سينما تحت خيمة في الصحراء

سينما تحت خيمة في الصحراء

20 أكتوبر 2014
من "على طريق المدرسة" لـ باسكال بليسّون
+ الخط -

منذ ثلاث سنوات، غزت السينما دوز، المدينة الصغيرة في أقصى الجنوب التونسي، بعد أن أطلق المخرج هشام بن عمار فيها مهرجان "الأيام الوثائقية" (Douz Doc Days) عام 2011. تظاهرة أقيمت دورتها الرابعة بين 11 و18 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

ترتبط فكرة "الأيام الوثائقية" بمفهوم المواطنة، في توجهها إلى تنمية مجتمع ما بعد الثورة ثقافياً، من خلال تكثيف الأنشطة وتنويعها. سيما أن تونس، في السنوات الأخيرة، سجّلت تراجعاً كبيراً في عدد صالات السينما.

من هنا، قرر المشرفون على "الأيام الوثائقية" عرض الأفلام تحت قبّة خيمة كبيرة وسط الرمال، بحضور المخرجين الذين يبدأ عملهم قبل الرحلة إلى مدينة دوز، عبر إعداد سيناريوهات تُنفَّذ داخل عربات قطار الخطوط البعيدة.

يقول هشام بن عمار لـ "العربي الجديد" إن المشروع يهدف إلى تطوير السينما تماشياً مع النسق المتسارع للحداثة التكنولوجية. ويأتي ذلك في زمن تتأكّد فيه الحاجة إلى دعم متزايد لقيم المواطنة والديموقراطية الناشئة في تونس. ويضيف بن عمار أنه ستُناقش مشاريع أفلام وثائقية لدعم الكتابة والتطوير، وتقديم دروس في السينما، لعل أهمها درس البروفسور غي شابويي حول "السينما في العالم القروي".

وشاركت في الدورة الأخيرة من "الأيام الوثائقية" عشرة أفلام وثائقية طويلة وعشرة متوسطة وعشرة قصيرة. كما عُرضت على الهامش تسعة أعمال لطلبة كلية "ألبا" اللبنانية، بالإضافة إلى عروض خاصة لبعض أفلام المخرجين،  مثل "سلمة" للبريطانية كيم لونجينوتو، و"غزة تنادي" للفلسطينية ناهد عواد، و"الأزيغادو" للفرنسي غي شابويي، "على طريق المدرسة" للفرنسي باسكال بليسّون، و"الذاكرة السوداء" لهشام بن عمار

وسجّل عدد من المخرجين الأجانب حضورهم في التظاهرة، على غرار الأندونيسي كيان تشونغ واللبنانية زينة أبو الحسن التي تقدّم شريطها الجديد "ملاحظات من تونس".

ومن أبرز الأشرطة المبرمجة، "مفترق الطين" للمخرج لويس باروتشلي الذي أنجزه سنة 1968 في الجزائر بعد أن تعذّر تصويره في تونس، ويستعرض فيه إضرابات عمال مقالع الحجارة. وقد استعان المخرج ببحوث قام بها عالم الاجتماع جون دوفينو. الفيلم كان قد أُدرج في قائمة الأوسكار لسنة 1971. وبما أن الحوار يكاد يغيب فيه، عُرِض بمرافقة موسيقى حية للعازف ياسر الجرادي.

كما شهدت التظاهرة حضور المخرج التونسي أمين بوحريزي وعمله "الكرامة بدون رخصة" في عرض أول، وهو شريط أنتج وفقاً لتقنية ثلاثية الأبعاد، علماً أن الجمهور شاهده بتقنية ثنائية الأبعاد نظراً إلى عدم توفّر عدد كافي من النظّارات التي تتيح مشاهدة ثلاثية الأبعاد.

الفن الفوتوغرافي حضر أيضاً في التظاهرة من خلال معرض لأعمال من المصوّر دريد السويسي التي التقطها حديثاً على الشاطئ اللازوردي (فرنسا) وفي التوغو؛ ومن خلال معرض حول "التعذيب في تونس" للمصوّر الفرنسي أوغستان لوغال.

المساهمون