تحية للأديب الساخر بو علي ياسين

تحية للأديب الساخر بو علي ياسين

19 مايو 2017
+ الخط -
كان الأديب والباحث السوري بو علي ياسين (1942 ــ 2000) شديد الاهتمام بـالأدب الساخر، وقد أصدر في هذا المجال ثلاثة كتب هي:

عين الزهور سيرة ضاحكة 1993

بيان الحد بين الهزل والجد 1996

شمسات شباطية 1999

من كتاب شمسات شباطية نستعير هذه النماذج: 

أولاً: سلمت يداك 

مذيعة تلفزيونية أجرت لقاءً مع المطرب مروان حسام الدين في ليلة رأس السنة 1993/ 1994، وأثناء ذلك طلبتْ منه أن يغني للمشاهدين أغنية ما، ففعل، وحينما انتهى قالت له المذيعة: 

- يسلموا هالديَّـات!  

ثانياً- شاعر يائي

جاء شاعر من ذوي المواهب المتوسطة إلى أحمد الجندي وقرأ أمامه قصيدة قافيتها (يائية).. القصيدة لم تنل إعجاب أحمد الجندي، ومن باب التهكم قال للرجل:

احمدْ ربك على أنك يائي ولست واوي! 

ثالثاً- الطشّي

قال زياد رحباني

- كنا ستة عشر طالباً، بينهم خمسة أولاد سفراء، يعلم الجميعُ أن في مقدورهم ألا يأتوا أساساً إلى المدرسة. لكنهم يأتون كرما منهم! كان بينهم واحد، إذا غاب أحملُ همَّهُ وأقلق عليه، لأنه الوحيد الذي تجعله علامته يأتي بعدي في الترتيب عندما تعلن نتائج الامتحانات. كنت أخشى أن يغيب هو فأصبح أنا الأخير في الصف!        

رابعاً - رجل غليظ

كتب ممدوح عدوان في مذكراته: 

على الأوتُستراد الذاهب إلى قلب مدينة دمشق، يندفع ميكروباص، ووراءه سحابة كبيرة من الدخان الأسود السام، أشرتُ للميكروباص بيدي فتوقف، وفتح لي المعاون الباب، متوقعاً أني أريد أن أركب، ولكنني توجهت إلى الناحية الأخرى، حيث أحدث السائق، قلت له: 

- ألا تنظر في المرآة إلى ما يحدث وراءك؟ 

قال: ماذا يحدث؟ 

قلت: هذه السحابة من الدخان السام! 

قال مستغرباً: وماذا تشتغل حضرتك؟ 

قلت: لا شيء.. لكن هذا الدخان مضر بالصحة. 

قال: يعني لا أنت من الصحة ولا من الداخلية ولا من المرور؟ 

قلت: لا. 

قال: ولا تريد أن تركب معنا في الميكروباص؟ 

قلت: لا، أنا أوقفتك لأنبهك من الدخان. 

ضغط على دواسة الوقود وهو يقول: أي تضرب بهالكسم، أنا فاضي لغلاظتك هلق؟ 

توجهت إلى الشرطي الواقف وقلت له: ألا يمنع القانون دخول هذا الميكرو إلى المدينة؟ 

قال: طبعاً. 

قلت: لماذا لا تمنعه؟ 

قال: سيدي حط في الخرج، مين داير؟ 

قلت : أنا وأنت وكل إنسان يجب عليه أن...

لم يعطني الفرصة كي أكمل محاضرتي، بل صرخ: 

- هلق حضرتك جاي تفهمني شغلتي؟ شرَف، خود بدلتي وصفارتي ووقف محلي! 

حاولت أن أوضح له أنني لا أريد أن أحل محله، بل أريد.... لكنه لم يعطني الفرصة، بل صرخ بغضب: 

- بتروح من هون وإلا بنزع لك صباحك؟!

خطيب بدلة
خطيب بدلة
قاص وسيناريست وصحفي سوري، له 22 كتاباً مطبوعاً وأعمال تلفزيونية وإذاعية عديدة؛ المشرف على مدوّنة " إمتاع ومؤانسة"... كما يعرف بنفسه: كاتب عادي، يسعى، منذ أربعين عاماً، أن يكتسب شيئاً من الأهمية. أصدر، لأجل ذلك كتباً، وألف تمثيليات تلفزيونية وإذاعية، وكتب المئات من المقالات الصحفية، دون جدوى...