دراما رمضان 2020... هل كورونا عدو أم حليف؟

دراما رمضان 2020... هل كورونا عدو أم حليف؟

11 ابريل 2020
بات مسلسل "فالنتينو" من بطولة عادل إمام جاهزاً (Getty)
+ الخط -
وضع انتشار فيروس كورونا المستجد في عدد من الدول العربية، شركات الإنتاج الفني أمام مأزق حرج. فعادة تنتظر هذه الشركات، بعد موسم كامل من التحضيرات اللوجستية وإبرام العقود مع الممثلين والقنوات العربية، حلول شهر رمضان، لتعرض أعمالها وتنافس عليها أمام بقية الأعمال الأخرى. ولكن مع إعلان الحكومات العربية التعبئة العامة وفرض الحجر الصحي ومنع التجمعات وحالات التجمهر والاكتظاظ، بعد ازدياد حالات الإصابة بالفيروس، فرض على عمليات التصوير التوقف لأجل غير مسمى، ولهذا السبب ستمنى شركات الإنتاج بخسارات كبيرة مما سيدفعها، إلى انتهاج خطط جديدة وفعالة تنقذ أو تقلل بعض الشيء من حجم الخسائر.

قبل إقرار الحجر المنزلي، عدد قليل من المسلسلات الدرامية أنجز، وأصبح جاهزاً للعرض على الشاشات العربية خلال شهر رمضان المقبل. فضمن خارطة المسلسلات المصرية التي يتجاوز عدد أعمالها خمسا وعشرين مسلسلًا، اثنان أو ثلاثة أعمال منها أصبح جاهزًا للعرض، مثل مسلسل "فالنتينو" للمخرج رامي إمام وهو من بطولة عادل إمام ودلال عبد العزيز، ومسلسل "الاختيار" للمخرج بيتر ميمي وهو من بطولة أمير كرارة.

ولكن، وبالرغم من الوضع الصحي الطارئ، لم تمتنع باقي الأعمال المصرية عن استئناف عمليات التصوير، وهذا ما أعلن عنه نقيب المهن التمثيلية في مصر أشرف زكي، إذْ أشار إلى أن "معظم الأعمال على وشك الانتهاء"، موضحًا: "أن عمليات التصوير تتم داخل استوديوهات داخلية حيث يتم اتخاذ تدابير وقائية أكثر لمواجهة الفيروس، على أن ينتهي التصوير خلال أسبوعين كحد أقصى، فهم غير ملتزمين مثلما فعلت نقابة المهن التمثيلية اللبنانية". قد يتصدر السوق المصري السباق الرمضاني في حال لم تستأنف باقي الإنتاجات العربية أعمالها، ولكن هل ستلتزم بقية شركات الإنتاج بقراراتها في تعليق أعمال التصوير، خصوصًا المشتركة منها السورية واللبنانية، وهي تعلم أن مبالغ طائلة هدرت وستهدر لاحقًا ما لم تتخذ إجراءات سريعة تسعفها؟ أسابيع قليلة تفصلنا عن بداية الماراثون الرمضاني، ولا بد من سيناريوهات مختلفة تعتمدها شركات الإنتاج، فماذا عساها تكون؟

إن القانون يلزم شركات الإنتاج إنهاء عمليات التصوير في الوقت المحدد لها، وذلك في العقود المبرمة بينها وبين القنوات المحلية والعربية، وفي حال عدم التزام هذه الشركات بالتاريخ المتفق عليه، سيتوجب عليها دفع غرامات مالية، كضريبة هذا التأخير، وهي خسارة أخرى تضاف إلى مجموع الخسائر التي لحقت بها من استئجار كوادر فنية ومختصين وبدل أجور الفنادق والمجمعات السياحية التي يتواجد فيها الممثلون القادمون من مختلف البلدان العربية لتصوير مشاهدهم الخاصة. لكن لا ننسى أن تصوير المشاهد كان ساري المفعول قبل تفشي كورونا، وقبل قرارات الحجر التي بدأت قبل أقل من ثلاثة أسابيع، وعلى مسافة قريبة جدًا من موعد قدوم الموسم الرمضاني في أواخر شهر إبريل/ نيسان الحالي.



وأمام هذه الظروف الصحية الطارئة التي تمر بها دول العالم أجمع، قد يستبعد موضوع الغرامات المالية تعاطفًا مع الوضع العام الراهن. على أن يتم عرض ما وصلت إليه أعداد الحلقات المصورة على الشاشة الصغيرة، والتي قد تتراوح بين عشر حلقات وعشرين حلقة أقل أو أكثر. مما يمنح الجهات المسؤولة فسحة لمتابعة تصوير باقي الحلقات في الوقت الذي تعرض فيه الحلقات الأولى المنجزة. يعتبر هذا الخيار في طليعة الخيارات المتاحة والمناسبة للشركات المنتجة في حال تم رفع الحظر المؤقت الذي فرضته السلطات الحاكمة. هي ليست حالة جديدة تمر بها الصناعة الدرامية، حيث دائمًا نسمع عن مسلسل يتابع تصوير مشاهده الأخيرة، بالتزامن مع بث الحلقات المنجزة من هذا المسلسل.

المساهمون