ترامب يعلن عن تطبيع البحرين علاقاتها مع إسرائيل

واشنطن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
11 سبتمبر 2020
سياسية/ترامب/(طازوس كاطوبوزيس/Getty)
+ الخط -

أعلن الرئيس الأميركي، مساء اليوم الجمعة، أن دولة البحرين وافقت على تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، لتكون بذلك الدولة العربية والخليجية الأولى التي تسير على نهج الإمارات.

وجاء إعلان الرئيس الأميركي، في تغريدة على حسابه بموقع "تويتر"، كتب فيها: "اليوم نحقق إنجازاً تاريخياً آخر! لقد وافق أصدقاؤنا العظماء، إسرائيل ومملكة البحرين، على اتفاق سلام. البحرين ثاني بلد عربي يقيم السلام مع إسرائيل في 30 يوماً!".

من جانبه، فاخر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالسرعة التي تم فيها التوصل إلى اتفاق مع مملكة البحرين للتطبيع.

وقال نتنياهو، في أول تعليق له، إنّ التوصل إلى الاتفاق مع الأردن استغرق 26 عاماً، لكن التوصل إلى الاتفاق مع البحرين استغرق 29 يوماً فقط.

وقال نتنياهو، موجهاً حديثه إلى الإسرائيليين في رسالة مصورة: "مواطنو إسرائيل، أنا منفعل ومفعم بالمشاعر لأبشركم أننا سنتوصل هذا المساء لاتفاق سلام إضافي مع دولة عربية أخرى، مع البحرين. هذا الاتفاق ينضم لاتفاق السلام التاريخي مع الإمارات العربية المتحدة. لقد استغرقنا 26 عاماً للوصول إلى اتفاق السلام الثاني مع دولة عربية، واستغرقنا ليس 26 عاماً، وإنما 39 يوماً للتوصل لاتفاق السلام بين الدولة العربية الثالثة والدولة العربية الرابعة، وسيكون هناك المزيد من الاتفاقيات".

ومضى نتنياهو قائلاً: "هذا عهد جديد للسلام. سلام مقابل سلام، اقتصاد مقابل اقتصاد. لقد استثمرنا بالسلام على مر سنين طويلة، والآن فإن السلام سيأتي باستثمارات كبيرة جداً لاقتصاد إسرائيل، وهذا مهم جداً". 

وأضاف أنّ "كل هذه الاتفاقيات تمت من خلال عمل دؤوب من وراء الكواليس استمر لسنين طويلة، لكنه وصل إلى تحقيق هدفه بفضل المساعدة المهمة لصديقنا الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وأود أن أشكره وطاقمه على هذه المساعدة المهمة، عهد جديد: سلام مقابل سلام".

من جهتها، أوردت وكالة أنباء البحرين الرسمية أنّ العاهل البحريني تلقّى اتصالاً من ترامب، بمشاركة نتنياهو، مضيفة أنه أكد، خلال الاتصال، "ضرورة التوصل إلى سلام عادل وشامل، كخيار استراتيجي، وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة".

ونشر ترامب في تغريدة لاحقاً نص بيان مشترك بين واشنطن وتل أبيب والمنامة يؤكد إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين البحرين والاحتلال الإسرائيلي.

وجاء في البيان المشترك أنّ "الرئيس الأميركي وعاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أجروا اتصالاً هاتفياً اليوم اتفقوا خلاله على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".

وأضاف البيان أنّ "ذلك يمثل خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام بالشرق الأوسط"، معتبراً أنّ "فتح الحوار المباشر والعلاقات بين مجتمعين ديناميكيين واقتصادين متقدمين سيسهم في التحول الإيجابي للشرق الأوسط، ويزيد من الاستقرار والأمن والازدهار بالمنطقة".

وأشار البيان كذلك إلى أنّ "الولايات المتحدة تعرب عن امتنانها لمملكة البحرين على احتضانها "ورشة السلام لتحقيق الازدهار" التاريخية بالمنامة في 25 يونيو/ حزيران 2019، وذلك للدفع بتحقيق السلام، والكرامة، وتمكين الشعب الفلسطيني من الفرص الاقتصادية".

وذكر أنّ "الأطراف ستواصل جهودها في هذا الصدد للوصول إلى حل عادل وشامل ومستدام للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وذلك لتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق كافة إمكاناته".

ونقل البيان أنّ "الولايات المتحدة والبحرين وإسرائيل أشادت بإعلان الإمارات وبقيادة ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، عن إقامة علاقات دبلوماسية شاملة مع إسرائيل في 13 أغسطس/ آب 2020".

كذلك لفت إلى أنّ "مملكة البحرين قبلت دعوة الرئيس الأميركي بالمشاركة مع إسرائيل والإمارات في مراسم التوقيع على اتفاق التطبيع يوم 15 سبتمبر/ أيلول 2020 في البيت الأبيض"، موضحاً أنّ "المراسم ستشهد توقيع نتنياهو ووزير خارجية البحرين، عبد اللطيف الزياني، على إعلان تاريخي للسلام".

في أعقاب ذلك، أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الجمعة، اتصالاً بالعاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة "للتهنئة" على خطوة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، واصفاً إياها بـ"التاريخية التي ستفتح آفاق تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية"، بحسب بيان رسمي مصري، موجهاً "الشكر" لهما.

ولم يكتف السيسي بالاتصال وإعلان مباركة الاتفاق الذي تم برعاية أميركية، فنشر تغريدة قصيرة على موقع "تويتر" قال فيها: "تابعت باهتمام بالغ البيان الثلاثي الصادر من الولايات المتحدة الأميركية والبحرين وإسرائيل بشأن التوافق حول إقامة علاقات دبلوماسية بين مملكة البحرين وإسرائيل".

وأضاف السيسي: "أثمن هذه الخطوة الهامة نحو إرساء الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط، وبما يحقق التسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية، وأتقدم بالشكر لكل القائمين على تنفيذ هذه الخطوة التاريخية".

من جهتها، رحّبت الإمارات بقرار البحرين والاحتلال الإسرائيلي، وقالت إنها تأمل في أن "يكون له أثر إيجابي على مناخ السلام والتعاون في المنطقة والعالم".

وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان وفق ما أوردته "رويترز"، أنّ الإعلان "خطوة مهمة لتعزيز الأمن والازدهار في المنطقة...(و) توسيع نطاق التعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والدبلوماسي".

وستوقع الإمارات، في 15 سبتمبر/ أيلول، اتفاق تطبيع العلاقات مع الاحتلال، الذي أعلن في الشهر الماضي. وستوقع دولة الاحتلال والبحرين على إعلان في اليوم نفسه.

وفي وقت سابق اليوم الجمعة، كتب مراسل الشؤون الدبلوماسية لمحطة "كان" التلفزيونية الإسرائيلية العامة عميشاي شتاين على "تويتر"، أنّ ولي عهد البحرين، الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة، سيكون في واشنطن، يوم الإثنين.

 

ويستضيف البيت الأبيض، الثلاثاء المقبل، مراسم توقيع اتفاقية التطبيع بين الإمارات وبين دولة الاحتلال الإسرائيلي، بمشاركة وفدين رفيعين من البلدين يترأسهما، وفق تقارير إعلامية سابقة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد، شقيق ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد.

المعارضة البحرينية: "خيانة عظمى"

في المقابل، قالت "جمعية الوفاق الوطني الإسلامية"، أكبر جهة معارضة في البحرين، الجمعة، إنّ نظام المملكة "لا يملك شرعية" لعقد اتفاق تطبيع مع إسرائيل.

وذكر بيان نشرته الجمعية (منحلة في البحرين)، عبر صفحتها الموثقة على "تويتر"، أنّ "موقف النظام البحريني من التطبيع مع العدو الصهيوني من طرفين لا شرعية لهما في ذلك، فلا النظام البحريني يملك شرعية لعقد اتفاق مع الصهاينة، والكيان الغاصب غير شرعي".

وشدّد على أن الاتفاق بين المنامة وتل أبيب يمثل "خيانة عظمى للإسلام وللعروبة، وخروجاً عن الإجماع الإسلامي والعربي والوطني".

 

وأكد البيان أنّ "شعب البحرين بكل أطيافه ومكوناته الدينية والسياسية والفكرية والمجتمعية مجمع على التمسك بفلسطين، ويرفض الكيان الصهيوني برمته، ويقف مع فلسطين".

واعتبر أن "التطبيع تضادّ صارخ مع إرادة شعب البحرين، وانقلاب على عقيدته المبدئية في رفض احتلال فلسطين، وانسجام تام مع الإرهاب الصهيوني".

ذات صلة

الصورة
من قصف إسرائيلي استهدف بلدة الخيام، 20 نوفمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

ساعات عصيبة تمرّ على بلدة الخيام الاستراتيجية جنوبي لبنان، حيث تواجه إبادة إسرائيلية، إذ تتعرض منازلها ومبانيها حالياً لعمليات تفخيخ وتفجير واسعة.
الصورة
مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، 30 إبريل 2024 (الأناضول)

سياسة

هدد مشرعون أميركيون المحكمة الجنائية الدولية بمعاقبة أفرادها وصلت إلى حد التلويح باستخدام "قانون غزو لاهاي" ضد الدول التي قد تنفذ أوامر المحكمة.
الصورة
من رحلة الفلسطيني خليل النواجعة اليومية (العربي الجديد)

مجتمع

يقطع المعلم الفلسطيني خليل النواجعة (58 سنة) يومياً نحو 5 كيلومترات على حماره، من منزله بمنطقة تجمع الجوّايا في بلدة الكرمل إلى مدرسة التوانة في مسافر يطا.
الصورة
فلسطينيون ينزحون من بيت لاهيا جراء القصف الإسرائيلي 17 نوفمبر 2024 (Getty)

سياسة

يتجه الاحتلال الإسرائيلي لتعزيز سيطرته العسكرية على قطاع غزة المحاصر، وسط مؤشرات ملموسة إلى بدء تطبيقه الحكم العسكري، فضلاً عن التأسيس لتطلعات المستوطنين.