تركيا تحقق تقدماً جديداً على حساب مسلحي "العمال" شمالي العراق

القوات التركية تحقق تقدماً جديداً على حساب مسلحي حزب "العمال" شمالي العراق

28 اغسطس 2020
القوات التركية دخلت بعمق يصل إلى 40 كيلومتراً داخل العراق (إلياس أكينجين/فرانس برس)
+ الخط -

حققت القوات التركية، أخيراً، تقدماً جديداً في مناطق قورنان وميركرشيان، ضمن منطقة برادوست الحدودية بين العراق وتركيا، ونجحت في طرد قوات حزب "العمال الكردستاني"، من المنطقة، وذلك بالتزامن مع قصف تركي، أسفر عن مقتل ثلاثة من مسلحي الحزب شرقي دهوك شمالي العراق.

وقالت مصادر أمنية في جهاز "الأسايش" (الأمن) بمحافظة دهوك شمالي العراق ضمن إقليم كردستان، اليوم الجمعة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ثلاثة من مسلحي حزب العمال قتلوا وأصيب آخرون بقصف تركي استهدف مواقع للحزب في ناحية باتيفا شرقي المحافظة على مقربة من الحدود مع تركيا"، بينما أكدت المصادر مشاهدة قوات تركية وهي تتمركز بمناطق جديدة بعد طرد مسلحي حزب "العمال الكردستاني" منها.

وتواصل القوات التركية عملياتها العسكرية داخل الأراضي العراقية بعمق يصل إلى 40 كيلومتراً ضمن إقليم كردستان العراق، إذ أطلقت عملية "مخلب النسر"، في 15 يونيو/ حزيران الماضي، والتي اقتصرت على ضربات جوية استهدف مواقع ومعسكرات حزب "العمال الكردستاني" الذي تصنفه أنقرة "منظمة إرهابية"، في مناطق زاخو والزاب وسنجار ومخمور، واستهدفت البنى التحتية للحزب خاصة مخازن سلاحه.

وفي 17 يونيو/ حزيران، أطلقت تركيا عملية "مخلب النمر"، إذ توغلت قوات تركية خاصة إلى مناطق بالعمق العراقي وخاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي الحزب، الذين يتخذون من العراق منطلقاً لتنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.

وتستهدف العملية البرية التركية التي مضى عليها أكثر من 70 يوماً مناطق حفتانين وبرادوست وزاخو وسيدكان وسوران، إضافة إلى جبال قنديل، في شمال وشرق دهوك.

وبحسب مصادر في جهاز الأمن بمحافظة دهوك، فإنّ ثلاثة من مسلحي حزب "العمال الكردستاني" قتلوا وأصيب آخرون في سلسلة قصف استهدف مواقع للحزب نفذتها المدفعية التركية، خلال الساعات الماضية، في مناطق على أطراف بلدة باتيفا شرقي دهوك، والواقعة على بعد نحو 20 كيلومتراً من الحدود مع تركيا، لافتةً إلى أن القصف استهدف أيضاً سيارة محملة بمعدات عسكرية تابعة للحزب وأسفر عن تدميرها.

وأوضحت المصادر أنّ مسلحي الحزب يدفنون قتلاهم في مقابر خاصة بهم، تنتشر في زاخو والزاب وجبال قنديل، لذا من الصعوبة دوماً معرفة عدد خسائرهم جراء العملية التركية، "لكن الخسائر بالمجمل متصاعدة مع تقدم الجيش التركي في مناطق الشريط الحدودي"، وفق المصادر.

في الأثناء، سجلت القوات التركية تقدماً جديداً في مناطق قورنان وميركرشيان، التابعة لمنطقة برادوست الحدودية مع تركيا، إذ أكدت مصادر لـ"العربي الجديد"، مشاهدة قوات تركية، صباح اليوم الجمعة، وهي تتمركز بمناطق عدة منها وشيدت ثكنات هناك وسط تراجع لمسلحي حزب "العمال الكردستاني".

ومنطقة برادوست الواقعة إلى الشمال من أربيل، تُشكل مثلثاً كبيراً بين العراق وإيران وتركيا، وتضم نواحي عدّة أبرزها سيدكان وسوران وهلكورد ومئات القرى، وتقطنها قبائل كردية أبرزها الراواند والسورجي والخيلاني والهركي.

ويوضح الخبير بالشأن الكردي العراقي، علي حاجي أمين، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "تقدم القوات التركية بدأ يأخذ شكل الشريط الطولي داخل الحدود العراقي بما لا يقبل الشك أنهم يخططون لإقامة منطقة حزام أو فاصلة تمنع دخول مسلحي الكردستاني إلى تركيا أو على الأقل تُصعّب عليهم المهمة".

ويشير أمين، إلى أنّ "سياق التحرك العسكري التركي يختلف تماماً عما كان عليه في عمليات مشابهة داخل سورية مثلاً، فهو داخل العراق يركز على مخازن سلاح حزب العمال وتجمعاته وتحركات قادته البارزين، ويبدو أنه يحقق نجاحاً واضحاً بفعل اختراق الحزب استخبارياً، ووجود نقمة لدى السكان الأكراد من تحويل الحزب أراضيهم ومدنهم إلى ساحة معارك، وهذا يساعد على إيجاد متعاونين محليين مع القوات التركية".

وبيّن أنّ "القوات التركية تسيطر حالياً على قمتي أهم جبلين حدوديين بين العراق وتركيا وهما جبل شاقولي وجبل متين، وهذا يمنحهم أفضلية الرصد والتحرك على ارتفاع يصل إلى أكثر من ألفي متر"، مرجحاً "استمرار العمليات العسكرية التركية قبل بدء التغيير المناخي في المنطقة إذ إن الأجواء الحالية تصب في صالح القوات التركية للتحرك أو الرصد".

وأمس الخميس، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن مقتل اثنين من مقاتلي حزب "العمال الكردستاني" جراء هجوم بطائرة مسيرة في منطقة الزاب العراقي، ضمن إقليم كردستان (شمالاً). وعرضت الوزارة لقطات مصورة تظهر فيما يبدو أنها عملية الاستهداف.