ريفي كـ"بطل"

ريفي كـ"بطل"

01 يونيو 2016
يواصل ريفي معركته ضد حزب الله (حسين بيضون)
+ الخط -
تبدو صورة أشرف ريفي التي يرسمها له مناصروه أقرب إلى "البطل". لا يمكن حصر مناصريه جغرافياً. يتحوّل مدير عام قوى الأمن الداخلي السابق في لبنان إلى حالة شعبيّة بشكلٍ متسارع. يبدو ريفي أنه قادر على استيعاب هذه الحالة حالياً. جسمه التنظيمي لا يزال ضعيفاً. قدراته الإعلاميّة محدودة. نظرة سريعة على موقعه الإلكتروني، تكشف ذلك. والسؤال الأهم هل يُريد استيعاب هذه الحالة؟ لم يقم ريفي بربع الجهد الذي قام به كثيرون من منافسيه لكنهم لم يحصدوا بعض ما حصده شعبياً.
يُمكن إجراء مقارنة سريعة بين النائب ميشال عون ووزير العدل المستقيل أشرف ريفي. الرجلان دخلا عالم السياسة من الأمن والعسكر. يملكان كاريزما قادرة على جذب الجمهور لهما. صُنّفا بين جمهورهما بـ"غير الفاسدين". طرحا أهدافاً واضحة: مواجهة "الاحتلال" وتحصيل وتحصين حقوق الطائفة التي يصدف أن تكون في حالة مظلومية. عون واجه النظام السوري قبل التحالف معه، وريفي يواجه حزب الله. مع الإشارة إلى تبادل الأدوار بين النظام السوري وحزب الله لجهة الهيمنة على لبنان وقراره السياسي، و"كسر" الخصوم السياسيين بشتى الطرق المشروعة وغير المشروعة. كما يجمع بين ريفي وعون تحالف الخصوم بوجههما لمنع انتصارهما انتخابياً، ريفي في الانتخابات البلديّة وعون في انتخابات 2005 النيابيّة. هذا لا يعني بالضرورة أن يكون ريفي "نسخة سنية" عن عون.
تدلّ هذه المقارنة السريعة على تحوّلات كبيرة يعيشها سنة لبنان. لم يعد جزء لا بأس به من أبناء الطائفة قابلاً وقادراً على تحمّل التسويات المصلحيّة التي يخوضها تيار المستقبل باسمه مع حزب الله. ولا هو قابل بعمليّة التهميش الاقتصادي. يُريد جزء من أبناء الطائفة أن يواجه حزب الله من الند للند. في الوقت نفسه، لا يرغب هؤلاء بالخروج من الدولة ومن مؤسساتها. رفض التفاعل الإيجابي مع حالة الشيخ أحمد الأسير عند اصطدامها العسكري مع الجيش مؤشر واضح على الرغم من مشاعر التضامن مع الأسير (الذي يحاكم اليوم أمام القضاء اللبناني بتهم مختلفة منها الإرهاب). تكرر الأمر عينه، عند احتلال مسلحين إسلاميين متشددين (من جبهة النصرة و"داعش") لبلدة عرسال. لا يُريد أبناء الطائفة السنية حرباً أهليّة جديدة ولا حتى اشتباكات. ولهذا أسبابه الاقتصادية والاجتماعية. لكنهم يرغبون بقيادة سياسيّة، قادرة على إعادة الاعتبار للدور السياسي للطائفة.
جاء فوز ريفي كانتفاضة داخل مؤسسات الطائفة والنظام من دون إلغاء واقع أن التصويت ضد اللائحة الائتلافية هو محاسبة على الأداء السياسي والاقتصادي والإنمائي، لكنّه انتصار يكرّس مبدأ المواجهة السياسية إذ يبدو أن ما يمنع الانفجار العسكري هو القرار الدولي وليس العامل المحلي.