تفجير السوق يسرق العيد من أعزاز بريف حلب

تفجير السوق يسرق العيد من أعزاز بريف حلب

03 يونيو 2019
حزن يخيم على المدينة (فرانس برس)
+ الخط -
يبدو إيقاع الحياة اليوم في مدينة أعزاز بريف حلب في أضعف أشكاله، فالأسواق التي كانت تغص بالأمس بحركة الناس تكاد تكون خالية، بعد أن سرق تفجيرالسيارة المفخخة في السوق أمس فرحة العيد، وصبغ الأرض بدماء عشرات القتلى والجرحى.

وقال يامن رحيم، من سكان أعزاز، في حديث مع "العربي الجديد": "لم ينم كثير من أهالي إعزاز حتى ساعات الفجر الأولى، كانوا إما في المشفى أو المقبرة أو يتابعون تطور الأحداث، وأنا واحد من الذين عادوا إلى منازلهم في وقت متأخر جداً".

وأضاف "اليوم صباحاً كانت الحركة شبه معدومة في السوق، وإن اقتصرت على بعض المحال التجارية التي تضررت، وبعض الجهات الأخرى التي تساهم برفع الأنقاض، التي تسبب بها التفجير".

وتابع "سأحاول أن أخفف من حركتي إلى أقصى حد ممكن، على مبدأ اعقلها وتوكل، وأكتفي بزيارة عائلتي وأقاربي"، معرباً عن حزنه على أطفاله الذين "كانوا ينتظرون العيد بفارغ الصبر للخروج لحديقة الألعاب والسوق، لكن بعد التفجير الأخير أشعر بالخوف عليهم".

وقالت أم عبد الله إبراهيم، لـ "العربي الجديد": "ما زلت غير مصدقة ما حدث بالأمس، نجوت بأطفالي بقدرة من رب العالمين، لأننا مررنا بالسوق قبل الانفجار بنصف ساعة". وأضافت "خرج زوجي لجلب بعض الحاجات الضرورية، غاب نحو ساعة، اتصلت به عدة مرات، تفجير أمس أسكن الخوف في قلبي، حتى لم أسمح لأطفالي بالنزول إلى الشارع".


من جهته، قال جمعة عكاش، من أعزاز لـ"العربي الجديد"، إن "الوضع مزرٍ للغاية فتفجير أمس في سوق إعزاز أسفر عن سقوط أكثر من 60 جريحاً وأكثر من 22 شهيداً، بحسب الإحصائية الأولية، فالناس كانت تصحب أطفالها لشراء ملابس العيد وعاد عدد منهم لا بسين أكفانهم وتم دفنهم خلال الليل، فالوضع مؤسف جداً".


وأضاف "حركة الناس بأقل مستوياتها، وبحكم عملي في المشفى فإن عدد المراجعين حتى الظهيرة لا يقل عن 40 أو 50 مراجعاً، أما اليوم لم يصل العدد إلى 10 مراجعين". ولفت إلى أن "الأسواق شبه خالية اليوم، وحتى من يخرج للحصول على حاجته ويعود إلى منزله بأسرع وقت ممكن، فالناس تشعر بالخوف والقلق، ومهما حاولت أن أصف لكم المشهد لا أستطيع أن أصف ما يشعر به الناس، لقد كسر التفجير قلوب الناس وسرق فرحة العيد منهم".

ورجح أن تقتصر مظاهر العيد على "صلة الأرحام، كما أن الناس ستذهب لتعزي بعضها بعضاً، وتحاول أن تخفف المصاب الذي ألم بها".

وقال رئيس "مكتب الإعلام في الدفاع المدني بحلب" ابراهيم أبو الليث، المقيم في أعزاز، في حديث مع "العربي الجديد"، "يعيش حالياً في مدينة أعزاز حوالي 150 ألف شخص، وبعد تفجيرات أمس تعيش الأسواق حركة جمود غير اعتيادية، فالحذر يسيطر على الأهالي نتيجة سوء الأوضاع الأمنية".

ولفت إلى أن "بعض المحال فتحت أبوابها لتستمر عجلة الحياة، في حين يمكن ملاحظة وجود بعض الإجراءات الأمنية لكن أعتقد أنها غير كافية، في ظل وجود مخاوف من تكرر التفجيرات في المناطق المحررة".