تأثير سلبي للعلاقات المعاصرة على الصحة العقلية

تأثير سلبي للعلاقات المعاصرة على الصحة العقلية

13 نوفمبر 2018
لم تعد العلاقات واضحة (آرون جاكيندوف/ Getty)
+ الخط -
لم تعد العلاقات سهلة، يؤدي معظمها إلى زواج لا نتوقع منه أكثر من تكوين عائلة واستقرار. باتت علاقاتنا اليوم أصعب وأكثر تعقيداً، إذ يواجه الشريكان مراحل من التفكك نتيجة أمور مختلفة، إذ يبتعدان فترة ثم يعودان إلى بعضهما البعض.

هذه التجربة التي يختبرها كثيرون منّا في زمن العلاقات المعاصرة، يمكن أن تكون لها آثار ضارة على الصحة العقلية للشخص، وفق دراسة جديدة. وهو ما يختلف عن الثقافة الشعبية التي تقول إنّ ما لا يقتل العلاقة يجعلها أقوى.

أشارت الدراسة التي أجريت في جامعة "ميسوري" الأميركية، وشارك فيها أكثر من 500 شخص من الأزواج والزوجات، إلى أنّ 60 في المائة من البالغين قد مرّوا بعلاقة غير مستقرة تراوحت ما بين التفكّك والعودة.

وبالمقارنة مع العلاقات الأكثر ثباتاً، ارتبطت العلاقات غير المستقرّة بمعدّلات أعلى من الإساءة ومستويات أقل من الالتزام وسوء التواصل، كما تبيّن أنّ هذه العلاقات ترتبط بحالات نفسية مثل الاكتئاب والقلق وعدم الشعور بالأمان.

يشرح جيمس بريس، وهو مدرّب مواعدة، أنّ العلاقات المتقطعة تحدث عادة عندما يكون أحد الزوجين أقل التزاماً من الآخر. ويخبر صحيفة "ذا إندبندنت" أنّ الشخص الاكثر جدية في العلاقة يتجنّب تقلّب شريكه لأنّه لا يريد المخاطرة بفقدانه. ويتابع: "يمكن أن يحدث الانفصال المؤقت بسبب الجدل المستمر أو الخيانة الزوجية، في وقت ما زال فيه الطرفان منجذبين إلى بعضهما البعض".



واحدة من القضايا الأساسية في هذا النمط من العلاقات هي الافتقار إلى الطمأنينة التي يزرعها أحد الطرفين وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الإحساس بانعدام الأمان داخل العلاقة وخارجها. ويدفع ذلك إلى تساؤل الشريك عن سبب عجزه عن الحفاظ على اهتمام شريكه. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الغيرة التي يمكن أن تسبب القلق. وكلّما طال أمده كلّما شعرت بالسوء أكثر ما قد يقود إلى الاكتئاب.

تقول كارين (43 عاماً) لـ"العربي الجديد": "أعيش حالياً علاقة من هذا النوع، إذ أشعر بالقلق وانعدام الأمان". تتابع أنّها لا تشعر باهتمام شريكها لقضاء وقت أكثر معاً أو رغبته في القيام بأي أنشطة أو رحلات سوية. وهذا الإحساس يحزنها ويدفعها إلى الخوض في جدال عقيم معه كلّ مرة إذ تتوعد بترك العلاقة التي تدمرها نفسياً، لكنّ ما يلبث أن يبدأ شريكها بمحاولات استعادتها حتى تهزم وتعود إليه أملاً في تبدل الامور. لكن، على الرغم من كلّ الوعود التي يقطعها تبقى العلاقة على حالها.

دلالات

المساهمون