تونس: المرزوقي يعيد "محاولة انقلاب 2013" إلى الواجهة

تونس: المرزوقي يعيد "محاولة انقلاب 2013" إلى الواجهة

31 مايو 2016
المرزوقي صرح بأنه منع "انقلابا أكيدا في 2013" (الأناضول)
+ الخط -
لم يمر حوار الرئيس التونسي السابق، منصف المرزوقي، على قناتي "فرانس 24" و"الوطنية" دون أن يخلّف جدلا واسعا حول العديد من التصريحات والتعليقات التي أطلقها، غير أن تصريحه بمنعه "انقلابا أكيدا في 2013" كان الأكثر متابعة وإثارة لجدل جديد على الساحة التونسية.

غير أن أمين عام حزب المرزوقي الجديد "حراك تونس الإرادة"، عدنان منصر، ذهب إلى أكثر من ذلك، باعتباره شاهدا على تلك الفترة بحكم منصبه مديرا للديوان الرئاسي، إذ علّق على حديث الرئيس التونسي السابق بالتأكيد، في حديث إذاعي، على أن ما ذكره المرزوقي حقيقي، وكشف عن ملابسات كثيرة متعلقة بالفترة التي سبقت الانتخابات الرئاسية، التي قادت إلى فوز الرئيس الحالي، الباجي قايد السبسي.

واتهم منصر حركة "النهضة" مجددا بدعم الرئيس الحالي، كاشفا عن تفاصيل لقائين هامين، أولهما "لقاء باريس"، الذي جمع راشد الغنوشي، رئيس الحركة، بالسبسي، معتبرا أنهما اتفقا على إزاحة المرزوقي حتى قبل الانتخابات الرئاسية، ولكن المرزوقي أسقط هذه الفكرة، وخرج وأعلن أنه لن يسلّم السلطة إلا لرئيس منتخب.


وذكر منصر، لأول مرة، تفاصيل لقاء ثان، تم يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول، في منطقة البحيرة بتونس العاصمة، وجمع كلا من الغنوشي وبعض قيادات "نداء تونس"، بمشاركة سفير دولة عظمى، وتقرر خلاله توجيه تعليمات من قيادة "النهضة" لهياكلها وقواعدها بعدم التصويت للمرزوقي، حسب أقواله.

وبالرغم من أن منصر لم يسمّ هذه الدولة، فإنه أشار إلى موقعها الجغرافي في العاصمة، ما يحيل مباشرة إلى استنتاج أن الدولة المقصودة هي الولايات المتحددة.

واستهجن منصر أن تتدخل دولة عظمى في شأن يهم التونسيين وحدهم، وفي انتخابات يُفترض أنها حرة، مؤكدا ما قاله المرزوقي في الحوار المذكور من أن "الانتخابات كانت حرة، ولكنها لم تكن نزيهة"، مضيفا أن عدة دول تدخلت في تلك الانتخابات، وفق تصريحاته.

وقال أمين عام "حراك تونس الإرادة" إنه بالرغم من ذلك، فقد اعترف المرزوقي بنتائج الانتخابات، وسلّم السلطة سلميا وحضاريا للرئيس المنتخب، وسط أجواء من الاحتجاجات في عدة أنحاء من البلاد، بسبب ما وصفه بـ"الإحساس بالظلم والغبن"، ولكن المرزوقي تدخل مرتين لمخاطبة أنصاره وتهدئة الوضع بطلب من وزير الداخلية آنذاك، لطفي بن جدو.

ويعيد حديث منصر، من جديد، الجدل حول تفاصيل الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية، ما يطرح سؤالا حول توقيت هذه التصريحات ولماذا الآن. 


منصر أكد لـ"العربي الجديد أن هذه المواقف والتصريحات ليست جديدة، وأنه سبق لهم وكشفوا للرأي العام التونسي، أكثر من مرة، ما أحاط بالانتخابات الرئاسية السابقة، غير أنهم أفصحوا، هذه المرة، أكثر عن طبيعة المتدخلين الأجانب في العملية وتأثيرهم في المسار التونسي، وفي القرار السيادي للبلد، "الذي ليس قرار الدولة وحدها، ولكنه حق الشعب أيضا وقراره"، مؤكدا أن "من حق التونسيين أن يعرفوا الحقيقة".

وإجابة عن سؤال "العربي الجديد" حول توقيت هذه التصريحات، قال المتحدث ذاته إنه لم يكن مقصودا أبدا، وأنهم "دُفعوا إليه في غير رغبة منهم"، وأنه كان تتمة لحوار الرئيس السابق منصف المرزوقي على "فرانس 24"، وكان في معرض رده على الأسئلة التي وجهت إليه والظروف التي أحاطت بتلك الفترة، وعلاقة المرزوقي بـ"النهضة" وغيابه عن افتتاح مؤتمرها العاشر.

وشدّد على أنهم لن يغيّروا من تصريحاتهم السابقة، معترفا بأن كشفه عن جهة التدخل الأجنبي الآن يأتي في سياق الخلاف مع منظومة الحكم الحالية، "التي لا تخجل من الحديث عن التدخل الأجنبي في القرار السيادي التونسي، وأنها رضخت له"، بحسب تعبيره.

وقال القيادي التونسي إنه لا يعني حرص بعض الدول الصديقة على مصلحة تونس، ولكن "المقصود هو الإملاءات التي تفرضها بعض الجهات على البلد".

ويبدو أن هذا الجدل مرشح للاستمرار في الأيام القادمة، نظرا لخطورة ما جرى التصريح به من ناحية، ولملابسات ذلك ودوافعه السياسية من ناحية أخرى، في علاقة بجوّ التحالفات السياسية وتطوراتها الجديدة في تونس، واستعدادا للاستحقاق الانتخابي القادم، أي الانتخابات البلدية بداية العام المقبل.