الفسيخ والرنجة يميزان إفطار أول أيام العيد في غزة

الفسيخ والرنجة على مائدة إفطار أول أيام العيد في غزة

03 يونيو 2019
فسيخ ورنجة بعد روتين الصيام (العربي الجديد)
+ الخط -


اعتاد أهالي غزة على شراء أسماك "الفسيخ" والرنجة المملحة والمدخنة في أواخر شهر رمضان، كطقس من طقوس الاحتفال بعيد الفطر، إذ يتم تجهيزها وتقديمها في الفطور الأول بعد انتهاء شهر الصيام.

ويتم تجهيز تلك الأسماك المملحة صبيحة عيد الفطر كسراً لروتين الطعام الذي اعتاد عليه الغزيون خلال أيام الصوم في رمضان، والتي كانت تجافي هذا الصنف الذي يسبب العطش، ويحتاج من يأكله إلى شرب الكثير من الماء.

ويعتقد كثيرون في قطاع غزة أن إفطار أول أيام العيد يجب أن يكون مختلفاً، وبنكهة "حادقة" تشجع النفس على الإفطار في الموعد الجديد، ما يجعلهم يلجأون إلى الفسيخ والرنجة، ويتم تقديم تلك الأكلة وفق طقوس خاصة، إذ يتم تزيين المائدة بالشطة والدقة الغزاوية المكونة من الفلفل والثوم والليمون، ومقلاة "الطشطاشة"، وهي البندورة المقلية مع الثوم والفلفل والملح.

ولم تمنع الأوضاع الاقتصادية الصعبة أهالي القطاع المحاصر من الإقبال على شراء "نكهة العيد"، رغم ارتفاع الأسعار، إذ تجاوز بعضهم تلك الإشكالية بشراء كميات أقل لتواصل الأسرة ممارسة ذلك الطقس.
ويتيح موسم الفسيخ والرنجة الفرصة أمام عدد من التجار وباعة الأسماك والعاطلين من العمل، والذين يستغلون إقبال الناس على هذا الصنف من الطعام، وذلك بتجهيزه وتحضيره قبل شهر رمضان، لبيعه في الأيام الأواخر.

ويقول بائع الأسماك السبعيني أديب الداية، وهو من سكان مخيم الشاطئ للاجئين، غربي مدينة غزة، إنه بدأ وعائلته بالعمل في مجال الأسماك منذ عام 1969، وأنه يقوم بتحضير وبيع الفسيخ منذ عام 1980.
وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن طريقة صنع الفسيخ تتم بتجهيز طبقة من الملح وطبقة أخرى من الأسماك، يتم غمرها بطبقة أخرى من الملح وطبقة من الأسماك، وتركها لمدة لا تقل عن أربعة أشهر حتى تصبح جاهزة للأكل، مشيرا إلى أن الإقبال على تلك الأسماك يزيد في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر الصوم لرغبة الفلسطينيين بتقديمها خلال فطور أول أيام العيد.


وينبه بائع الأسماك محمد أبو ريالة، إلى أن الإقبال على أسماك الفسيخ والرنجة لا يقتصر على عيد الفطر، بل يتم بيعها في عيد الأضحى، إذ أصبحت عادة لدى شرائح كبيرة من أهالي قطاع غزة استفتاح أيام العيد بأكلة الأسماك الحاذقة. ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن نسبة بيع أسماك الفسيخ تدنت مقارنة بالفترات السابقة، قائلاً: "كنا نبيع نحو طن في أواخر شهر رمضان، إلا أننا حاليا نبيع حوالي 300 كيلوغرام". ويستدرك: "يحاول الناس الحفاظ على تلك العادة، وإن كانت الكمية أقل".

أما بائع الأسماك رامي شويخ (40 عاماً)، والذي ورث مهنته عن والده الذي عمل فيها منذ حوالي 50 عاماً، فيقول: "أسماك الفسيخ والرنجة ليست مفيدة، لكن الناس اعتادوا على شرائها، ونحن اعتدنا على بيعها مع اقتراب حلول الأعياد". ويضيف: "الفسيخ لا يعتبر أكلة رسمية، بل يعتبرها بعضهم وسيلة لفتح الشهية بسبب الملوحة الشديدة، وقدرتها على كسر روتين طعام شهر رمضان، ويتفنن الناس بتقديمها مع مقبلات مختلفة".

أما عن الأصناف المفضلة في صناعة وتجهيز أسماك الفسيخ والرنجة، فيوضح أنها تنحصر في أصناف "البوري والجرع" ذات الأحجام المناسبة، مبيناً أن الأسماك صغيرة الحجم لا تحظى بإقبال الزبائن عادة.