حزن وصدمة لرحيل "أيقونة" العمارة زها حديد

حزن وصدمة لرحيل "أيقونة" العمارة زها حديد

01 ابريل 2016
حزن على رحيل المهندسة زها حديد (Getty)
+ الخط -
خلف رحيل المهندسة المعمارية العراقية الشهيرة زها حديد، اليوم الخميس، حزناً كبيراً، ونعاها عدد من الشخصيات السياسية والعلمية والمدنية، بوصفها واحدة من رائدات العالم ونسائه المؤثرات.

ونعى رئيس الجمهورية العراقية، فؤاد معصوم، في بيان رئاسي، اليوم، "بأسف وألم عميقين المهندسة المعمارية العراقية عالمية المكانة زها حديد"، وقال إن رحيلها "وهي في ذروة عطائها وحيويتها الفنية خسارة كبيرة للعراق والعالم لا يعوضها إلا دوام ذكرها الطيب"، مضيفاً أن "حديد رفعت اسم العراق عالياً في العالم، بفضل عبقريتها المعمارية ومثابرتها الاستثنائية التي مكنتها من نيل أرفع الأوسمة العالمية، كأشهر معمارية بفضل تصميمها العديد من المعالم العمرانية العالمية وعملها الأكاديمي في أشهر جامعات الفنون والعمارة العالمية فضلاً عن مشاركتها في معارض أهم المتاحف الفن المعاصرة".

رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، بدوره، وفي غمرة السعي لإيجاد حل للأزمة السياسية التي كادت تعصف بحكومته، لم ينس أن يقف عند فقد الراحلة، متقدما بالتعزية لعائلتها، مؤكداً في برقية، أنها "خدمت العالم من خلال إبداعها، وبفقدانها فإن العالم كله خسر إحدى الطاقات الكبيرة التي خدمت المجتمع".

من جهته، قدم رئيس مجلس النواب العراقي، سليم الجبوري، تعازيه "للشعب العراقي أجمع بوفاة المعمارية العراقية زها حديد"، وأكد، في تصريح صحافي: "ببالغ الأسف والحزن تلقينا نبأ وفاة ابنة العراق المعمارية زها حديد، التي كانت مثالاً للإبداع والتفرد بالإنجازات المعمارية التي يشهد لها بعبقرية قل نظيرها في العالم". وأضاف "لقد قدمت الفقيدة صورة مشرقة للإبداع المعماري في صوره الجميلة التي تمثلت بصروح معمارية بارزة هي الشاهد الأمثل على إبداعها في مجالها، مؤكدة من خلالها شخصيتها كمعمارية عصرية بارزة".

ولفت الجبوري إلى أن "العراق والعالم كله خسر شخصية بارزة أكدت حضورها في ما قدمت على مدى سنوات طويلة رفعت معها اسم العراق عالياً"، مشدداً على "أن وفاتها ليست خسارة للعراق وحده فحسب، وإنما للإنسانية جمعاء، وهي التي قدمت لها ما قدمت من شواهد ستخلد اسمها على مدى الزمان".

وقالت النائبة في البرلمان العراقي، عن ائتلاف دولة القانون، حنان الفتلاوي، إن رحيل زها حديد خسارة كبيرة، قبل أن تضيف "زها حديد المرأة العراقية التي تربعت على عرش الهندسة المعمارية في العالم، والتي تركت بصمتها في أكبر العواصم بأرقى التصاميم"، قبل أن تتأسف، في تدوينة على حسابها على موقع "فيسبوك"، كون "بلدها لم يستثمرها كما استثمر موهبتها الآخرون".

وقال رئيس بلدية لندن، بوريس جونسون، في حسابه على "تويتر": "أشعر بحزن شديد لسماع نبأ وفاة زها حديد. كانت مصدراً للإلهام، وإرثها يعيش في مبان رائعة في ستراتفورد وحول العالم".

وذكرت صفحة "إعلاميات العراق"، التي يتابعها مئات الآلاف من المعجبين في "فيسبوك"، أن رحيل حديد "خسارة كبيرة".

وتوفيت المهندسة المعمارية العراقية البريطانية زها حديد، الحائزة جائزة "بريتزكر" عام 2004، أرقى جوائز الهندسة، اليوم الخميس عن 65 عاماً، إثر إصابتها بأزمة قلبية في مستشفى بميامي في الولايات المتحدة، كما أعلن مكتبها في لندن.

وقال مكتبها في بيان: "بحزن كبير تؤكد شركة زها حديد للهندسة المعمارية أن زها توفيت بشكل مفاجىء في ميامي هذا الصباح. كانت تعاني من التهاب رئوي أصيبت به مطلع الأسبوع، وتعرضت لأزمة قلبية أثناء علاجها في المستشفى". وأضاف البيان أن "زها حديد كانت تعتبر إلى حد كبير أهم مهندسة معمارية في العالم اليوم".

وتابع مكتبها: "عبر العمل مع شريكها باتريك شوماخر، كانت تهتم بالعلاقات بين الهندسة المعمارية والمناظر الطبيعية والجيولوجيا، وأدخلتها في ممارسة مهنتها مع تكنولوجيا خلاقة، وترجمت في غالب الأحيان عبر أشكال هندسية غير متوقعة ودينامية".

ولدت زها حديد، ابنة وزير المالية السابق محمد حديد (1907-1999) في 31 تشرين الأول/اكتوبر 1950 في بغداد، ودرست الرياضيات في الجامعة الأميركية في بيروت، قبل أن تلتحق بالجمعية المعمارية في لندن وتنال منها إجازة عام 1977، وأصبحت لاحقا مدرسة في الجمعية.

أسست زها حديد شركتها عام 1979، وصممت خصوصاً منصة تزحلق على الجليد في انسبروك في النمسا، ودار الأوبرا في غوانغجو في الصين، وفي كارديف عاصمة ويلز، وكذلك المتحف الوطني لفنون القرن الحادي والعشرين في روما (ماكسي). وكانت حديد أول امرأة تنال سنة 2004 جائزة "بريتزكر" التي تعد بمثابة "نوبل" الهندسة المعمارية. 

وفي عام 2015، باتت المهندسة العراقية البريطانية أول امرأة، أيضاً، تنال الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية، بعد جان نوفيل وفرانك غيري وأوسكار نييماير.

وزها حديد مصممة حوض السباحة لدورة الألعاب الأولمبية في لندن سنة 2012، وكان يفترض أن تشرف على بناء الملعب الأولمبي للألعاب الأولمبية المقررة في طوكيو في عام 2020، لكن لم تتم الموافقة على مشروعها في نهاية المطاف باعتباره باهظ الكلفة. وصممت المهندسة المعمارية العالمية ستاد الوكرة في قطر، حيث لا تزال أعمال البناء قائمة، ويرتقب أن يستضيف كأس الفيفا لعام 2022.

ونالت زها حديد في عام 2010 جائزة "ستيرلينغ" البريطانية، وهي إحدى أهم الجوائز العالمية في مجال الهندسة، كما منحت وسام الشرف الفرنسي في الفنون والآداب برتبة كوموندور، وسمتها اليونيسكو "فنانة للسلام". وفي العام نفسه، اختارتها مجلة "تايم" من بين الشخصيات المائة الأكثر نفوذاً في العالم.

دلالات

المساهمون