خوان رولفو.. كتابات السنوات الأخيرة

خوان رولفو.. كتابات السنوات الأخيرة

21 يوليو 2019
(خوان رولفو)
+ الخط -
مثّلت رواية "بيدرو بارامو" للكاتب المكسيكي خوان رولفو (1917 – 1986) تحوّلاً نوعياً في أدب أميركا اللاتينية حين نشرها عام 1955، ورغم أنه لم يصدر سوى رواية أخرى بعنوان "ديك من ذهب" بعد ثلاثة عقود من كتابتها، إلى جانب قصصه المنشورة في مجموعتين، إلا أنه اعتبر أب الواقعية السحرية في قارّته بسبب عمل واحد.

لطالما ردّد أنه كتَب مثل هاوٍ لكنه قرأ كمحترف، وهي خلاصة حيّرت النقّاد والكتّاب الذين تناولوا سيرته، خاصة حين نقلوا عنها أيضاً كيف قرّر نشر حوالي المئة صفحة من أصل مئتين وخمسين صفحة احتوتها مسوّدة "بيدرو بارامو"، وظلّ مصراً حتى رحيله أنها ليست رواية قصيرة.

كُشف عن مفاوضات جارية بين "مؤسسة خوان رولفو" ودار نشر "كارمن بالسيلز" في إسبانيا لإصدار مخطوطتين غير منشورتين مسبقاً لرولفو، يقدّر أنهما يعودان إلى عام 1982، حيث عُثر على خمسة صفحات ونصف كتبت على أوراق صفراء، ومعها حوالي ثمانٍ وثلاثين صفحة ممزّق بعضها، وكلاهما يحتوبان هوامش عديدة كتبها بيده بخط مائل، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الباييس" الإسبانية.

يتناول في الكتاب الأول الأدب البرازيلي في القرن العشرين، بينما يضمّ الثاني ملاحظاته حول الأدب المكسيكي، كما يوضّح فيكتور خيمينيز، مدير المؤسسة: إلى أنه من المرجح أن "تكون هذه النصوص ما كتبه، وتساهم في الإضاءة على اهتماماته خلال السنوات الأخيرة".

كما يشير إلى أن كلا المادتين تمثّلان امتداداً لأعماله السابقة، حيث الكتاب الأول وضعه مقدّمة لإحدى روايات الكاتب البرازيلي للمؤلف البرازيلي خواكين ماريّا ماتشادو دي آسيس عام 1982، والثاني نص لمحاضرة ألقاها في "جامعة هارفارد" عام 1982، وسيجمعان مع أربع دراسات كتبها رولفو بين خمسينيات القرن الماضي وحتى رحيله، ونشرها في مجلات جامعية أو أصدرتها دور نشر محلية.

الكتاب الجديد سيكون أول عمل غير منشور، يتمّ إصداره بعد نشر "رسائل إلى كلارا" عام 2000، وتضمّن الرسائل التي تبادلها في الأربعينيات مع زوجته المستقبلية، ما يضع حداً للأسطورة التي تشارك رولفو نفسه في ترويجها، بأنه توقّف عن الكتابة بعد نشر روايته "بيدرو بارامو".

ومن المعروف أن رولفو كان يكتب نصاً روائياً بعنوان "كورديليرا" تحدّث عنه في بعص المقابلات يدور حول كاهن عاش مع أسرته "صراع النفس البشرية" في فترة الاستعمار الإسباني لكن يبدو أنه فقد الحماسة لنشره.

ويبيّن خيمينيز أنه لا يزال هناك العديد من مقالاته غير المنشورة في التاريخ، لكن الإصدار الجديد يتقصّد تجميع نصوصه حول الأدب، وهو الذي قدّم العديد من المراجعات الشاملة في الآداب الأميركية واليوغسلافية والهنغارية، إلى جانب قراءاته في الأدب المكسيكي وخاصة لأدب السكّان الأصليين الذين اهتمّ بنتاجاتهم باكراً.

المساهمون