تصعيد إيراني ضد السعودية .. لماذا؟

تصعيد إيراني ضد السعودية .. لماذا؟

09 أكتوبر 2015
+ الخط -
صعّدت إيران من حملتها الإعلامية ضد السعودية، بعد حادثة تدافع مشعر منى، واتخذ التصعيد عدة أشكال: سياسي وإعلامي وشعبي وحتى عسكري، والمتابع للقضية يلاحظ أنه لم يبق مسؤول ديني أو سياسي أو عسكري أو إعلامي إيراني كبير إلا وأدلى بدلوه في هذا الشأن، بتوجيه أصابع الإتهام للسعودية، ومنذ الساعات الأولى للحادثة التي راح ضحيتها أكثر من 700 قتيل وألف جريح، حتى قبل أن تتضح ملابسات الحادث. وقد وصل التصعيد الإيراني إلى حد التجييش الشعبي بالمظاهرات التي هتفت بالموت للعرب، ليتبعها التلفزيون الإيراني ببرامج تسخر من العرب، يروي فيها فنانون إيرانيون، وفي حالة إزدراء واضحة، مشاهداتهم وتجاربهم مع العرب، ونعتهم بأقذع الألقاب والألفاظ.
قادة إيران، وفي مقدمتهم المرشد خامنئي والرئيس روحاني، وفي استخفاف واضح بالسعودية، هددوا باللجوء إلى القوة العسكرية، لتحقيق مطالبهم بإعادة جثث القتلى والحصول على معلومات حول حادثة التدافع، لكن التصعيد أخذ منحى جديداً بعد تصريح مساعدة الرئيس الإيراني للشؤون القانونية، إلهام أمين زادة، إن لدى بلادها ستة مطالب محددة من الحكومة السعودية، بشأن حادث التدافع في منى: معاقبة المتورطين في الكارثة، وتسديد تعويضات لأسر الضحايا، وتسليم الأفلام والصور المرتبطة بالحادث، وتقديم الاعتذار إلى الحكومات والشعوب التي مستها الكارثة، وتقديم ضمانات للحؤول دون تكرار مثل هذه الكوارث في الأعوام المقبلة، والإجابة على الاستفسارات حول عدم الالتزام بمعايير الإغاثة والإنقاذ في أثناء الكارثة.
بعيدا عن الجعجعة الإعلامية الإيرانية، ليس للتصعيد الجديد ما يبرره، فحادث التدافع ليس الأول، وضحاياه ليسوا إيرانيين فقط، لكن التصعيد الإيراني يؤشر إلى عدة أمور منها:
- إيران تقدم نفسها وكيلاً عن جميع الضحايا، على الرغم من أن أيا من الدول الأخرى التي لديها ضحايا في الحادثة لم تعترض على السعودية، أو تهاجمها.
- إيران تمارس سياسة الهروب إلى الأمام، والتغطية على مسؤولية حجاجها، وذلك باتهام السعودية بالإهمال في تنظيم أمور الحج، فيما أثبتت التحقيقات الأولية أن الحجاج الإيرانيون هم من تسببوا بالحادثة، عندما أصروا على السير عكس الإتجاه المرسوم للحجيج.
- التصعيد الإيراني يهدف للضغط على السعودية، من أجل الحصول على تعويضات كبيرة، نظرا لعدد الضحايا الإيرانيين الكبير، والذي بلغ 450 شخصا، وهنا نجد أن إيران حشرت مطلب التعويض في جملة مطالب لا تقدم ولا تؤخر، كالاعتذار للدول وتقديم المعلومات ومعاقبة المسؤولين.
ويمكن تفسير حدة التصعيد الإيراني بثلاثة أهداف: إخلاء طرفها من أي مسؤولية عن الحادث. الحصول على تعويضات مالية كبيرة على غرار التعويض الذي قدمته الرياض لضحايا حادثة رافعة الحرم التي انهارت. الضغط سياسياً على السعودية لتقديم تنازلات في ملفات أخرى، كالملف اليمني الذي يبدو أن إيران على وشك خسارته.
لازالت السعودية تلتزم سياسة ضبط النفس وتقنين التصريحات، في تعاملها مع الموقف، ما قد يشجع إيران على التمادي بموقفها التصعيدي للضغط على السعودية، لتقدم أكثر من تنازل، فإيران جعلت من ملف حادثة التدافع ورقة ضغط سياسي، ليضاف إلى سلسلة الملفات المفتوحة في العراق وسورية ولبنان واليمن، وبعض دول الخليج، كالبحرين والكويت.





62DB24F5-C4D7-48B2-80AC-DE1B48B4B829
62DB24F5-C4D7-48B2-80AC-DE1B48B4B829
خليل المقداد (سورية)
خليل المقداد (سورية)