حرب التصنيفات تُقسّم الليبيّين

حرب التصنيفات تُقسّم الليبيّين

01 ابريل 2014
الثوار يتعرضون لحرب مصطلحات
+ الخط -
بعد مقتل معمر القذافي، انتشرت تصنيفات عدّة بين الليبيّين، رسّخت انقساماً وعنصرية كان قد عمل العقيد على تغذيتها طيلة عقود. وغالباً ما تستخدمها الفصائل السياسية والعسكرية والجهوية والقبلية ضد بعضها البعض خلال المبارزات الانتخابية أو لتأمين مصالح خاصة. 

إحدى هذه التصنيفات هي "الثوار الحقيقيون"، الذي تُطلقه الفصائل السياسية على نفسها للدلالة على أولويتها في الحصول على مِنَح مالية، أو امتيازات من الدولة، أو بعثة إلى الخارج للدراسة أو العلاج. ويتنافس على هذا التصنيف أبناء شرق ليبيا والمناطق الغربية والجنوبية.

تصنيفٌ آخر يستخدمه أبناء المنطقة الشرقية هو " للتأكيد على أن شرارة الثورة انطلقت من الشرق، وبالتالي هم الأولى بها، وبامتيازاتها السياسية والمادية. لكن هذا التصنيف الذي يعتمده أبناء الشرق  تفكك بدوره إلى تصنيفات أخرى، منها "الشرارة"، في إشارة إلى بنغازي (شرق) التي بدأت ثورتها يوم 15 فبرايرعام 2011.

من جهتها، تستخدم مدينة البيضاء التي تبعد حوالي 200 كلم عن بنغازي، وسقط بعض من شبابها خلال مواجهة مع كتائب القذافي، تصنيف "أول شهيد". وتجدر الإشارة إلى أنها شاركت مع مناطق عدة مجاورة لها في مواجهة كتيبة حسين الجويفي التابعة للقذافي. يوجد أيضاً تصنيف "ثوار 19 مارس " الذي يستخدم ضد كل من انضم إلى الثورة بعد التدخل الدولي.

لا تتوقف التسميات هنا. هناك أيضاً تصنيف "ثوار 23 أغسطس" الذي يستخدم في مناطق غرب وجنوب طرابلس، وخصوصاً أن العاصمة لم تعلن ولاءها الكامل لثورة فبرايرإلا بعد هروب معمر القذافي وأبنائه منها.
أزلام

ومن خلال تصنيف "ثوار الأيام الخمسة"، تردّ طرابلس الغرب على ما يوجه إليها من الشرق، باعتبار أن المناطق الشرقية بدأت ثورتها في 17 فبراير،وشكلت مجلسها الانتقالي في 22 من الشهر نفسه، أي بعد خمسة أيام فقط. فيما قضى الغرب ستة أشهر تحت سطوة النظام الذي كان يقود معاركه من العاصمة ويحكم قبضته عليها.

من جهة أخرى، يستخدم الثوار في شرق وغرب ليبيا مصطلحي "الأزلام" ضد كل من كان يعمل مع القذافي، ثم تركه وهرب إلى خارج ليبيا لمحاربة ثورة فبراير

. أما "الطحالب"، فيطلقه الثوار على كل ليبي في الداخل لا يذكر القذافي بسوء، ولا يمجد الثورة علناً. واختيرت الكلمة لأنها تدل على اللون الأخضر الذي طبع فترة حكم القذافي.

ويبقى وصف "ثوار الناتو"، الذي يشمل أنصار النظام المنهار الذين فروا إلى خارج البلاد،

إضافة إلى أولئك الذين شاركوا في الاطاحة بنظام القذافي مستعينين بتدخل قوات حلف شمال الأطلسي.