تأريخ فلسطين إلكترونياً

تأريخ فلسطين إلكترونياً

06 مايو 2015
ملك مطر والصفحة التي أنشأتها على "تويتر"(عبد الحكيم أبورياش)
+ الخط -
من خلال مناقشاتها مع بعض الزوار الأجانب الذين يأتون إلى قطاع غزة، اكتشفت الطفلة الفلسطينية ملك مطر (15 عاماً) وجود معلومات مغلوطة عن القضية الفلسطينية تجعل من الضحية جلاداً، الأمر الذي دفعها إلى تأسيس صفحة على موقع تويتر العالمي تنشر عليها كتاباتها باللغة الإنجليزية تحت عنوان "History of Palestine".
وتقول ملك لـ "العربي الجديد" إنّ هدفها من الصفحة الخاصة هو تقديم المعلومات التاريخية عن فلسطين بما يثبت عدالة قضيتنا، بجانب كشف زيف الدعاية الإسرائيلية التي تحاول قلب الحقائق، وكذلك تعزيز المعلومات الفلسطينية على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي".
وعمدت المدونة مطر على إطلاق صفحة "تاريخ فلسطين" في منتصف الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، صيف العام الماضي 2014، ليصل عدد متابعيها نحو ستة آلاف شخص من مختلف مناطق العالم، سواء من مناصري القضية الفلسطينية أو المناهضين لها.
وتستقي ملك معلوماتها من الكتب التي تعكف على قراءتها في موضوعات مختلفة تتحدث عن القضية الفلسطينية وتطورها بداية من الأطماع اليهودية بأرض فلسطين ثم نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948 وصولاً إلى انتفاضة الأقصى، بجانب الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية على سكان غزة.
وتضيف: "أعتمد على سياسة ثابتة في النشر تتمثل بتقديم المعلومة للجمهور مع ذكر التوثيق التاريخي والبراهين القوية، التي أصل لها من خلال بحثي في مصادر المعلومات المتعددة، بجانب نشر صورة موثقة تنسجم مع موضوع التغريدة وذلك بهدف التأكيد على مصداقية ما أنشره".
وتضع المدونة مطر نصب عينيها غاية واحدة، قبل نشر كتاباتها على موقعها الإلكتروني، تتمثل بإثبات أنا هناك شعبا هجر من أرضه بقوة السلاح، بما يدحض المقولة المزيفة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض" التي صدرت عن زعماء الحركة الصهيونية عقب وعد بلفور الشهير.
وترى ملك أنّ المحتوى العربي على مواقع التواصل الاجتماعي لم يصل بعد لمكانة القضية الفلسطينية، فغالبية حملات الدعم تنشط أثناء الأحداث البارزة كالحروب الإسرائيلية على القطاع، بجانب عدم تحري مصداقية المعلومات المنشورة، الأمر الذي يعطي الخصم فرصة لدحضها وتسويق روايته.
ولم تقتصر وسائل ملك الداعمة للقضية الفلسطينية على نشر التغريدات الإلكترونية أو كتابة المقالات القصيرة، بل عمدت حديثاً إلى رسم عدة لوحات فنية تحاكي واقع الشعب الفلسطيني والمعاناة التي يتسبب بها الاحتلال الإسرائيلي.
وحظيت المدونة مطر بفرصة المشاركة في معرض تاريخي أقيم بالعاصمة البريطانية لندن، مطلع شهر أبريل/نيسان الماضي، عبر عرض 260 صورة عن تغريداتها المنشورة بموقعها الخاص، باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الـ67 لمجزرة دير ياسين عام 1948.
وتبين أن مشاركتها في المعرض شجعتها على مواصلة الطريق وبذل المزيد من الجهد نحو تحقيق أهدافها رغم ما تواجهه من تحديات، وتقول ملك "غالبية الجمهور الخارجي لديه الاستعداد أن يسمع للطرف الثاني، إن قدمت له رسالة موضوعية ومدعمة بالأدلة، وقد يتحول من مناهض لك إلى مناصر بين ليلة وضحاها".
وتفتخر والدة ملك، رنا مطر، بإنجازات ابنتها التي تصب في خدمة قضية الشعب الفلسطيني، بجانب مساهمتها في تعزيز المحتوى الفلسطيني الإلكتروني، وإحياء مختلف الذكريات السنوية الوطنية عبر نشر سلسلة من التغريدات حول الحدث وتاريخه.
وتقول والدتها لـ "العربي الجديد": "تميزت ملك منذ نعومة أظفارها بحب المطالعة وتعلم اللغات بجانب قوة الحجة والعمق في التفكير، الأمر الذي ساهم بوضع بصمتها في العالم الافتراضي خلال وقت قصير نسبيا"، مشيرة إلى أن ملك تتلقى بين الحين والآخر بعض رسائل الإشادة والتشجيع من قبل شخصيات أجنبية بارزة.
ورغم التفوق الدراسي لملك في المرحلة الثانوية الذي يمهد لها الطريق لدراسة الطب مثلما تخطط حالياً، إلا أنها تلقي بنظرات أحلامها المستقبلية نحو الجلوس على مقعد إحدى السفارات الفلسطينية، لتخدم قضيتها الوطنية مثلما تخدمها الآن.
وشرعت المدونة مطر منذ أشهر في تعلم اللغتين الفرنسية والعبرية من أجل زيادة دائرة علاقاتها وفتح المجال أمامها لمخاطبة شعوب أخرى حول القضية الفلسطينية، في حين تستعد والدتها لتنظيم معرض فني داخل مدينة غزة، للتعريف بإنجازات ابنتها المتعددة.

المساهمون