تركيا بين غاليبولي والأرمن: الحرب العالمية الأولى تستعيد شبابها

تركيا بين غاليبولي والأرمن: الحرب العالمية الأولى تستعيد شبابها

24 ابريل 2015
اللمسات الأخيرة على نصب غاليبولي (شون غالوب/Getty)
+ الخط -
تُقيم أنقرة، احتفالها السنوي إحياءً لذكرى معركة غاليبولي أو "جناكالة" بالتركية، التي انتصرت فيها القوات العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914 ـ 1918) على قوات الحلفاء، التي كانت تحاول التقدم باتجاه إسطنبول.

ويتميّز هذا العام، على غير العادة، بالاحتفالات الضخمة، التي سيشارك بها 8500 أسترالي و2000 نيوزلندي مع رئيسي البلدين، بالإضافة إلى ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز وولديه، وأكثر من 20 رئيس دولة، و30 شخصية دبلوماسية من نواب رؤساء ورؤساء مجالس نيابية ورؤساء وزراء، بينهم رؤساء أذربيجان والعراق وباكستان والصومال وجيبوتي والبانيا وايرلندا وقبرص التركية وأمير قطر، وعدد من الشخصيات العالمية، منها الحاصلة على جائزة "نوبل" للسلام، اليمنية توكل كرمان.

وعلى الرغم من أن المعركة بدأت في 25 أبريل/نيسان 1915 وانتهت في 9 يناير/كانون الثاني 1916، إلا أن الحكومة التركية قررت إقامة الاحتفالات في 24 أبريل، الذي يتزامن مع إحياء الأرمن لذكرى ضحاياهم، الذين سقطوا خلال الحكم العثماني في هذه الحرب، شرق ما يُعرف بـ"الجمهورية التركية" الآن.

ويأتي الاحتفال في وقتٍ تُقيم فيه العاصمة الأرمينية يريفان حفلاً كبيراً لإحياء ذكرى الضحايا، وسط قيادة اللوبيات الأرمينية في الخارج، حملة دولية كبيرة للاعتراف بكارثة الأرمن، على أنها "جرائم إبادة جماعية". وأثمرت الحملة عن إقرار الاتحاد الأوروبي وألمانيا والفاتيكان والنمسا بـالاعتراف، لتتوتر العلاقات بين هذه الدول وتركيا، وصلت إلى حدّ سحب سفراء تركيا من كل من الفاتيكان وفيينا، قبل إعلان الكرسي الرسولي عدم مشاركة البابا فرنسيس في احتفالات غاليبولي، وسينوب عنه سفير الفاتيكان في أنقرة.

اقرأ أيضاً: أردوغان في مفترق الطرق

أما الولايات المتحدة التي زارها وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو في وقت سابق، والتقى مستشار الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، للضغط على واشنطن لعدم استعمال مصطلح "مجازر إبادة جماعية"، إذ من المتوقع أن يستخدم الرئيس باراك أوباما في خطابه السنوي بهذه المناسبة المصطلح الأرمني "ميدزن يِغِرن" أي "الفاجعة الكبرى" بدلاً من مصطلح "جرائم الإبادة الجماعية".

وبما يتعلق بغاليبولي، كان المتحدث باسم السفارة الأميركية في أنقرة، قد أعلن بأن السفير الأميركي جون باس، سيمثل بلاده في الاحتفالات، بعد أن كان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق، عن إرسال وفد رئاسي أميركي، برئاسة وزير الخزانة الأميركية جاكوب لو، إلى يريفان لحضور إحياء ذكرى ضحايا الأرمن هناك.

وشهدت العلاقات التركية ـ الأرمينية توتراً ملحوظاً في يناير/كانون الثاني الماضي، بعد رفض الرئيس الأرميني سيرج سركيسيان، الدعوة التي وجهها له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لحضور الاحتفالات. وتصاعد التوتر بعد طلب سركيسيان في فبراير/شباط الماضي من رئيس البرلمان الأرميني، سحب توقيعه من الاتفاق الذي جرى التوصل اليه بين يريفان وأنقرة في العام 2009 برعاية أميركية، لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. وكان أردوغان قد اعتذر عن "ما تعرض له الأرمن من مآسٍ" في العام 2013، ودعا إلى "فتح أرشيف البلدين أمام لجنة مشتركة من المؤرخين للبت في القضية".

يذكر بأن معركة غاليبولي قد بدأت في 25 إبريل 1915 خلال الحرب العالمية الأولى، عندما نزل الفيلق النيوزلندي ـ الأسترالي، التابع للجيش البريطاني، على شواطئ جناكالة التركية، في محاولة لتدمير وحدة المدفعية المتمركزة هناك، والتقدم باتجاه إسطنبول عاصمة السلطة العثمانية، لكن العثمانيين أبدوا مقاومة عنيفة واستطاعوا هزيمة هذه القوات.

كما يصادف 24 أبريل 1915 تاريخ توقيع الحكومة العثمانية على قانون الترحيل الخاص بالأرمن، والذي أدّى إلى مقتل ما يصل إلى مليون ونصف مليون أرمني بحسب إحصائيات أرمنية تتهم القوات العثمانية بالتعاون مع قوات عشائرية كردية بالقيام بالمجازر، بينما يخفض الأتراك الرقم ليصل إلى نصف مليون، متهمين "العصابات الأرمنية" حينها بالبدء بارتكاب مجازر بحق القرى الكردية والتركية في شرق الأناضول، في إطار التعاون مع روسيا، مما دفع بإسطنبول حينها إلى إصدار القرار منعاً لحدوث حرب أهلية.

اقرأ أيضاً: "العدالة والتنمية" يطلق معركته الانتخابية: نظام رئاسي والانضمام لأوروبا