ذكرى ميلاد: محسن زايد.. من الحرب إلى السينما

ذكرى ميلاد: محسن زايد.. من الحرب إلى السينما

23 اغسطس 2020
(محسن زايد)
+ الخط -

تستعيد هذه الزاوية شخصية ثقافية عربية أو عالمية بمناسبة ذكرى ميلادها في محاولة لإضاءة جوانب أخرى من شخصيتها أو من عوالمها الإبداعية. يصادف اليوم، الثالث والعشرون من آب/ أغسطس، ذكرى ميلاد كاتب السيناريو محسن زايد  (1944 - 2003).


في عام 1969، ألّف محسن زايد الذي تصادف اليوم الأحد ذكرى ميلاده، نص وسيناريو التمثيلية التلفزيونية "الدبابة"، أثناء تأديته الخدمة العسكرية بين سنتيْ 1967 و1973 والتي تركت أثرها الواضح على كتاباته التي ظلّت المحطّات والأحداث السياسية الكبرى في تاريخ مصر المعاصر حاضرة فيها.

وُلد السيناريست المصري (1944 – 2003) في حي السيدة زينب القاهري، وتخرّج من "المعهد العالي للسينما/ قسم الإخراج" عام 1966، وعمل مدرساً في المعهد لمدة عامين وتتلمذ على يديه عدد من كتاب السيناريو في السينما والتليفزيون، وكان من المفترض أن يشقّ طريقه مخرجاً وقد فعل ذلك في فيلمين اثنين، حتى عَرض عليه المخرج صلاح أبو سيف كتابة فيلم "حمام الملاطيلي" (1973) لتشكّل نقطة تحوّل أساسية في مشواره.

العمل الذي مُنع من العرض في صالات العرض حتى حذفت مشاهد كثير منه، ويروي قصة شاب مهجر من الإسماعيلية، ويقيم مع أسرته في محافظة الشرقية، ثم يأتي إلى القاهرة من أجل الحصول على وظيفة ولاستكمال تعليمه بكلية الحقوق ولكنه يتعثر في كلاهما، لتسلّط الأضواء على شخصيات تعمل في الدعارة والمخدرات وتكشف عمق أزمات المجتمع المصري بعد هزيمة حزيران/ يونيو عام 1967.

ربطته علاقة وثيقة مع الروائي نجيب محفوظ منحته قرباً من نصوصه في تقديمها درامياً

في العام التالي، قدّم زايد فيلم "العطش" من إخراج إبراهيم الصحن، وتلاه فيلم "اللص والكلاب" (1975) عن رواية لنجيب محفوظ تحمل العنوان ذاته، والذي سيكون فاتحة لأعمال عديدة مأخوذة عن رواياته، واعتبر أفضل من تعامل معها ملتزماً بالحدث الذي ظلّ مطابقاً لما كُتب في الرواية، لكنه أوجد حلولاً لما استشكل تقديمه لنصوص لم تعتمد حبكة واضحة أو تسلسلاً زمنياً مثل رواية "حديث الصباح والمساء".

ربطته علاقة وثيقة مع صاحب رواية "أولاد حارتنا" منحته قرباً من نصوصه، لكن الأهمّ من ذلك كان تمثّله لطبيعة بناء الشخصيات المحفوظية التي كان يرى أنها مدروسة بعناية شديدة فهي تتطابق مع الواقع واحتماليات تطوّرها لا تخرج عنه مطلقاً، مثلما عالجها في فيلمي "أيوب" و"قلب الليل"، ومسلسل "السيرة العاشورية" الذي كان تجسيداً لرواية "الحرافيش"، وحقّق نجاحاً كبيراً في تناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والدين والإيمان، ومسائل الجنون والعقل والعبث والانحطاط وغيرها.

أما "الثلاثية" فكانت من أبرز روايات محفوظ الذي حرص زايد على تقديمها، واستغرق في كتابتها عامين كاملين، لكنها لم تخرج إلى النور بعد كتابتها مباشرة، إذ قدر لها أن ترى النور بعد حصول محفوظ على جائزة نوبل عام 1988، ورغم أنها استحوذت على نسب مشاهدة عالية وكان أداء محمود مرسي وهدى سلطان وغيرهما مميزاً، إلا أن مقارنته بالأفلام الثلاثة المأخوذة عنها للسينما وأخرجها حسن الإمام، حيث الكفةّ كان ترجح للأخير دائماً.

رحَل محسن زايد في السابعة والخمسين من عمره بعد أن قدّم سبعة عشر عملاً فقط، وكان مشتبكاً بعدد من المشاريع التي لم يتمكّن من تنفيذها ومنها فيلم "المطران الثائر" الذي يتناول حياة مطران القدس إيلاريون كابوتشي، فيلم يتناول السيرة الذاتية للشاعر أحمد فؤاد نجم بعنوان "الفاجومي".

المساهمون