رضوى عاشور.. وداعاً أيتها الثورة

رضوى عاشور.. وداعاً أيتها الثورة

02 ديسمبر 2014
+ الخط -

قد يبدو الفصل صعباً بين الثورة المصرية والروائية رضوى عاشور (1946 - 2014) التي رحلت أمس في القاهرة عن 68 عاماً، قضت القسم الأكبر منها في الكتابة والتدريس والحلم بالتغيير. فمنذ أولى رواياتها "حَجَر دافئ" حتى كتابها الأخير "أثقل من رضوى"، تبدو سيرتها الذاتية ممتزجة بإرهاصات التغيير في الشارع المصري وبمشاهد من ثورته في ما بعد.

بدأت علاقة صاحبة "رأيت النخل" بالأدب مبكراً، إذ تخرجت من كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية في القاهرة 1967، وحصلت على الماجستير في الأدب المقارن، ثم الدكتوراه في الأدب "الأفرو - أميركي" من جامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة 1975، لتعود بعد ذلك إلى مصر، وتبدأ في كتابة الدراسات النقدية، أولها "الطريق إلى الخيمة الأخرى" حول تجربة الروائي الفلسطيني "غسان كنفاني".

 أصدرت بعد ذلك شهادتها عن أيامها في أميركا "الرحلة: أيام طالبة مصرية في أميركا"، على هيئة يوميات اعتبرتها بمثابة "ورشة" تحضير سردية قبل أن تتجه إلى كتابة الرواية والقصة القصيرة.

قارئ أعمال صاحبة "سراج" يلمس انشغالها بقضايا مجتمعها، انطلاقاً من شعورها بالأزمة التي تركتها نكسة 67 في نفوس ذلك الجيل. وقد تعرّضت في مرحلتها الروائية الأولى إلى "مصر السبعينيات"، من احتجاجات طلاب الجامعة، إلى أبرز التغيرات التي طرأت على المجتمع المصري، كما جاء في روايتها "خديجة وسوسن". دخلت بعد ذلك مرحلة جديدة اتسمت بالعودة إلى التاريخ، كما في روايتها الشهيرة "ثلاثية غرناطة".

إضافة إلى واقعها المصري، ظلّت صاحبة "أطياف" متصلة أيضاً بقضايا واقعها العربي؛ ونستشفّ هذا في روايتها "الطنطورية"، التي قاربت فيها النكبة الفلسطينية، من خلال تتبع حياة عائلة اقتلعت جذورها من قرية "الطنطورة" التي شهدت مذبحة على أيدي العصابات الصهيونية.

إلى جانب مشروع الكاتبة الأدبي استمر عملها الأكاديمي بالجامعة، حتى أصبحت رئيس قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة عين شمس، إضافة إلى عضويتها في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية. كما حصلت على عدة جوائز، أبرزها جائزة "كفافيس" الدولية في الأدب 2007، وجائزة "كارداليللي" الإيطالية في النقد الأدبي 2009.

اتسمت مواقف عاشور السياسية باتساقها مع أفكارها التي تطرحها في كتاباتها، وليس أدلّ على ذلك من موقفها أثناء مشاركتها في مؤتمر الأدباء الشبان في 1969، عندما طالبت بالإفراج عن المعتقلين أمام "شعراوي جمعة" وزير داخلية عبد الناصر آنذاك، إلى جانب العديد من المواقف التي استمرت خلال رحلتها الإبداعية لأكثر من 35 عاماً.

دلالات

المساهمون