دعوات لاستقالة وزير الأوقاف الأردني بعد حادثة "النبي هارون"

دعوات لاستقالة وزير الأوقاف الأردني بعد زيارة سياح إسرائيليين لمقام النبي هارون

04 اغسطس 2019
السياح الإسرائيليون أدّوا طقوساً دينية في المقام (فيسبوك)
+ الخط -
دعا العديد من الفعاليات الشعبية والنيابية في الأردن الحكومة إلى تحمل مسؤوليتها بعد أداء سياح إسرائيليين طقوساً دينية في مقام النبي هارون جنوبي المملكة، فيما طالب البعض باستقالة وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني عبد الناصر أبو البصل، على خلفية هذه الواقعة.

وحملت النقابات المهنية الحكومة الأردنية مسؤولية ما وصفته بـ"محاولات الصهاينة المستميتة للهيمنة على الأردن وتزوير التاريخ بعد اغتصاب أرض فلسطين التاريخية"، على خلفية دخول سياح إسرائيليين بطريقة غير قانونية إلى مقام النبي هارون.

وقالت النقابات، في بيان، السبت، إنّه "أمام ضعف الأداء وتكرار الأخطاء والفشل في حماية المقدسات في الأردن والقدس الشريف، ولكي لا ندفع ثمناً لن تحتمله الدولة الأردنية ولا الدول الأكبر منها، نطالب بمحاسبة كل من هو مقصّر في هذه الأحداث".

وأضافت النقابات أنّ "الأولى بالحكومة الأردنية أن تمنع انتهاكات الصهاينة على أرض الأردن وأن تمنع دخولهم الأراضي الأردنية، بدل تظاهرها بالصدمة من الانتهاكات في المسجد الأقصى".


وجاء في البيان أنّ "الصور التي شاهدناها من المسجد المملوكي المعروف بمقام النبي هارون في البتراء تطرح تساؤلاً خطيراً أمامنا جميعاً عن مصير المسجد الأقصى"، ولفت إلى أنّ "هذه الانتهاكات المصورة هي لمسجد يقع تحت السيادة الأردنية، فكيف هو مصير المسجد الأقصى الذي يقع تحت الاحتلال المباشر".

وأضاف البيان أنّ "صور الصهاينة المستعمرين بمقام النبي هارون، وقبلها أحداث فيلم "جابر" الذي يسوق للعالم أنّ جنوب الأردن حق للصهاينة، ومحاولاتهم تزوير التاريخ من خلال دفن قطع نقدية عبرية في المواقع التاريخية؛ كل هذه الأحداث وغيرها من التجاوزات تتحمل مسؤوليتها الحكومة التي تندد ليل نهار، ببياناتها الغاضبة، بما يفعله الصهاينة من اقتحامات للمسجد الأقصى".

من جانبها، حذرت وزيرة السياحة والآثار السابقة مها الخطيب، في تصريحات صحافية، ممّا اسمته "الفكر الصهيوني التوسعي الذي لا حدود له"، مؤكدة أنّ "معاهدة السلام سمحت للإسرائيليين بدخول البلاد لزيارة مقام النبي هارون، بينما منعت الأردنيين من دخول فلسطين".

وقالت تعليقاً على الطقوس اليهودية التي أدتها مجموعة من الإسرائيليين في البتراء، إنّها "خلال توليها وزارة السياحة حاولت بكل صلاحياتها أن تضع حداً لوقاحتهم عندما منعت الصهاينة من إدخال ملابسهم الدينية كونهم يأتون لإقامة صلوات عند مقام النبي هارون".

بدوره، طالب النائب عن كتلة "الإصلاح" النيابية سعود أبو محفوظ، بإقالة وزير الأوقاف، قائلاً: "لقد تكرر انتهاك مساجدنا وهو المسؤول عنها (وزير الأوقاف)؛ فكيف هو حال مقدساتنا هناك في بيت المقدس"، مضيفاً "إنني أحترم شخص الوزير، وأقدر علمه، ونبله، ولكن المسؤولية الشرعية، والواجب الوطني، والتزامي أمام المواطنين يحتم علي المطالبة بإعفائه، لتكرار الأخطاء واستمرار العثرات، وبقاء الثغرات، وترهل الهيكل، وضعف الأداء، لوزارة مهمة جداً، وتضطلع بأدوار مهمة للغاية".



وكان وزير الأوقاف الأردني قد قرر، الخميس الماضي، إغلاق مقام النبي هارون الكائن في إقليم البترا، وتسليم مفاتيحه لمديرية أوقاف محافظة معان، وعدم السماح لأي زائر بدخول المقام إلا بعد حصوله على موافقة الوزارة، بعد أداء طقوس يهودية فيه.

ووفق بيان صادر عن الوزارة، جاء قرار أبو البصل "على خلفية دخول سياح إسرائيليين بطريقة غير قانونية للمقام دون علم الوزارة بذلك، وأداء طقوس يهودية فيه".

ويعد المقام المذكور ضريحاً تاريخياً في الأردن، يُعتقد أنّه لنبي الله هارون. يقع في جنوب الأردن على قمة جبل هارون غربي مدينة البتراء، وهو مطل على الضفة الغربية المحتلة، ويعلو بلدة وادي موسى.

وكانت قضية دخول السياح اليهود إلى مقام النبي هارون في البتراء، قد أثارت سخطاً واسعاً في الأردن.

وقال رئيس سلطة إقليم البترا سليمان فرجات في تصريحات صحافية، الجمعة، إنّ المقام كان مغلقاً منذ صباح الخميس، وقد تمكّن نحو 5 أشخاص فقط من التسلل إلى الموقع بعد أن فتح الحارس لهم الباب، فيما نفى أن تكون الصور لمجاميع من السياح اليهود تعود إلى زيارتهم يوم الخميس، وقال إنّها تعود إلى عام 2013.

دلالات