رسالة إجلال للمقاومة وأهلها

رسالة إجلال للمقاومة وأهلها

24 يوليو 2014
+ الخط -


حتى اللحظة، لم نشاهد ما هو جدّي وملموس في إسناد غزة والمقاومة فيها، وكأن ما يجري في قطاع غزة مجرد سحابة صيف ستنقشع، أو كأن العرب يتمثلون قوله تعالى (شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا)، بل على العكس، شاهدنا حالات من التحريض والاصطفاف الفج إلى جانب الصهاينة.
"وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند".

الإدانة لحالة التآمر من دول عربية مع الكيان الصهيوني واجبة. فهناك من بلغ درجات متقدمة من الخيانة، جعلته يدخل حيز الفعل المضاد ضد حركات المقاومة في قطاع غزة الصامد، وكأنها العدو الأول والأخطر في المنطقة. كما أن حالة الصمت من أغلب الأنظمة العربية، والذي يضفي مشروعية على المجازر والانتهاكات الصهيونية، ترسخ حقيقةً مفادها أن الصمت لا يقل خطورة ولا بشاعةً عن التآمر الفعلي.

أنا مواطن عربي، وأريد أن أسجل استنكاري هذه الممارسات العربية، المذلة والمخجلة التي تلحق العار بكل من عزف عن إدانتها واستنكارها، وبكل من يسايرها، أو يدور في فلكها. أردت أن أسجل عمق المأساة الذاتية التي نعيشها في موريتانيا، ونحن نرى الرئيس محمد ولد عبد العزيز يتجنب إدانة الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة، حتى بأبسط العبارات.
حتى لا أدور في فلك المتواطئين بالفعل، أو المتآمرين بالصمت، أود أن أرفع قبعتي إجلالاً وإكباراً للمقاومة الفلسطينية، وهذا أضعف الإيمان، بينما تضع المقاومة خطوطاً عريضة للمشروع العربي في الشرق الأوسط الجديد، وليس مشروع الاستعمار. المقاومة تقوم بذلك بكل عز وفخار، هذه الأيام، في أرض الإباء غزة، وسط حالة احتضان شعبي، عز نظيرها وقل مثيلها، مما يدفع إلى الانحناء طويلاً، وكثيراً احتراماً وهيبةً لأهل غزة الأحرار. الإعجاب بالمعجزة الملحمية التي تفرضها المقاومة الفلسطينية واقعاً سياسياً جديداً، أقل ما يمكن. لذلك، نشدّ على أيدي المقاومة، نحن معها، وهي تمثلنا وتعبّر عنا، ونأسف لما هو قائم من أحوال العرب حولكم أيها المقاومون.

avata
avata
محمد محفوظ المختار (موريتانيا)
محمد محفوظ المختار (موريتانيا)