ختام "ميونخ" بلا قرارات

ختام "ميونخ" بلا قرارات

02 فبراير 2014
+ الخط -

اختتم "مؤتمر ميونخ للأمن والسياسات الدفاعية" أعماله مساء اليوم الأحد، وسط تباينات أميركية ـ روسية على معظم الملفات الدولية، في حين هيمت على أجوائه ملفات كل من سوريا وإيران من دون ظهور ملامح تفيد باتخاذ قرارات حقيقية.

واستحوذت الأزمة السورية وفشل الجولة الأولى لمؤتمر "جنيف2"، والبرنامج النووي الإيراني، على اهتمام معظم المشاركين في المؤتمر الذي انعقدت دورته الخمسين في عاصمة ولاية بافاريا الألمانية بين 31 كانون الثاني/يناير ولغاية اليوم 2 شباط/فبراير.

وشهدت أروقة المؤتمر مشاورات مكثفة شارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والمفوض الأممي والعربي لسوريا الأخضر الإبراهيمي، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف. وتركزت المباحثات حول تعثر "جنيف2"، وتأخر النظام السوري بتسليم وتفكيك أسلحته الكيماوية، والأوضاع الإنسانية المتفاقمة بالمدن السورية المحاصرة، خصوصاً حمص، وتشكيل هيئة لانتقال الحكم في سوريا. ومثلما كان الحال في افتتاح "جنيف 2"، ظلّت المواقف متباينة بين موسكو وواشنطن في تفسير الموقف من الرئيس بشار الأسد وأولوية "الحرب على الإرهاب".

وحصل لبنان على اهتمام أكبر في المؤتمر، مع خشية من اتساع رقعة الاقتتال السوري وتأثيراته السلبية على لبنان، إذ أوضح رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن "العلاقة المتداخلة جغرافياً وتاريخياً بين بلاده وسوريا، وانقسام التركيبة المجتمعية اللبنانية بين مؤيدين ومناهضين للنظام السوري، يفرضان على حكومته النأي بنفسها عما يجري في جارتها العربية المضطربة". وذكر ميقاتي أن تجاوز عدد اللاجئين السوريين بلبنان 860 ألف لاجئ، صاحبته زيادة كبيرة في الظواهر السلبية بالمجتمع اللبناني، وتساءل عن مصير ومستقبل 25 ألف مولود سوري في لبنان العام الماضي، يعيشون حالياً بلا هوية وفي فقر مدقع. وفي السياق، قال المفوض الأممي السامي للاجئين أنطونيو غوتيرس، إن "الأزمة السورية تكلف ميزانية تركيا مليارات طائلة، وكبدت الأردن خسارة سنوية بنحو 2.8 مليار دولار، وأدت إلى ارتفاع الأسعار وانهيار الخدمات وانتشار الظواهر السلبية فيه".

وفي الشأن الإيراني، تبادلت كل من واشنطن وطهران التصريحات الإعلامية مع استمرار "الهوة" بين الطرفين بشأن العقوبات ووقف عمليات الطرد المركزي. وأشار وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في حديث للصحافيين، إلى أن "بلاده لن تتفاوض في الهواء".كما شهد المؤتمر جلسة ضمّت كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ووزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، والمبعوث الأميركي إلى المفاوضات، السفير مارتن انديك، وظل التباين واضحاً بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني بشأن "الاتفاق النهائي".

 

حماوة أوكرانية

وقد قعت على هامش مؤتمر ميونخ، مواجهة حامية بين وزير الخارجية الأوكراني، ليونيد كوزارا، وأحد زعماء المعارضة، الملاكم السابق فيتالي كليتشكو. وكان الرجلان يشاركان في مناظرة عرض فيها كليتشكو على الوزير الأوكراني صوراً قال إنها تمثل الاصابات التي أنزلتها قوات الشرطة الأوكرانية ببعض المحتجين. ورد كوزارا باعتبار أن بعض المحتجين على الأقل هم من المتطرفين اليمينيين.

وكانت اوكرانيا قد دخلت في حال من الفوضى منذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، عندما قررت التخلي عن اتفاقية شراكة مع الاتحاد الاوروبي والاستعاضة عنها بمساعدات اقتصادية روسية. ونقلت وكالة "أسوشييتيد برس" عن كليتشكو تأكيده أن "الشعب الأوكراني برهن على قدرته على الدفاع عن قراره الأوروبي على الرغم من الاجراءات القمعية التي تتخذ بحقه". وفي الملف الأوكراني، كان وزير الخارجية الأميركية قد تسبب بتصريحات عنيفة ضده من قبل نظيره الروسي، سيرغي لافروف، على خلفية لقاء كيري، فضلاً عن عدد من الوزراء الأوروبيين، عدداً من قادة المعارضة الأوكرانية المدعوّة إلى المؤتمر.