حكومة جديدة في كييف... وموسكو تضمن سلامة يانوكوفيتش

حكومة جديدة في كييف... وموسكو تضمن سلامة يانوكوفيتش

28 فبراير 2014
+ الخط -

سجّل الملف الأوكراني تطوراً جديداً من شأنه إثارة المزيد من الغضب الروسي، بعدما وافق البرلمان الأوكراني، بعد ظهر اليوم الخميس، على أن يشغل وزير الاقتصاد السابق أرسيني ياتسينيوك، منصب رئيس الحكومة الجديدة. كما عُين أولسكندر شلاباك، وهو وزير اقتصاد سابق ونائب سابق للبنك المركزي، في منصب وزير المالية الجديد في حكومة ياتسينيوك. وسيشغل الوزراء مناصبهم على اساس مؤقت لأنهم تم ترشيحهم من قبل الرئيس الاوكراني المؤقت.

إجراء ردّت عليه موسكو بالاستجابة لطلب الرئيس الأوكراني المخلوع، فيكتور يانوكوفيتش، بضمان سلامته الشخصية في أراضيها، بينما حذر الرئيس الانتقالي للبلاد، رئيس مجلس النواب، ألكسندر تورتشينوف، من عدوان روسي، عقب إعلان وزارة الدفاع الروسيّة وضع مقاتليها في حالة تأهب غربي البلاد.

وأشار الرئيس المخلوع يانوكوفيتش، في رسالة وجهها إلى الشعب الأوكراني بثتها، اليوم الخميس، وسائل إعلام روسية، إلى وجود " تهديدات بالقتل" تستهدفه. وأضاف أنّه "مضطر للطلب من سلطات روسيا الاتحادية ضمان سلامتي الشخصية من أعمال المتطرفين"، مؤكداً أنّ قرارات البرلمان الأوكراني غير شرعية، وأنه لا يزال يعتبر نفسه رئيساً شرعيا للدولة الأوكرانية، وشدد على أن اتفاقية تسوية الأزمة التي وقع عليها مع زعماء المعارضة الأوكرانية بحضور شركائه الأوروبيين، لم تنفذ، مؤكداً تصميمه على النضال حتى النهاية من أجل تنفيذ هذه الاتفاقية التي تنص على حلول وسط مهمة.

ونصحت وزارة الخارجية الروسيّة، اليوم الخميس، بالامتناع عن التصريحات الاستفزازية واحترام حيادية أوكرانيا، وأعربت الوزارة، في بيان أصدرته، قبل قليل، عن استعداد موسكو للتعاون مع الغرب حول أوكرانيا، مع الأخذ بالاعتبار مصالح جميع شركاء كييف، وقال البيان إنه "عندما يبدأ الناتو بالنظر في الوضع بأوكرانيا قد يفهم ذلك بشكل خاطئ".

وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، اليوم الخميس، عن وضع المقاتلات الروسية في حالة تأهب على الحدود الغربية للبلاد، في وقت حذر فيه الرئيس الأوكراني المؤقت، ألكسندر تورتشينوف، من أي "عدوان عسكري".

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "منذ لحظة تلقي الإشارة بإعلان حالة التأهب القصوى غادرت القوات الجوية في المنطقة العسكرية الغربية متجهة للقواعد الجوية"، فيما وضعت الأسطول البحري المتمركز في شبه جزيرة القرم في حالة تأهب. يُذكر أن محتجين معارضين للسلطات الجديدة في كييف، قد سيطروا على بعض المباني الحكومية في الجزيرة ورفعوا عليها العلم الروسي.

وبعد هذا التوتر، استدعت الخارجية الأوكرانية القائم بالأعمال الروسي لدى كييف، أندريف وروبيوف، وقالت الوزارة في بيان مكتوب إنه تم تسليم مذكرة للقائم بالأعمال، طلبت فيها التزام القوة العسكرية الروسية بالبقاء داخل قاعدتها في القرم. وفي وقت لاحق، أعربت موسكو عن استعدادها للعمل مع الغرب في سبيل حل الأزمة في أوكرانيا، لكن على قاعدة "وضع مصالح كل الأوكرانيين في الاعتبار وتنفذ أي اتفاقات يتم التوصل إليها".

ويأتي التحذير الأوكراني، وسط مخاوف من تكرار السيناريو الجورجي، يوم دخلت روسيا جورجيا بعد صراع الأخيرة مع أوسيتيا.

من جهته، دعا الرئيس الجديد للحكومة الأوكرانية، الذي عُين بعد ظهر اليوم الخميس، زعيم حزب "الوطن"، أرسيني ياتسينيوك، اليوم الخميس، الدول الموقعة على "مذكرة بودابست" الى ضمان أمن أوكرانيا ووحدة أراضيها. وتعتبر الوثيقة المعروفة بـ "مذكرة بودابست" (مذكرة ضمان الأمن في ضوء انضمام أوكرانيا إلى معاهدة عدم انتشار السلاح النووي)، اتفاقية دولية موقعة من قبل كل من أوكرانيا والولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وتثبت وضع أوكرانيا كدولة غير نووية.

بدوره، دعا وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، روسيا إلى تفادي اتخاذ خطوات قد يُساء تفسيرها، وقال هاغل "أتابع عن كثب التدريبات العسكرية لروسيا على الحدود الأوكرانية"، مضيفاً "أتوقع أن تكون روسيا واضحة بشأن هذه الأنشطة"، ودعا روسيا لعدم اتخاذ أي "خطوات قد يساء تفسيرها أو تؤدي إلى حساب خاطئ في وقت حساس للغاية".

دلالات

المساهمون