جائزة روبرت بوش في برلين... السينما العربية الشابة

جائزة روبرت بوش في برلين... أضواء على السينما العربية الشابة

24 فبراير 2018
في مهرجان الدوحة السينمائي (Getty)
+ الخط -
فازت ثلاثة مشاريع، بمنحة مؤسسة "روبرت بوش" السنويَّة. إذْ تمّ في مساء 18 فبراير/ شباط، الاحتفال بمشاريع الأفلام الفائزة بالجوائز الثلاث للتعاون الدوليّ بين ألمانيا وصنّاع السينما من المنطقة العربية. وذلك ضمن "مهرجان برلين السينمائيّ الدوليّ (برليناله ـ 2018).

الفائزون
المشاريع الفائزة، هي: الروائيّ القصير "قدما مارادونا" (فلسطين ـ ألمانيا) لفراس دياب خوري، إنتاج زورانا موسيكيتش ومي عودة؛ وفيلم التحريك اللبنانيّ الألماني "كيف أصبحت جدّتي كرسيًّا" لنقولا فتّوح، إنتاج فابيان دريهورست ونرمين حدّاد؛ والوثائقي السوري الألماني "البحر الأرجواني" لأمل الزاقوت وخالد عبد الواحد، إنتاج إيناس ماير.
وتقدّم هذه الجائزة، سنويًا، لثلاثة مشاريع أفلام، في ثلاث خانات: أفلام تحريك قصيرة (رسوم متحرّكة)، وأفلام روائيّة قصيرة، وأفلام وثائقية قصيرة أو طويلة؛ وتتيح للمخرجين والمنتجين من العالم العربيّ فرصة تحقيق مشاريع أفلامهم، بالتعاون مع عاملين في القطاع السينمائيّ في ألمانيا، وبالأخص منتجين سينمائيّين، وتمنح 60 ألف يورو لكلّ مشروع، في مسابقة "مواهب البرليناله"، لبدء العمل على إنتاجه، وتهدف الجائزة أيضاً إلى تبادل الخبرات وتعميق المعارف وتمكين السينمائيين العرب.



قصّة من الأراضي المحتلة
يروي "قدما مارادونا" قصّة طفلين يملأان ألبوم "كأس العالم ـ 1990" بصُوَر لاعبي وفرق كرة قدم. لكن ما ينقصهما صورة واحدة لقدميْ لاعب الكرة الأرجنتيني دييغو مارادونا، لاعب فريقهما المفضّل. تحدث القصّة في إحدى قرى الأراضي المحتلّة عام 1948: "هناك خصوصيّة سياسيّة لتلك المرحلة. حينها، لم يكن مسموحًا رفع علم فلسطين في الفضاء العامّ، في مقابل السماح برفع أعلام دول أخرى مشاركة في مسابقة كأس العالم"، كما قالت المخرجة والمنتجة الفلسطينيّة، مي عودة؛ التي أضافت أنّ "الطفليْن معجبان بمنتخب الأرجنتين، وأن حلمهما إنهاء ألبوم الصُور ليتسنّى لهما الفوز بلعبة فيديو"، وأشارت إلى أن "البحث عن الصورة الناقصة مرفق بمغامرات عديدة، كسرقة نقود من والدهما، والذهاب إلى قرى فلسطينية أخرى. في النهاية، تحدث معهما قصّة ما، سياقها أيضًا متعلّق بقضيّة انتماء الفلسطينيين، في ذلك الوقت".




مواهب بدون دعم
وبخصوص الجائزة، تقول مي عودة: "صراحة، نحن لدينا قصص، لكننا لا نملك الموارد لتنفيذها سينمائيًا. "مؤسّسة روبرت بوش" تعمل على إنتاجات مشتركة بين والعالم العربيّ وألمانيا، وتنفيذ أفلام من خلال منح جوائز لإنتاج قصص مميزة من العالم العربي، خاصّة لمنتجين في بداية طريقهم، حيث يحاولون شقّها من ألمانيا، كما يحاولون المشاركة بقصص، وإنشاء فريق عمل مشترك بين منطقتنا وألمانيا، لتحقيق أفلام وثائقيّة وروائيّة وأفلام تحريك (رسوم متحرّكة). المبلغ الذي يُمنح للجائزة مهم جدًا، يعطي المنتجين إمكانيّة تنفيذ الأفلام بحرفيّة عاليّة، والدخول إلى السوق العالمية، وهذا ما نحتاج إليه".

صعوبة أن تكون مخرجاً عربياً فلسطينياً
من جهته، قال المخرج الفلسطينيّ فراس خوري: "ليس سهلاً أن يكون المرء مخرجًا عربيًا ويُنفّذ فيلمه. أتمنى للمشاريع السينمائيّة العربيّة كلّها، التي شاركت في المسابقة، أن تتحقّق. عدم سهولة أن يكون المرء مخرجًا عربيًا منوطة بانعدام صناديق تمويل سينمائيّة عربيّة، وبخصوصيّة حالتنا كفلسطينييّ الأراضي المحتلّة عام 1948، وكرافض لأي دعم إسرائيليّ. الإشكاليّة أكبر ربما، لكن لا تقل أهميّة عن حال المخرجين العرب، وقلّة الموارد الإنتاجيّة السينمائيّة".

عدم التنازل للإنتاج المشترك
عن هذا الجانب، وعن الصعوبة التي يعيشها المخرجون العرب لإنتاج مشاريعهم السينمائيّة، تعقّب مي عودة: "صعب جدًا. بدايةً، لدينا منافسة في القصص، إذْ نملك قصصًا كثيرة تحتاج إلى أن تُروى. هناك شباب موهوبون لديهم قصص مميزة. الأزمة كامنةٌ في قلّة موارد الإنتاج. نعرف أن السينما تحتاج إلى موارد عديدة، وإعلام، ودول تدعمها. نحن للأسف لا نملك هذا، لا في سورية ولا فلسطين ولا في غيرهما. هناك مواهب، وليس صناعة سينمائية. لذلك، نحن بحاجة إلى إنتاج مشترك. المحك هو أن تكون مخرجًا ومنتجًا "قَدّ حالك"، كي يكون بمقدورك الدفاع عن قصّتك، وعدم التنازل عنها من أجل إنتاج مشترك. هذا تحدٍّ".

حكاية روايتنا
تُضيف مي عودة: "يسألونني دائمًا، عندما يعرفون أنّي من فلسطين: مي، سئمنا. ما هو الحلّ؟ أجيبهم، الحلّ في السينما. أن تحكي قصّتك، في وقت يصعب عليها أن تُحكى، خاصة في ظلّ سطو رواية المنتصر والقوي. للأسف. في حالتنا، رواية المُحتَل هي التي تُروى. فالمحتلّ يحكي القصّة، ويكتب التاريخ. دورنا كسينمائيين أن نثبت قصصنا. فيلم "قدما مارادونا" يرتكز على إحدى هذه القصص. وكوننا نرويها ونوثّقها، فإننا نثبت تاريخنا وروايتنا. هذا دورنا. أنا أصنع فنًا مع مقولة سياسية. هكذا هو "قدما مارادونا"، خاصّة لأنه يُروى بلغتيْن عالميتيْن: كرة القدم والسينما".

دلالات

المساهمون