سورية: هجوم معاكس للمعارضة في حلب وتقدّم بدرعا

سورية: هجوم معاكس للمعارضة في حلب وتقدّم بدرعا

06 أكتوبر 2014
المعارضة تحاول استعادة المناطق التي خسرتها شمال حلب(أحمد ديب/الأناضول)
+ الخط -
شنّت فصائل المعارضة السورية المسلحة هجوماً معاكساً، في الساعات الأولى من صباح اليوم، الاثنين، على النقاط التي سيطرت عليها قوات النظام السوري شمال مدينة حلب، الجمعة الماضي، في محاولة لاستعادتها.

حيث هاجمت قوات من "جيش المهاجرين والانصار"، "الجبهة الإسلامية"، و"حركة حزم"، نقاط تمركز قوات النظام في محيط كتيبة الدفاع الجوي، شمال بلدة حندرات، وفي محيط بلدة سيفات القريبة.

وتمكنت كتائب الثوار من السيطرة على نقاط لقوات النظام في المنطقة بعد تمكّنها من السيطرة على دبابتين وتدمير "مدفع عيار 57" لقوات النظام في المنطقة.

وجرت بشكل متزامن، اشتباكات عنيفة بين كتائب المعارضة المسلحة وقوات النظام على جبهات القتال في أحياء الميدان وبستان الباشا، إلى الشمال من مدينة حلب، كما حاولت قوات المعارضة اقتحام مبنى فرع الاستخبارات الجوية، إلى الغرب من المدينة، وجرت اشتباكات عنيفة جداً في المنطقة وسط قصف قوات النظام بالطيران الحربي للمناطق التي تتمركز فيها فصائل المعارضة في محيط فرع الاستخبارات الجوية.

وكانت كتائب الثوار والمعارضة السورية، قد سيطرت على معظم أجزاء تل الحارّة الاستراتيجي، الواقع في ريف درعا الغربي، وذلك بعدما أعلنت كل من "جبهة ثوار سورية" وعدة فصائل مقاتلة في ريفي القنيطرة ودرعا، بدء معركة "والفجر وليالٍ عشر"، والتي تهدف إلى تحرير التل، إضافة إلى تطهير مدينة الحارّة، وتضييق الخناق على قوات النظام المتمركزة في مدينة الصنمين والثكنات المحيطة بها.

وأفاد الناشط الميداني في ريف القنيطرة، علي العلي، لـ"العربي الجديد"، بأن المعركة بدأت في تمام الساعة الثالثة من فجر يوم أول أمس، السبت، بتوقيت دمشق. إذ تسلّل عدد من مقاتلي المعارضة باتجاه الحرج الواقع بالجهة الغربية من تل الحارّة، كما ترافق ذلك مع عملية تسلّل ثانية للمقاتلين إلى مدينة الحارة الواقعة على السفح الشرقي للتل. وتم الاستيلاء بعدها على المفرزة العسكرية وسقوط كامل المدينة بيد قوات الثوار. كما تمكن الجيش الحر من أسر العشرات من قوات النظام، والسيطرة على النقاط العسكرية التي يتمركزون فيها.

وأكد العلي أن المعارضة أسقطت طائرة حربية من نوع "ميغ 23" بصاروخ حراري، "إيغلا"، وذلك بعدما قصفت محيط تل الحارّة في محاولة لمنع المقاتلين من السيطرة عليه، كما استهدفت حاجز الجديرة، الواقع في جنوب المدينة، بقذائف "الهاون".

وأضاف أن المعركة أسفرت عن تحرير الكتيبة الواقعة بين بلدة عقربا ومدينة الحارّة، وتحرير بلدة أم العوسج، إضافة لمواقع تابعة للنظام في مزارع حمادة. كما أسفرت المعارك، بحسب العلي، عن سقوط أكثر من 80 قتيلاً بين صفوف قوات النظام، وتدمير أربع دبابات ومدفع "فوزديكا"، كانت تتمركز على التل وتقصف قرى وبلدات ريفي القنيطرة ودرعا.

من جهته، ذكر قائد "جبهة أنصار الإسلام"، أبو المجد الجولاني، لـ"العربي الجديد"، أن "الثوار باتوا يسيطرون على نصف تل الحارّة، وأن سقوط التل مسألة وقت لا أكثر".

ويمثّل سقوط تل الحارة بيد قوات المعارضة السورية، ضربة قاسية للنظام، إذ يتبع التل لـ"لواء 61 مشاة"، وفيه مركز إدارة الحرب الإلكترونية، حسبما أفاد العلي، كما كان يحتوي على مركز للخبراء الروس في المنطقة الجنوبية القريبة من الجولان المحتل من سورية.

وترافقت عمليات الجيش الحر في السيطرة على تل الحارّة، مع استهداف مقرات النظام في تل الكروم وسرية "منط الخيل"، غرب بلدة جبا، بقذائف "الهاون" من قبل الفيلق الأول التابع لقوات المعارضة العاملة في القنيطرة.

وبتحرير هذه المواقع، يكون الثوار على أبواب ريف دمشق الغربي مباشرة، كما يصبح الطريق مفتوحاً أمامهم نحو "اللواء 90" وبلدة كناكر. ومن ناحية أخرى، تصبح مدينة خان أرنبة، مركز محافظة القنيطرة، محاصرة بين فكي كماشة من جهتي الشرق والغرب، ما يجعل الإعلان عن تحرير كامل المحافظة قريباً جداً.

وتأتي معركة "والفجر وليالٍ عشر"، بعد معركة "والمغيرات صبحاً" التي أطلقها الثوار في بداية سبتمبر/ أيلول الماضي، حيث سيطرت فيها قوات المعارضة، في ريف القنيطرة، على قرية وتل مسحرة، تل المال، بلدة كوم الباشا، مستشفى مجدولية وكتيبة نبع الصخر. وساعد سقوط هذه النقاط في فتح الطريق إلى الغوطة الغربية، وإحكام الحصار على تل الحارّة، الذي يعدّ قلعة للنظام ويقصف منه قرى وبلدات القنيطرة ودرعا.