سباق علمي لإنتاج صمامات صناعية للقلب

سباق علمي لإنتاج صمامات صناعية للقلب

31 مارس 2014
جراحة في القلب (Getty)
+ الخط -

تتنافس شركات عالمية على إنتاج أجهزة داعمة للقلب، بينها صمامات بديلة قد تسهم في إنقاذ حياة الملايين حول العالم، لكن أطباء يحذرون من تحول الأمر إلى مجرد تجارة رابحة.

وأظهرت بيانات تجربة ألمانية مصغرة طرحت نتائجها على اجتماع دولي لأطباء القلب، أمس الأحد، أن صماما بديلا تم تركيبه في الشريان الأورطي تنتجه شركة "إدوارد لايف ساينسيز كورب" تفوق على مثيله المنافس الذي تصنعه شركة "ميد ترونيك إنك" في أول دراسة مقارنة مباشرة بين الجهازين.

وقال الدكتور محمد عبد الوهاب، الذي أشرف على تقييم هذه الدراسة، في بيان: "توافر لدينا نوعان رئيسيان من الصمامات لهذه العملية. وحتى الآن لم تظهر أي بيانات حاسمة تجزم بالفعالية النسبية"، بحسب وكالة "رويترز".

وليس مرجحا بعد أن يُنظر إلى هذه النتائج باعتبارها حاسمة في ضوء حجم ومحدودية مجال الدراسة، إلا أن هذه النتائج قد تمنح مبيعات شركة ادواردز ميزة تسويقية نسبية فيما تتنافس الشركتان على نصيب الأسد في سوق أجهزة الصمام الأورطي البديل الذي يتم تركيبه من خلال القسطرة وينطوي على الحد الأدنى من التدخل الجراحي.

ويستعين كلا الجهازين اللذين تنتجهما الشركتان المتنافستان بالقسطرة لتثبيت الصمام الجديد في الشريان الأورطي حتى لا يضطر المرضى الضعفاء لإجراء عمليات القلب المفتوح التي تتضمن جراحات عميقة في الصدر.

ويعاني الملايين حول العالم، بينهم أكثر من 100 ألف شخص في الولايات المتحدة، من حالة الانسداد الحاد في الشريان الأورطي ثلثهم تقريبا إما يعاني من ضعف عام شديد أو عدم قابلية لإجراء عملية قلب مفتوح مما يجعلهم مرشحين لتركيب صمامات من خلال القسطرة.

وتستخدم شركة "ادواردز سابين اكس.تي" بالونا لتمديد وتثبيت الصمام الجديد فور وصوله لموضع الصمام التالف غير أن لدى شركة "ميد ترونيك كورفالف" صماما خاصا يتمدد تلقائيا بالاستعانة بسبيكة تتفاعل مع حرارة الجسم لفتح الصمام وتشغيله.

وعرضت النتائج على المؤتمر العلمي السنوي للكلية الأمريكية لأطباء القلب في واشنطن، وتضمنت 241 مريضا في خمسة مستشفيات ألمانية، وأعلن الأطباء الذين استخدموا بالون شركة "ادواردز" ذا القابلية للتمدد عن نسبة نجاح بلغت 95.9 في المئة بالمقارنة بنسبة نجاح 77.5 في المئة لجهاز شركة "ميد ترونيك".

وتم تحديد معيار نجاح الإجراء بأنه يتضمن زرع الصمام في موضعه الصحيح وأن يتسم بأعلى قدرة على منع تسرب الدم تماما من حول الصمام.

وأفاد المرضى الذين استفادوا من صمام شركة ادواردز بحدوث تحسن في الأعراض -التي كانت تتضمن صعوبة التنفس وآلاما في الصدر والإصابة بالدوار، بعد 30 يوما من تركيب الصمام بنسبة نجاح بلغت 94.3 في المئة بالمقارنة بجهاز شركة ميدترونيك الذي حقق نسبة قدرها 86.7 في المئة.

ويجمع معظم الأطباء الذين يجرون عمليات تغيير صمامات القلب على أن أهم النتائج الإكلينيكية لهذه العمليات هي معدلات الوفاة والإصابة بالسكتة الدماغية. وعند تطبيق هذين المعيارين المهمين لم يلاحظ أي فارق كبير بين جهازي الشركتين بعد 30 يوما من تركيب أي منهما.

ويعتزم الباحثون متابعة حالات المرضى خمس سنوات قادمة لمقارنة الآثار الصحية للمجموعتين على المدى الطويل وهي المعلومات التي يرجح ان تتضمن معلومات أكثر أهمية. ويقول أطباء غير مشاركين في الدراسة إنه من المحتمل ألا تستمر الاختلافات بين الطريقتين لفترة طويلة لأن القائمين على تقييم التجارب ليسوا متأكدين تماما بسبب قصر فترة المتابعة التي تصل إلى عام أو عامين.

المساهمون