تجديد "المتحوّلون" مع ترافيس نايت: أكشن طفولي

تجديد "المتحوّلون" مع ترافيس نايت: أكشن طفولي

02 يونيو 2019
خرج الجزء الجديد من الرتابة (تويتر)
+ الخط -
في الأعوام الـ10 الفائتة استغلّ مايكل باي، مخرجًا ومنتجًا، نجاح سلسلة Transformers حتى آخر قطرة، بتقديمه 5 أفلام من السلسلة بين عامي 2007 و2017: بدءًا من النجاح الكبير للجزء الأول، وصولًا إلى القمة بفضل أكثر من مليار دولار أميركي مع الجزء الثالث Dark of the Moon عام 2011، قبل الأفول تدريجيًا مع إيرادات متواضعة للجزء الخامس The Last Knight عام 2017، من دون أي اهتمام نقدي أو جماهيري به.

حينها، بدا واضحًا أن الجمهور سئم عالم تلك السلسلة وخِدعها، على عكس منتجيها، وبينهم مايكل باي نفسه، الذين راهنوا على التجديد، بوضع الفكرة نفسها للمتحوّلين في قالب وشكل مختلفين، يمكن أن يضمنا النجاح لها، وهذا حاصل مع الجزء الجديد، المنفصل والمختلف في كلّ شيء، وهو بعنوان Bumblebee.

أهم تغيير حصل كان في "كرسيّ الإخراج". فبدلاً من مايكل باي، القادم من أفلام الحركة في تسعينيات القرن الـ20، والمتميّز فقط بمَشَاهد قتالية ومؤثّرات خاصة، اختير ترافيس نايت، وهو اختيار ذكي جدًا. ونايت قادم من عالم الرسوم المتحركة، أخرج فيلمًا واحدًا عام 2016، بعنوان Kubo And The Two Strings. والاختيار مقصود، وهو ناتج من وعي بأن المطلوب في الجزء الجديد ليس مؤثرات باي التي سئمها الجمهور بسبب تكرارها، بل القدرة على سرد حكاية إنسانية جاذبة بشكل بسيط، كما حدث في "كوبو". لذا، كان الانتقال إلى الثمانينيات الفائتة كزمن للحكاية، بكل ما فيه من اعتبار للنوستالجيا والشكل البصري المختلف عن الأجزاء الأخيرة، مع منح البطولة لطفلة تُدعى تشارلي واتسن (هايلي ستاينفلد)، تكتشف في مخزن الخردوات "بامبلبي"، وهي سيارة تتحول إلى مقاتل ضخم، ليصبح سرّها الخاص الذي تخفيه عن الجميع كي تحميه؛ والأهم محاولتها التواصل مع العالم للمرة الأولى بعد وفاة والدها.



قرار تغيير المخرج وشكل التفكير بشأن السلسلة منحا حياةً لها مرة أخرى. صحيحٌ أن الإيرادات الدولية لـBumblebee متوسّطة حتى الآن (467 مليونًا و989 ألفًا و645 دولارًا أميركيًا)، وتجاوزت بقليل نصف الإيرادات الدولية لـThe Last Knight، التي بلغت 605 ملايين و425 ألفًا و157 دولارًا أميركيًا في 65 يومًا بدءًا من 21 يونيو/ حزيران 2017. لكن، هناك فرقان اثنان: الأول كامنٌ في أن ميزانية الجزء الـ5 هذا مرتفعة، إذْ بلغت 217 مليون دولار أميركي، ما يعني أن إيراداته تُعتبر فشلًا تجاريًا ذريعًا، بينما تكلفة فيلم ترافيس نايت 135 مليون دولار أميركي فقط. الثاني والأهم، هو الاستقبال النقدي والجماهيري الجيّد الذي ناله الفيلم، وهو يستحقه، لأن نايت مخلصٌ للغاية لبساطة الحكاية، فالهدف تأسيس عالم جديد من دون تعقيدات: علاقة تتطوّر بهدوء وبطء بين تشارلي وبامبلبي، ولحظات كوميدية خفيفة، وتهديد خارجي، ومَشاهد حركة لا تبتلع الأحداث من فرط طولها وصخبها، وساعتان مسليتان في عالم المتحوّلين. الفيلم لا يقدّم أكثر من ذلك، ولم يكن مطلوبًا منه أكثر من ذلك أصلًا، وإن كانت مشكلته الوحيدة أن كاتبة السيناريو كريستينا هودسن، كي تصنع "دراما طفولية" ناجحة وبسيطة، قدّمت ما يشبه استنساخ فيلم "إي. تي." المشهور، الذي أنجزه ستيفن سبيلبيرغ عام 1982.

غير أن المسألة تتجاوز التشابه الكبير في الحبكة (علاقة طفلة بكائن قادم من الفضاء، ومحاولتها إخفاءه عن العالم)، وتصل إلى تماثلٍ في بعض المشاهد وتطوّرات القصة وطبيعة الجانب الشرير فيها. هذا قلّل من قيمة العمل، لأن الاستنساخ والمقارنة الحتمية بعمل كلاسيكي ذائع الصيت يؤثّران على استقباله. 

دلالات

المساهمون