موريتانيا.. واقع ضبابي ومستقبل غامض

موريتانيا.. واقع ضبابي ومستقبل غامض

11 مارس 2015
+ الخط -
طالعت المواقع الإخبارية الوطنية الموريتانية، وتطلعت لأجد خبراً يفيد بحل أزمة عمال الشركة الوطنية لصناعة المناجم "اسنيم" التي تعتبر شرياناً رئيسياً من شرايين الاقتصاد الوطني، غير أن ما رأيت على صفحات هذه المواقع أصابني بشيء من الذعر، بشأن ما يحيق بالبلاد من مشكلات لعل سياسة الحكومة، تساهم في تجذيرها وترسيخها.

لا شك أن استمرار أزمة عمال "اسنيم" أمر خطير بأبعاده الاقتصادية والإنسانية على العمال وذويهم. ثم على مجموعة من التجمعات السكنية، كانت تقتات على ما يوفره قطار المعادن الذي توقف قبل أيام. الأمر الذي ينذر بكارثةٍ، تجسدت على أرض الواقع، حتى لو كان المتضرر منها قابعاً في دهاليز الصحراء، لا حول له ولا قوة. هنا، تبرز أزمة ضمير، تنتظر من يعيها ويعمل وفق مقتضياتها في هذه اللحظة الخطيرة والصعبة.
خبر آخر أثار انتباهي، يتعلق بعزم الحكومة الموريتانية إرسال سرية من الجيش للمشاركة في حرب أخرى شمال مالي، ما يعني أن السياسة الحكومية في هذا الاتجاه مصرة على جر الجيش الوطني إلى مستنقعات المجهول خارج الحدود الوطنية، على الرغم من التجربة غير المشجعة التي خاضها الجيش في غابات غاوا شمال مالي في يونيو/حزيران من عام 2011.
الخبر الذي يمثل الخطر الأعظم بالنسبة لي يتعلق بتصريح السفير الأميركي في موريتانيا: "في موريتانيا مشروع حرب طائفية". وهو تصريح يدفع، بشكل صريح، إلى توسيع الشرخ الاجتماعي الحاصل في البلد، وهو محاولة الاصطياد في مياه الواقع الاجتماعي الآسنة. وهو أيضاً، يعني، أن الإدارة الأميركية من خلال ممثلها في نواكشوط عازمة على تفتيت البنية الاجتماعية في البلد، قبل إقدام الشركات النفطية الأميركية على استغلال النفط الموريتاني الذي أعلن عن اكتشاف كميات معتبرة منه، مع مطلع العام الحالي.
مجمل هذه التفاصيل تجعلني أشعر بقلق بالغ حول ما يعيشه البلد من مشكلاتٍ، يستدعي حلها مزيداً من الوعي بأن أمراً ما  يجري التدبير له في الخفاء، من أجل الانقضاض على هذا الوطن، وإدخاله في دوامة صراعات متعددة الأوجه. ولذلك، لا مناص من تعرية هذه الخطط، قبل اكتمال نضوجها، والتحذير مما قد يترتب على التساهل، أو التغافل عنها، بحجة أن الأمر لا يعدو أزمة عابرة أو قراراً لحظيّاً، أو تصريحاً شكليّاً، لا يعي اللحظة، ولا يعبر عن الواقع.
الواقع الذي تعيشه بلادنا، حالياً، ضبابي بدرجة كبرى، والسياسات الحكومية والخطط التنموية الحالية لا تبشر بأن المستقبل سيكون أكثر إشراقا. هنا، يجب أن نكون على قدر المسؤولية، ونعالج الوضع قبل أن يتفاقم، أو يصل إلى مرحلة يخرج فيها عن السيطرة، لا قدر الله.

avata
avata
محمد محفوظ المختار (موريتانيا)
محمد محفوظ المختار (موريتانيا)