ترويجاً للدراجات في مصر

18 يونيو 2014
+ الخط -
هل تمخض الجبل فولد فأرا؟  نعم، هذا ما يبدو لي واضحاً من أفكار عبد الفتاح السيسي، وبرنامجه الذي يثير الضحك بشأن حلول أزمات مصر الصعبة. ربما تكون الدراجة الهوائية، التي يلف بها في شوارع مصر الجديدة، ومعه كوكبة من الوزراء، ترافقهم هيلوكوبتر عسكرية، أحد هذه الحلول، فليهنأ، إذن، أصحاب هذه المهنة المندثرة، بانتعاشها مجدداً. سوقهم، بعد الآن، رائجةٌ لا محالة، وسيتنادى الصبية من كل الأطراف، لفتح الورش لصيانة الدراجات، وتوفير لوازمها، وربما تتناقص أعداد السيارات تلقائياً، وتنقشع غمة أزمة الوقود، التي قد تكون من عوامل زواله.
ولكن، مهلاً، الأمر ليس أدعى إلى الضحك والعجب فقط. إنه، من وجهة أخرى، يعكس استخفافاً واستهزاءً من الفرعون الجديد، بقيمة المصريين وعقليتهم، في تخبـُّط ظاهر، وانفراد بيـّن. أفكار لا تتقدم بها دول، أو ترفع من شأن أمة. هل يفترض السيسي أن يمتطي كل فرد دراجة يقصد بها العامل مصنعه، والطالب جامعته، والموظف مكتبه؟. إن تخيل ذلك كله فقط، يجعل المرء كأنه يعيش حلماً غريباً، تختلط فيه الأشياء ويصعب تصديقها، إلا في جو الأحلام فقط.
ولماذا يجعل السيسي أمة مصر مهانة بهذه الأفكار البائسة؟ ولماذا لا تكلف حكومة الانقلاب جهدها في التوقف عن تلقي الدعم من السعودية والإمارات، وأن تقدم حلولاً ناجعة، بدلاً من العيش في الأوهام والأحلام؟. 
 
470B1A6C-84E5-4B43-914A-35B9FEC06F45
470B1A6C-84E5-4B43-914A-35B9FEC06F45
منى عبد الوهاب (مصر)
منى عبد الوهاب (مصر)