تحالفات السيسي ضد المقاومة

تحالفات السيسي ضد المقاومة

25 يوليو 2014
+ الخط -


يتشابه موقف نظام عبد الفتاح السيسي في مصر تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة، إلى حد عميق مع كلام بني إسرائيل لموسى عليه السلام (اذهب أنت وربك فقاتلا، إنا هاهنا قاعدون). وهذا طبيعي، ورد فعل يتواءم مع نهج النظام الانقلابي.

يمثل الإسلام السياسي لمصر السيسي رعباً مقيماً، وقلقاً مزمناً، مثلما تمثل المقاومة في غزة رعباً للصهاينة، ومصدر خوف وقلق لحلفائهم. على فترات متتالية، حاول الصهاينة قمع حركة حماس بشدة، ولم يفلحوا، بل إن حماس تزداد قوة وصلابة، وتحافظ على إرادة صلبة. والآن، ازدادت قوة إلى قوتها، وأصبحت ترسل صواريخها إلى تل أبيب وحيفا، وإلى أبعد منهما، والصهاينة يهرولون إلى الملاجئ في رعب كبير.

التشابه بين السيسي ونتنياهو أصبح شديد الوضوح، لأن الاثنين يصارعان عدواً واحداً، هو الإخوان المسلمين في مصر، والمقاومة الفلسطينية في غزة. لذلك، رغب السيسي أن ينتظر ويساعد ما استطاع، حتى تكمل إسرائيل مهمتها المزعومة في القضاء على المقاومة، ومنها حماس. ما يحصل من السيسي أنه تولى بوابة معبر رفح بالإغلاق، كما يهيل التراب على الأنفاق التي توصل الجانبين، المصري والفلسطيني من رفح، ببعضهما، حتى لا يدخل منها غذاء ودواء وسلاح إلى أهل غزة والمقاومة فيها.

عندما اشتد العدوان على غزة، ولم تحقق الضربات الجوية أهداف السيسي ونتنياهو، اختارت تل أبيب أن تقوم مصر السيسي بدور المبادرة، لعقد هدنة مع المقاومة، علها تستطيع التقاط أنفاسها، وتعيد ترتيب أحوالها، من أجل خوض حرب برية ضروس. هكذا، يتم تبادل الأدوار بين الحلفاء، في ترتيب مدروس بين العدو الإسرائيلي والسيسي.

جاءت مبادرة السيسي فوقية واستعلائية على أهل غزة، وعلى المقاومة، ناهيك عن محتواها وما يهدف إليه، حتى إن حماس لم تسمع بها إلا من الصحف، فلم يتم إبلاغها بشيء يتعلق بالمبادرة رسمياً. هذه الفوقية يلجأ إليها كل أتباع الانقلاب في التعامل مع الفلسطينيين. الفوقية الزائفة والشماتة، واللمز والكراهية، وكأن الفلسطينيين أعداء مصر، وليسوا أشقاءها، مع أن هذا موقف وخطاب لا يرضى عنه المصريون الأحرار، وما هو إلا موقف الانقلابيين أهل النظام الدموي.

نظام السيسي يبدو واضحاً أنه يترنح ويتعثر في مسيرته، ويقوم بكل خطوة، ليضعف بها حركة الإخوان المسلمين، ويضرب المقاومة في غزة، ويؤذي الفلسطينيين. لكن أذاه تجاوز حدود فلسطين ومصر، ليصل إلى العراق، فقد بعث السيسي وزير خارجيته، سامح شكري، إلى العراق، ليجري صفقة واضحة ومشبوهة، مفادها النفط مقابل السلاح، ومصر السيسي بحاجه إلى نفط العراق، بسبب أزمة الوقود الطاحنة، وليذهب السلاح المصري إلى نظام نوري المالكي الطائفي المليشياوي، هذه هي تحالفات السيسي، وهؤلاء هم أصدقاؤه، والمقاومة والشعوب هم أعداؤه.

470B1A6C-84E5-4B43-914A-35B9FEC06F45
470B1A6C-84E5-4B43-914A-35B9FEC06F45
منى عبد الوهاب (مصر)
منى عبد الوهاب (مصر)