مصريون دفاعاً عن محمد منير: "نرفض اعتقالنا والموت"

صحافيون مصريون يدشنون حملة توقيعات دفاعاً عن محمد منير: "نرفض اعتقالنا والموت"

21 يوليو 2020
توفي محمد منير بعد إصابته بكورونا في السجن (تويتر)
+ الخط -

صاغت مجموعة من الصحافيين المصريين بيانًا لجمع التوقيعات عليه، بعنوان "دفاعًا عن الشهيد محمد منير"، الذي توفي جراء إصابته بفيروس كورونا، بعد أيام من الإفراج عنه.

وتوفي الصحافي المصري ورئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "الديار" محمد منير، إثر إصابته بفيروس كورونا، في 13 يوليو/ تموز الجاري، وذلك بعد أيام من إخلاء نيابة أمن الدولة سبيله، في 2 يوليو/ تموز، على ذمة القضية 535 لسنة 2020 أمن دولة، وبعد أيام من نشره فيديو يطالب فيه بإدخاله مستشفى للعزل الصحي لمرضى الكورونا.

وكان قد ألقي القبض على منير، في 15 يونيو/ حزيران الماضي، بعد اتهامه بنشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والانضمام لجماعة إرهابية، وظل محتجزًا طوال تلك الفترة في قسم الطالبية بمحافظة الجيزة، إلى أن شعر بمشاكل صحية فتم نقله لإجراء الفحص الطبي عليه في مستشفى سجن طرة.

وقال الصحافيون في بيانهم "بقلوب يعتصرها القهر والألم، تابع العالم وفاة الكاتب الصحافي المصري محمد منير إثر أزمة صحية طاحنة ألمّت به وتم الكشف عنها فور إخلاء سبيله على ذمة قضية رأي".

وأضافوا "قصة بها عشرات العناوين الصحافية التي لم يُكتب أي منها على صفحات الجرائد المصرية التي تعاني هي الأخرى من الاعتقال والموت الإكلينكي منذ ما يقارب الـ 7 سنوات. لقد مات منير ميتة تتوافر بها كافة أركان شبهة القتل العمد، مما يستدعي بداهةً فتح التحقيقات، نعرف أنه لن يكون اليوم فوق هذه الأرض ورغم هذا يبقى حق لا يسقط بالتقادم وإن أخمد صوته القمع".

 

قصة بها عشرات العناوين الصحافية التي لم يُكتب أي منها على صفحات الجرائد المصرية التي تعاني هي الأخرى من الاعتقال والموت الإكلينكي منذ ما يقارب الـ 7 سنوات

 

وعن قضية وفاة محمد منير، قال الصحافيون "بدأت القصة بأن هناك رجلاً لا يحترف إلا مهنته، لم يتنازل عن حقه في ممارستها يوماً، فسطر بقلمه فوق كل مساحة بيضاء أتيحت له ولم تغلق بابها في وجهه اضطهاداً، وظل قسطه وميزانه واحداً، وهو أن يعبّر عبْر كل منها عما يؤمن به وفقط دون اعتداد بسياسات تحريرية، فجاءته لائحة الاتهامات المكررة عبر نيابة أمن الدولة العليا، نشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، ثلة تهم تتفق هيئات الدفاع عبر التاريخ في قضايا الرأي ألا سند قانونياً لها، ولا تقرها المواثيق وعهود الحريات الدولية التي وقّعت عليها الحكومات المصرية المتتالية".

 

 

وتابع الصحافيون "يعرف الجميع، ومن قرأ الملابسات حول وفاة محمد منير التي وإن اختلف أفراد أسرته نفسها في سردها، فالمتفق عليه في روايتهم وطبيبه المعالج وكافة المتابعين أنه تم القبض على الأستاذ الستيني المريض فجر يوم 15 يونيو/ حزيران الماضي، وبعد عدة ساعات ظهر في نيابة أمن الدولة العليا ليصدر قرارٌ بحبسه احتياطيا لمدة 15 يوما على ذمة القضية رقم 535 لسنة 2020. قضى فترة حبسه الاحتياطي الأولى في قسم شرطة، وعانى خلالها من آلام متفرقة تتعلق بالكلى والقلب، ازدادت الأوجاع المفاجئة وعلت وتيرتها بشكل غير مفهوم رغم كونه من أصحاب الأمراض المزمنة فخضع على فترات لفحوصات طبية داخل مستشفى الهرم، من بينها مسحة الفحص الجيني الكاشفة للإصابة بفيروس كورونا".

وأضافوا "وفي يوم 30 يونيو/ حزيران تم تجديد قرار حبسه دون حضوره، ونظراً لحالته الصحية تم نقله مباشرةً إلى مستشفى ليمان طرة ليخضع لمجموعة فحوصات أخرى كشفت عن وجود جلطة حديثة بالقلب، كان الوضع الصحي صعباً، وعليه لم يمر أكثر من يوم، ليفاجأ الجميع بخروج الرجل إلى بيته رغم صدور قرار النيابة بالتجديد، بذات الليلة أخذت الأعراض التنفسية للإصابة بفيروس كورونا بالظهور يصاحبها ارتفاع بدرجة الحرارة لتبدأ رحلة الوجع الأخير، فيخضع لفحوصات جديدة أثبتت إيجابية إصابته وينتقل لمستشفى العزل بالعجوزة، ليلاقي ربه بعد عدة أيام وجسده المتعب المثقل مثبت على جهاز التنفس الصناعي".

 

مات منير ميتة تتوافر بها كافة أركان شبهة القتل العمد مما يستدعي بداهةً فتح التحقيقات

 

وتابعوا "شمل تقرير الدفن أسبابا واضحة للوفاة، توفي إثر الإصابة بفيروس كورونا، حكت كل المؤشرات عن التدهور المفاجئ الذي لاقاه الرجل منذ احتجازه وانتهى بالتقاطه الإصابة، ولا معنى لمحاولة التبرير بالقول إنه لم يتم احتجازه داخل عنبر بسجن طرة، فجميعها أماكن احتجاز وقد جاءها من بيته معافى. منير قد استشهد الآن وهناك دوماً من يفقد عمره بعد أن فقد حريته داخل أماكن الاحتجاز دون حكم أو تحقيق جاد، ظلم يجنيه كبار السن والصغار، من لقي منهم اهتماما طبيا داخل السجن أو لقي إهمالا، حيث يبقى السؤال الرئيسي الذي يدين السلطات: ولماذا تحبسون أصحاب الرأي".

واختتم الصحافيون بيانهم بالقول "دفاعاً عن أنفسنا ومهنتنا ومعنى الحريات، نطالب كل شريف بعدم إسقاط حق الصحافي الشهيد محمد منير في جدية التحقيقات حول ملابسات وفاته، لعله بتلك الوفاة قد كتب سبقه الصحافي الأخير، وأجرى تحقيقاً صحافياً حول ما يدور داخل أماكن الاحتجاز خلال فترة انتشار الوباء، هو شاهد وشهيد على تلك الرحلة الأليمة التي تحصد كل يوم آلاف الأيام من حياة معتقلات ومعتقلي الرأي في مصر، من بينهم 28 صحافيا مصريا، مسجلين رسمياً في قوائم نقابة الصحافيين التي لم نعد نأمل من مجلسها الحالي أي كلمة حق في قضايا الرأي والحريات. لقد صمتوا من اليوم الأول وقالوا نحن لسنا من مدرسة الإدانة، حتى وصل الأمر بزملائنا إلى الممات. ورغم هذا سنبقى نضغط كي يلتزموا بواجباتهم والقيام بدورهم تجاه باقي الزملاء ممن قد يواجهون المصير ذاته بين اللحظة والأخرى. ونحن لن ننسى، في جنة الله وضمير الوطن يا محمد منير".

المساهمون