صالات السينما الأميركيّة: عودة خجولة

صالات السينما الأميركيّة: عودة خجولة

05 سبتمبر 2020
لم تُعلِن شركة "ريغل" عدد صالاتها التي فًتحت أبوابها مُجدّداً (Getty)
+ الخط -

بعد أشهر طويلة على إغلاق الصالات السينمائية بسبب فيروس كورونا، وأسابيع عدّة من المناقشات المختلفة حول إعادة فتح أبوابها مُجدّداً، شهدت الولايات المتحدّة الأميركية، في الفترة الأخيرة، "عودة فعلية" للعروض التجارية للأفلام، مع إعادة فتح شركتين كبيرتين في هذا المجال، "إيه. أم. سي." و"ريغل"، صالاتٍ لهما.

لكنّ عودة الروّاد خجولة، مع تسجيل 40 ألف إصابة يومية بالفيروس. ورغم هذا، فإنّ شركة "إيه. أم. سي." (المعروفة بكونها أكبر شركة لتشغيل صالات السينما في الولايات المتحدّة) تنوي إعادة فتح أبواب 300 صالة إضافية في وقتٍ قريبٍ جداً، بعد 100 صالة باتت تستقبل الراغبين في مُشاهدة الأفلام على شاشات كبيرة. أما "ريغل" (المرتبة الثانية بعد "إيه. أم. سي." في المجال نفسه) فلم تُعلِن عدد الصالات التي فًتحت أبوابها مُجدّداً، وتلك التي ستستعيد نشاطها قريباً. كما أنّ "سينمارك"، ثالث شركة في المجال نفسه، باشرت إعادة فتح أبواب صالاتها تدريجياً، بدءاً من 14 أغسطس/ آب 2020، وسرّعت وتيرتها في الأيام القليلة الفائتة. إلا أنّ ولايات رئيسية، كنيويورك وكاليفورنيا ونيوجيرزي، لم تسمح إلى الآن بإعادة فتح صالات السينما، ولم تنشر جداول زمنية بخصوص هذا الأمر.

خلال عطلة نهاية الأسبوع الأولى بعد استعادة نشاط الصالات (21 ـ 23 أغسطس/ آب 2020)، التي تُعتبر اختباراً، تجاوزت إيرادات شبّاك التذاكر في أميركا الشمالية (كندا والولايات المتحدة) 5 ملايين دولار أميركي، بحسب "موجو"، الموقع الإلكتروني الأميركي المتخصّص بالإيرادات، علماً أنّ الرقم يبلغ 6.6 ملايين دولار أميركي. ووفقاً لتقارير صحافية مختلفة، ففي الأيام العادية نادراً ما تتراجع الإيرادات إلى أقلّ من 100 مليون دولار في عطلة نهاية الأسبوع.
في هذا الإطار، يُذكر أنّ "مُختلّ (Unhinged)" لديرّيك بورت أول إنتاج ضخم يُعرض تجارياً، منذ إغلاق الصالات السينمائية قبل 5 أشهر. وفيلم التشويق هذا (2020، تمثيل راسل كرو وكارن بيستوريوس وغابرييل باترمان) يروي حكاية مطاردة بين سائق شاحنة وأم تحاول إيصال ابنها إلى المدرسة في الوقت المحدّد. مطاردة بسيارتين تكشف مسائل كثيرة في يوميات السائق والأم.

وبحسب "موجو"، فإنّ الإيرادات الدولية لهذا الفيلم بلغت 16 مليوناً و838 ألفاً و200 دولار أميركي، علماً أنّ للفيلم نفسه عروضاً في ألمانيا بدأت في 16 يوليو/ تموز الماضي. مع هذا، فإنّ "وكالة فرانس برس" ذكرت أنّه "أول فيلم يُحقِّق إيرادات تتجاوز مليون دولار أميركي في الولايات المتحدّة وكندا، في عطلة نهاية الأسبوع، منذ مارس/ آذار الماضي"، بدء إغلاق الصالات السينمائية في العالم.

وكالة "فرانس برس" نفسها نقلت عن شركة "اكزبيتر ريليشنز"، المتخصّصة في العلاقات العامة، قولها إنّ الصالات الخمس الأولى التي حقّقت مبيعات جيدة لبطاقات الدخول كانت من نوع "صالات درايف إنْ"، التي تعرض أفلاماً في الهواء الطلق، ويبقى المشاهدون جالسين في سياراتهم. وهذا، بحسب الوكالة، مؤشّر إلى أسباب تردّد المشاهدين في العودة إلى "الصالات المغلقة".
يُذكر أنّ "الجمعية الأميركية لمشغّلي صالات السينما" نشرت، قبل إعادة فتح أبواب الصالات بوقتٍ قليل، بروتوكولاً صحّياً يشمل 2600 موقع و30 ألف صالة، وينصّ على "إلزامية وضع الكمّامات والتباعد الاجتماعي للراغبين في مشاهدة الأفلام داخل الصالات المغلقة، ويُستثنى منهم أولئك الذين يأتون معاً في مجموعات (في إشارة إلى أنّهم ينتمون إلى عائلة واحدة، أو إلى أنّهم أصدقاء ومعارف مقرّبون، بعضهم إلى بعض)". كما شدّد البروتوكول على ضرورة تشغيل أجهزة التهوئة داخل الصالات، بهدف المساعدة على تنقية فضاء الصالة، وتغيير الهواء فيها قدر المستطاع.

المساهمون