توقيف ثالث عمل ساخر في الجزائر

بسبب إهانة تونس والانتخابات... توقيف ثالث عمل ساخر في الجزائر

29 ابريل 2020
استغنت القنوات الجزائرية عن أكثر من عمل (يوتيوب)
+ الخط -
سحبت قناة "الشروق" الجزائرية سلسلة هزلية بعد بث حلقة ثالثة تضمنت تلميحات سياسية اعتُبرت إهانةً لدولة تونس، وإساءةً للانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي في الجزائر.  

وأصدرت مؤسسة "الشروق" بياناً قدمت فيه توضيحات بخصوص الحلقة الثالثة من السلسلة الفكاهية "دار العجب"، أعلنت فيه اعتذارها للشعب التونسي ودولته، وفتح تحقيق في بث هذه الحلقة، وتوقيفاً كاملاً لفريق المُعاينة الأولية للبرامج، وإحالة أفراده على المجلس التأديبي.

وقرّرت القناة "إسقاط السلسلة الفكاهية نهائياً من الشبكة البرامجية لها، وحذف حلقاتها السابقة من منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي".
ويأتي الحذف على خلفية تضمنها إشارات تخصّ الوديعة المالية التي قدمتها الجزائر في شهر فبراير/شباط الماضي إلى تونس، والمقدرة بـ150 مليون دولار.
ويظهر في السلسلة ممثل يؤدي دور أب عائلة يمنح سلفة مالية بنفس القيمة (بالدينار الجزائري) لممثل يؤدي دور شخص تونسي طلب منه قرضاً.
ويظهر في الحلقة أبناء الأب وهم يسألون عن مصير الأموال وكيفية اقتناء بعض الحاجيات، لكن شقيقهم يجيب بأن الأموال أخذها التونسي، في إشارة إلى الجدل الذي رافق منح الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قرضاً لتونس خلال زيارة قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد.

كذلك تضمّنت الحلقة إشارة إلى ما يعرف في الجزائر "بالأصبع الأزرق"، الذي يشير إلى المشاركين في التصويت في الانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبر/ كانون الأول، وقاطعها قطاع واسع من الجزائريين. ويوصف المشاركون في التصويت بأصحاب الأصبع الأزرق، ويتهمهم المقاطعون بالتسبب في إعادة إنتاج النظام السابق.

واعتذرت المؤسسة عن هذه التفاصيل، وذكّرت باحتفائها بالزيارة الأخيرة للرئيس التونسي إلى الجزائر، و"بسعيها الإعلامي الدائم في الدفاع عن تعميق فرص التعاون والتكامل بين البلدين وتعاطفها مع الملف التونسي من منظور الأخوة الجامعة قبل المصالح، باعتبارنا شعباً واحداً رسمت الجغرافيا الحديثة الحدود بين أوصاله المتلاحمة". 
وأثار بث البرنامج صخباً في تونس، وقال الأستاذ والناشر التونسي المقيم في الجزائر، مقداد اسعاد، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنه لم يكن سعيداً بما بثته القناة، مشيراً إلى أن "الوديعة التي وضعتها الجزائر في الخزينة التونسية هو قرار سيادي جزائري صحيح وموفق ولم يكن يستدعي أن يكون مضمون عمل شعبي لا معنى له".

ويعدّ هذا البرنامج الثالث الذي يتم تعليق بثه في القنوات الجزائرية خلال شهر رمضان، بعدما سحبت قناة "نوميديا " برنامج كاميرا خفية "أنا وراجلي"، عقب احتجاج شعبي على البرنامج، واعتبار مضمونه تجاوزاً للأخلاق العامة وإهانةً للمرأة، لكونه يقدم المرأة هدية لضيف البرنامج ويوهمه بقبولها التزوج منه.
وكانت سلطة ضبط السمعي البصري قد وجّهت إنذاراً إلى القناة، واعتبرت أن البرنامج تضمن "مخالفات جسيمة تمسّ بقواعد المهنة وأخلاقياتها، وبالحياة الخاصة والسمعة والشرف".

وقبل ذلك كانت قناة "الشروق" قد امتنعت عن بث الموسم الثالث من سلسلة كوميدية معروفة تسمى "دقيوس ومقيوس" أنتجها ممثلون شباب، بعدما كان مقرّراً بثها في شهر رمضان، من دون تقديم أي مبرر. واتهم الممثلان الرئيسان في السلسلة، نبيل عسلي ونسيم حدوش، "جهة ما في السلطة بمنع البث دون مشاهدتها".

المساهمون