حلب تحترق تحت القصف وقياديو المعارضة يتمسكون بالبقاء داخلها

حلب تحترق تحت القصف وقياديو المعارضة يتمسكون بالبقاء داخلها

12 ديسمبر 2016
المعارضة تتمسك ببقائها في حلب (getty)
+ الخط -

قال قيادي في المعارضة السورية المسلحة داخل الأحياء الشرقية من حلب، إن المدينة "تحترق" تحت وطأة قصف جوي ومدفعي هو الأعنف منذ أيام، مؤكدا أن الفصائل المقاتلة في المدينة قادرة على اتخاذ موقف موحد حيال المقترح الروسي الأميركي بشأن شرقي حلب، فيما شدد قيادي آخر على ضرورة أن يبقى للمعارضة السورية تواجد داخل المدينة.

وأكد عمار سقار، المتحدث باسم تجمع "فاستقم كما أمرت" العاملة شرقي حلب، لـ"العربي الجديد"، إن المدينة "تحترق بكل معنى الكلمة"، مضيفاً أن "القصف الجوي والمدفعي على المدينة لا يُوصف"، في حين أكد ناشطون محليون، أن الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة تتعرض لقصف وصفوه بـ"الهستيري"، مشيرين إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، بينهم أطفال في حي بستان القصر.

وأكد عمار سقار، في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن الفصائل في حلب لم تتلق بشكل رسمي المقترح الروسي الأميركي بخصوص المدينة الذي سربته وسائل إعلام، مشيراً إلى أن "فصائل المعارضة قادرة على اتخاذ موقف موحد في حال تم عرضه عليها، لكن الروس يراوغون".

من جانبه، أكد النقيب أمين ملحيس، وهو قيادي في "جيش المجاهدين" الفاعل في حلب وريفها، اطلاعه على المقترح الروسي الأميركي، محبذاً خروج من يرغب من المدنيين المقيمين شرقي حلب. مشيراً، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنه يجب احتفاظ المعارضة السورية بوجود في حلب "حتى لا نعطي نظام الأسد وحلفائه نصراً".

وكان رئيس أركان الجيش الحر، العميد أحمد بري، قال لـ"العربي الجديد"، مساء الأحد، إنّ "فصائل المعارضة لم توافق بعدُ على الخروج من أحياء حلب الشرقية"، مشيراً إلى أنّ "لا علم لهم باتفاق أميركي-روسي".

وأوضح أنّ "المعارضة المسلحة لن تترك الأحياء الشرقية لتحتلها المليشيات الطائفية"، لافتاً إلى أنّ "الفصائل لن تمنع من أراد الخروج من المدنيين، حفاظاً على سلامتهم".

وأشار القيادي إلى أنّ "روسيا تنوي احتلال حلب وإفراغها من كل من يعارض بشار الأسد، ولم يكن همها يوماً الحفاظ على أرواح المدنيين، أو مصلحة الشعب السوري"، مضيفاً: "لو كانت حياة السوريين تعنيها لأوقفت القصف الذي حصد أرواح آلاف المدنيين في الأحياء الشرقية".

ويقضي المقترح الروسي الأميركي بخروج مقاتلي المعارضة السورية، إضافة إلى مقاتلي "جبهة فتح الشام" والمدنيين الراغبين من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، والتي تقع تحت سيطرة المعارضة، في مقابل تحقيق الاستقرار في هذه الأحياء، وتخفيض مستوى العنف، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.

ويزعم المقترح أن على حكومة النظام وحلفائها، أن تضمن سلامة خروج كل المقاتلين وأفراد عائلاتهم والمدنيين من المدينة، وضمان البقاء للمدنيين الذين يرغبون في ذلك بشرق حلب، وإعطاء الضمان العلني بأن كل المقاتلين أو المدنيين الذين سيخرجون عبر ممرات الإجلاء من المدينة لن يُحتجزوا أو يتم إيذاؤهم.

وينص المقترح كذلك، على إنشاء عدة ممرات إجلاء يشار إليها بوضوح للسماح بالخروج الآمن لمقاتلي المعارضة المسلحة والمدنيين من شرق حلب، والتواصل مع المدنيين والمقاتلين في حلب لإعلامهم بشروط الإجلاء والتوقيت والعملية وممرات الخروج، والأمكنة التي يمكن للمقاتلين والمدنيين التوجه إليها.

كما يدعو قادة فصائل المعارضة تأكيد استعدادهم للخروج من شرق حلب، إما علناً أو للولايات المتحدة أو روسيا الاتحادية، ووقف القتال في مدينة حلب من قبل المعارضة والنظام، وحلفائه، وخلال 48 ساعة سيغادر كل المقاتلين شرق حلب من دون سلاحهم الثقيل عن طريق الممرات المحددة، وسيتمكن المدنيون الذين يودون مغادرة المدينة من الخروج أيضاً.

ويتيح المقترح الروسي الأميركي للمدنيين مغادرة شرق حلب، والذهاب إلى أي مكان، ويتيح لمقاتلي المعارضة الخروج من المدينة مع أسلحتهم الخفيفة باتجاه محافظة إدلب، أو إلى المناطق التي تقع تحت المعارضة في ريف حلب الشمالي، غير أن مشروع الاتفاق اشترط خروج مقاتلي "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقاً) مع سلاحهم الخفيف إلى إدلب حصراً.