ترشح كانييه وست للرئاسة الأميركية... "اضطراب نفسي" أم وسيلة دعاية؟

ترشح كانييه وست للرئاسة الأميركية... "اضطراب نفسي" أم وسيلة دعاية؟

22 يوليو 2020
"مجرّد لاعب صغير في السباق الرئاسي، هذا إذا كان أصلاً لاعباً" (Getty)
+ الخط -


بين ارتداء سترة واقية من الرصاص، وإلقاء خطاب مفكك، وإطلاق حجج غير مترابطة ضد الإجهاض والانهيار بالبكاء، افتتح مغني الراب الأميركي، كانييه وست، يوم الأحد الماضي، حملته الانتخابية بمهرجان انتشرت مقاطع منه في سائر أنحاء العالم، بدون أن يثير أي تساؤلات حول جدية طموحاته السياسية أو دوافعه الحقيقية.

وتناول نجم الموسيقى والأزياء عدداً من محاور حملته في مقابلة مع إذاعة محلية في تشارلستون (ولاية كارولاينا الجنوبية) حيث كان لقاؤه الانتخابي الأول، وفي مقدّمة هذه المحاور "التعلّق بالإيمان وبالإرث الديني".

لكنّ كلام "ييه"، وهو أحد ألقاب المغني، لم يتضمن أية رسالة قوية، خلافاً لما كان يتضمنه عام 2016 كلام المرشح الرئاسي وقتها دونالد ترامب الذي كان مبتدئاً في عالم السياسة أيضاً، ولم يؤخذ ترشيحه على محمل الجد، إلا بعد تسمية الحزب الجمهوري له كمرشح لخوض السباق.

وقال أستاذ الصحافة في جامعة ميشيغن، وخبير الحملات الانتخابية، روبرت يون "مع ذلك، لو كان لدى وست خط واضح، لكان في إمكانه أن يحوّل ما يمكن اعتباره نكتة إلى حملة لها وزنها".

من المنظور التقني، لم تعد لدى كانييه وست أية فرصة لكي يُنتَخَبَ رئيساً، لأن باب التسجيل أقفل لولايتي تكساس وفلوريدا البالغتي الأهمية في السباق الرئاسي في تشرين الثاني/نوفمبر.

وإذا كان وست تسجّل بطريقة صحيحة في أوكلاهوما، فإن فريق عمله لم يكن حتى ظهر الإثنين سلّم التواقيع العشرة آلاف الضرورية لكي يكون ممكناً لويست أن يتسجل في كارولاينا الجنوبية، كما أكد ناطق باسم اللجنة الانتخابية في هذا الولاية، مما يعني تالياً استبعاده أيضاً.

ورأى روبرت يون أن ذلك لا يعني أن كل شيء انتهى بالنسبة إلى وست، أو أنه لن يتمكن من انتزاع بعض الأصوات الثمينة من المرشح الديموقراطي جو بايدن.

وقال الأستاذ الجامعي إن وست: "بإمكاناته الشخصية، وبرؤيته وقدرته على جذب انتباه الإعلام، يمكنه أن يشكّل مفاجأة في ما يكفي من الأماكن، مما يتيح له التأثير على الانتخابات".

أما الأستاذ في جامعة واشنطن في سانت لويس (ولاية ميزوري) جيفري ماكيون، فتوقع أن يكون وست "مجرّد لاعب صغير في السباق الرئاسي، هذا إذا كان أصلاً لاعباً".

ويبدي هذا الأكاديمي اهتماماً بكيفية تأثير وست على الخطاب السياسي، وهو العبقري في عالم الفن والاستعراض، لكنه قلق من كون الساحة السياسية والإعلامية محتلة من مرشحين اثنين، هما وست والرئيس دونالد ترامب، يتسمان بأنهما "متقلبان إلى درجة أن ترشيحهما يحول دون أي نقاش عميق".

ويخشى آخرون أن يكون ترشيح وست "مُؤشّراً جديداً" إلى "الاضطرابات النفسية الثنائية القطب التي يعانيها". صحيح أن كانييه طبع السنوات العشرين الأخيرة كمنتج موسيقي من الطراز الأول ومغني راب لا مثيل لأسلوبه، وأصبح مليارديراً بفضل أحذية "ييزي" من "أديداس"، إلاّ أنَّ ترشّحه غير الفعال هو أمر يثيرُ التساؤلات، كخطابه غير المتماسك في المكتب البيضاوي أمام ترامب المندهش في أكتوبر/تشرين الأول 2018.

 

 

كذلك أثيرت ضجة في شأن وصفه العبودية بأنها "خيار" للأميركيين من أصول أريقية في مايو/أيار 2018، وفي شأن تصريحات أدلى بها الأحد اعتبر فيها أن بطلة الكفاح ضد العبودية هارييت تابمان "لم تحرر العبيد فعلاً".

وفي تغريدة عبر "تويتر"، لاحظت المؤرخة مايت كليفورد لارسون التي ألفت كتاباً عن تابمان، أن ويست "فقد عقله".

وقال أحد المقربين من زوجة وست نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان لمجلة "بيبل" إن كارداشيان تخشى أن يكون الأمر عبارة عن نوبة جديدة من الاضطراب الثنائي القطب.

وكانت كارداشيان كشفت عام 2019 أن كانييه وست يرفض تناول الأدوية المخصصة لمعالجة اضطراباته السلوكية، معبرة أن هذا الأمر يضعف طاقته الإبداعية.

واتسمت سلسلة منشورات لوست (43 عاماً) على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الاثنين الماضي بالغموض، إذ اتهم في إحداها زوجته بأنها أرادت عزله بعد إطلالته الأحد.

ولا يُستبعَد أن تكون كل مسألة الترشّح لانتخابات الرئاسة هذه مجرّد عملية دعائية تهدف إلى الترويح لاسطوانته الجديدة "دوندا" التي أعلن عنها يوم الجمعة الماضي.

وقال جيفري ماكيون "اعتقد أن الناس سيتساءلون ما إذا كان خطاب حملته الانتخابية متناسباً مع أغنيات الراب التي يغنيها، وهذا ما سيجعل المبيعات تلتهب". وأضاف "أعتقد أن الأمر ليس بهذه البساطة. ولكن في نهاية المطاف، شخصيته الاستفزازية جعلته يصبح ثرياً".

من جهة أخرى، قال  وست على موقع "تويتر"، صباح اليوم الأربعاء، إنه يسعى للطلاق من  كيم كارداشيان. لكن التغريدة اختفت بعد دقائق.

وكتب وست في التغريدة دون الكشف عن تفاصيل: "أحاول الحصول على الطلاق منذ التقت كيم مع ميك في وورلدولف من أجل إصلاح السجون".

ولم يرد ممثل عن كارداشيان بعد على رسالة بالبريد الإلكتروني تطلب تعليقاً.

ونشر وست، أيضًا، في وقت متأخر من مساء الاثنين سلسلة تغريدات مُسحت أيضاً في وقت لاحق، قال فيها إن زوجته تحاول عزله استناداً لأسباب طبية وشبّه نفسه بنيسلون مانديلا.

وجاءت تلك التغريدات بعد يوم من تدشين وست حملته الرئاسية بتجمع انتخابي شابه سوء التنظيم في تشارلستون بولاية ساوث كارولاينا.

وأعلن خلال الفعالية وهو دامع العينين عن قرارٍ، قال إنّه اتخذه مع زوجته كارداشيان بعدم إسقاط حملها.

ولم يرد ممثل كارداشيان أيضا حينها على طلبات للتعليق على هذه التصريحات.

(فرانس برس، رويترز) 

المساهمون