صحافيون لبنانيون يحتجّون على "عسكرة الحريات"

صحافيون لبنانيون يحتجّون على "عسكرة الحريات": لن نُقتَل بِصَمت

02 يوليو 2020
جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام وزارة الإعلام (حسين بيضون)
+ الخط -
نفّذ عددٌ من الصحافيين اللبنانيين، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام وزارة الإعلام في بيروت، بدعوة من تجمّع "نقابة الصحافة البديلة"، على خلفية الاعتداء الذي تعرّض له مصوّرون ومراسلون من قبل جهاز أمن مطار رفيق الحريري الدولي، أمس الأربعاء، أثناء تغطيتهم وقائع استئناف الرحلات الجوية، بعد الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا، بحضور وزيري الصحة العامة والاشغال.
ورفع الصحافيون لافتات تعترض على نهج السلطة في عسكرة الحريات، وتؤكد أن الصحافة ليست مكسر عصا حيث يتعرّض المراسلون والمصوّرون الميدانيون في كلّ تحرك شعبي لاعتداءات جسدية في وقت يقومون فيه بنقل الصورة والأحداث السياسية والمعيشية والاقتصادية التي تعيشها البلاد.

واشتكى الصحافيون المحتجون من أن الوضع وصل بالجهات السياسية والأمنية إلى كمّ أفواه الصحافيين والناشطين من خلال استدعاءات أمنية وقضائية في غير محلّها القانوني.

وقالوا إن هذه الاستدعاءات تهدف إلى قمع حرية الرأي والتعبير، وإسكات صوت الغاضبين بفعل تقاعس السلطة السياسية عن القيام بالإصلاحات وتوجيه أجهزتها الأمنية نحو المتظاهرين والناشطين السلميين والصحافيين، بدل محاسبة الفاسدين والمسؤولين عن انهيار البلاد.

ودعا المشاركون في الاعتصام إلى مقاطعة أخبار السلطة التي برهنت في أحداث المطار أنها لا يهمها سوى المؤتمرات الصحافية والجولات التي تظهر نشاطاتها واستعراضاتها المحضّر لها مسبقاً، بينما يطلب من الصحافيين المغادرة ووقف البث عند نقلهم صرخة وافدين إلى لبنان عبّروا عن انزعاجهم من غلاء أسعار تذاكر السفر والتأمين وإلزامهم بإجراء فحصين PCR بالإضافة إلى سوء التنظيم. 
ومن ثمّ توجه المعتصمون في مسيرة إلى وزارة الداخلية في بيروت حيث عبّروا عن امتعاضهم لطريقة تعاطي العناصر الأمنية مع الإعلاميين في الميدان أثناء تأديتهم مهامهم في نقل الوقائع بكل موضوعية.
كما رفعوا لافتات كتب عليها "لن نُقتَل بصمت"، مشددين على أنّ كل اعتداء على أي صحافي هدفه تزييف الحقيقة.
وفي السياق، أصدرت مؤسسة "مهارات"، اليوم الخميس، تقريرها الدوري حول أوضاع حرية الرأي والتعبير في لبنان للفترة الممتدة من 15 فبراير/ شباط حتى نهاية يونيو/ حزيران 2020.
 
وبحسب التقرير، اتسمت هذه الفترة بالادعاءات والاستدعاءات ووضع خطوط حمراء جديدة للنقاش العام "في أكثر فترة نحتاج فيها لكشف الحقائق والانتقاد والتداول الحر للمعلومات".
وتقول المديرة التنفيذية لمؤسسة "مهارات" رلى مخايل، إن "منع الشتيمة والانتقاد والمس بالمقامات وهيبة المؤسسات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، وعمل القضاء، وممارسات الأجهزة الأمنية، ورجال الدين، شكلت سمة الأشهر الأربعة الماضية".
كما ازدادت وتيرة استدعاء الصحافيين والناشطين للتحقيق عبر الهاتف من دون بيان سبب الاستدعاء. وتكاد لا تمر تظاهرة أو تجمع من دون استخدام العنف. وتسجل دورياً الاعتداءات على الصحافيين والطواقم الإعلامية أثناء قيامهم بواجبهم المهني. كما لا تزال محكمة المطبوعات تطبق نصوصاً جزائية مقيدة لحرية انتقاد الاشخاص العامين.
ولا تزال الأجهزة القضائية تتعامل مع المعلومات المقدمة من الصحافيين والناشطين حول قضايا فساد واستغلال السلطة والإثراء على حساب الناس على أنها تشهير وإساءة لأصحاب النفوذ والمسؤولين والمحظيين وسط تكتم وحجب تام للمعلومات. كما سجل تجاوز قضاء العجلة لصلاحياته بإصدار قرار يقيد عمل وسائل الإعلام، وفق تقرير "مهارات".
وأضاف التقرير أنه "لا يزال الإفلات من العقاب بما يتعلق بالاعتداءات على المتظاهرين والصحافيين سيد الموقف، حيث تفتح التحقيقات ولا تصل إلى نتيجة، ويتم قمع حرية التظاهر والتجمع وإبداء الرأي بحجة تعكير السلام العام والتعرض للممتلكات العامة والخاصة".

المساهمون