خمس حقائق عن الصداع النصفي

خمس حقائق عن الصداع النصفي

07 مايو 2017
(Planet Flem)
+ الخط -
هل الصداع النصفي شيءٌ موروث، وما هو مسبب الألم؟ خمس حقائق عن الصداع النصفي الذي يعاني منه الكثيرون.

لم يُصب بعض الناس المحظوظين بالصداع طوال سني حياتهم ولا يعرفونه، أمّا الذين أصيبوا به فيعلمون تمامًا حجم المعاناة، إذ يتناول ثمانية ملايين شخص في ألمانيا أدوية ضد الصداع يوميًا، مليون منهم يعانون من الصداع النصفي.

كيف ينشأ الألم؟
رغم قلة المعلومات عن منشأ الألم بشكل عامٍ، إلا أن تكرار الإصابة بالصداع وفّرت معلوماتٍ مهمة- وإن كانت قليلة- عن منشأه.

لا ينشأ الألم في الدماغ، فهو لا يحوي على أي مستشعرات للألم، ولكنه ينشأ في طبقات السحايا التي تغلف الدماغ، وبشكل أدق في الجهاز الوعائي المغذي للعصب مثلث التوائم، حيث يوجد مستقبلات عصبية للعصب مثلث التوائم في جدران الأوعية الدموية التي تمر في طبقات السحايا، لكن العلماء لم يتّفقوا على سبب إرسال هذه المستقبلات إشاراتٍ عصبية لمناطق مختلفة في الدماغ.

تعود هذه النظرية إلى أربعينيات القرن الماضي، إذ سببَ التحفيز الميكانيكي للأوعية الدموية أثناء العمليات الجراحية على الجمجمة ألمًا عند المريض، ما أدى إلى توسيع جدران الأوعية الدموية أثناء الصداع النصفي والذي أدى بدوره إلى إثارة الألم.

يختلف مع ذلك بيتر غودسبي عالم الأعصاب في كلية كينغز في لندن، إذ يرى أن الأوعية الدموية لا تلعب أي دور في عملية الألم، أو ربّما دورًا ثانويًا، فصور الرنين المغناطيسي لا تظهر أي توسّع في الأوعية الدموية أثناء الصداع النصفي، ويرى غودسبي أن الصداع النصفي هو مرض عصبي فقط، يفقد فيه الدماغ السيطرة على آلية إدخال معلوماتٍ حسيّة معينة، حيث تفشل آليات الترشيح في جذع الدماغ والمهاد في تعديل المثيرات الضوئية واللمسية والصوتية والشمية وتنظيمها.

ويؤكّد غودسبي أن دماغ الأشخاص المصابين بالصداع النصفي مختلف عن دماغ الشخص السليم، حتى في الأوقات التي يعاني منها المريض من الصداع النصفي، إذ يستجيب الدماغ بشكل خاص للتغيرات الداخلية والخارجية كالهرمونات والغلوكوز والأنسولين والإجهاد والنوم، لكن كيفية تأثير هذه التغيرات ليست مفهومة بعد، إلا أن العديد من النواقل العصبية تشترك في عملية تشكيل الألم.

تظهر الدراسات الحالية عن الصداع النصفي أنه ليس من منشأ وعائي فقط أو منشأ عصبي فقط، إذ يرى ماركوس داليم أن الأعصاب والأوعية تتشارك في عملية تشكيل الألم.


أنواع الصداع:
أحصت الجمعية العالمية للصداع أكثر من 200 نوع من الصداع، حيث تم التفريق بين الصداع الأولي والثانوي، إذ يُعتبر هذا الأخير نتيجة لأمراضٍ مثل النزف الدماغي أو ارتفاع الضغط داخل الجمجمة أو التهاب السحايا.

أما الأنواع الأكثر شيوعًا للصداع الأولي فهي صداع التوتّر والصداع النصفي وصداع العصب مثلث التوائم، والذي يتضمّن الصداع العنقودي، إذ يعتبر نادر الحدوث إلا أنه مؤلم جدًا.

تبلغ نسبة انتشار الصداع النصفي حوالي 10-12%، والنساء أكثر إصابة بثلاث مرّات من الرجال، حيث يصيب الألم جانبًا واحدًا من الرأس وغالبًا في منطقة الصدغ وخلف العين، ويكون مصحوبًا بالغثيان والحساسية من الضوء والصوت.

يُقسم الصداع النصفي إلى مراحل، وغالبًا لا ينتبه المرضى والأطباء إلى المرحلة الأولى، التي تسبق الألم بثلاثة أيّام وتتميّز بتغير المزاج والحساسية للضوء والضجيج وانخفاض التركيز والتعب، بالإضافة إلى أن وجبات الطعام الغريبة وقلة النوم والإجهاد يمكن أن تسبب صداعًا نصفيًا.

يصاب ربع المرضى باضطراب في الرؤية والخدر وضعف في الكلام والحركة، ويتلو مرحلة الألم التي تمتد بين 4-72 ساعة التعب وتصلب الرقبة.


كيفية علاج الصداع النصفي؟
تمكن معالجة الصداع بسبب التوتر عن طريق مسكنات الألم مثل الأسبرين والباراسيتامول والإيبوبروفن، كما يساعد التدليك الخفيف مع قطرات من زيت النعناع للجبهة والصدغ والرقبة في تخفيف الألم، بينما يساعد النوم الكافي وتمارين الاسترخاء وممارسة الرياضة بشكل دائم في منع الصداع المسبب عن طريق التوتر.

كما تساعد مسكنات الألم التقليدية في تخفيف الصداع النصفي بالإضافة إلى المسكنات المخصّصة للصداع النصفي وهي التريبتانات ومنها سوماتريبتان الذي يوجد في الأسواق منذ العام 1991، إذ يساعد الدواء في انقباض الأوعية الدموية ومنع تحفيز مستقبلات الألم والنهايات العصبية للعصب مثلث التوائم، إلا أن هذا الدواء لا يؤثّر في حوالي ثلث المرضى بشكل كبير أو بشكل كامل، ما يزيد الحاجة إلى اكتشاف أنواعٍ جديدة مناسبة.

يأمل العلماء أن تساعد أجسام مضادة وحيدة النسيلة تعمل على إيقاف عمل وسيط إطلاق الألم CGRP، حيث خفضت هذه الأجسام مدّة الصداع بشكل قليل وبلا أعراض جانبية، إلا أن إيقاف عمل CGRP يمكن أن يؤثّر على القلب ويؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم.

من بين العلاجات الجديدة تطبيقات الصداع النصفي، إذ تساعد هذه التطبيقات في تخفيض أيام الصداع، حيث يساعد التطبيق في تحديد ما يمكن فعله وما يجب تجنبه أثناء نوبات الصداع.


هل هناك علاقة بين تغييرات الطقس والصداع النصفي؟
تظهر الدراسات أن حالة الطقس تؤثّر فقط على 10-20 % من المصابين، وذلك لأن الحساسية للضوء والروائح تزداد قبل وأثناء الصداع بشكل أكبر، وبالتالي فإن الطقس هو علامة على الإصابة بالصداع وليس مسببًا له.

لماذا إذًا يصرّ عدد كبير على تأثير الطقس على الصداع النصفي؟ ربما يكون ذلك بسبب "تحييز التأكيد"، وهذا يعني الميل إلى التركيز على أشياء وأحداث بشكل كبير، عندما تؤكّد هذه الأشياء والأحداث وجهة نظرنا.

يمتلك الطقس بكل تأكيد تأثيراً على الصداع النصفي، إذ يسبب الطقس السيئ الاكتئاب وصعوبة النوم، وهذا ما يؤثّر على مسار الصداع النصفي.


هل الصداع النصفي مرض وراثي؟
يتضاعف خطر الإصابة بالصداع النصفي مع تشوش الرؤية أربع مرّات عند إصابة الأب أو الأم به، بينما يبلغ خطر الإصابة بالصداع النصفي بدون تشوش الرؤية مرّتين عند الأقارب من الدرجة الأولى، إذ يزداد خطر الإصابة بالصداع النصفي عند وجود استعداد وراثي وتأثير البيئة المحيطة، حيث أظهرت الدراسات على آلاف المصابين بالصداع النصفي تغييرات في بعض الجينات المسببة للصداع النصفي، ومنها الجينات المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية بين الخلايا العصبية، وعن الحساسية للألم والتطور العصبي ووظيفة الأوعية الدموية في الدماغ، ما يدعم النظرية التي تربط بين المسبّب العصبي والوعائي.

المساهمون