قصة عائلة غزّية لم شملها بعد 7 سنوات شتات

قصة عائلة غزّية أعيد لم شملها بالخارج بعد 7 سنوات من الشتات

06 نوفمبر 2018
نجحت الأسرة في لم شملها (العربي الجديد)
+ الخط -

لم تستطع الشابة الفلسطينية مجد أبو سلامة التعبير عن مشاعرها في اللحظة التي التأم فيها شمل عائلتها أخيراً خارج قطاع غزة، فعلى مدار سبع سنوات، لم تلتقِ الشقيقات مجد وتمام وشهد وشقيقهم ماجد، بوالديهما، إذ كان الحصار وإغلاق معبر رفح البري المستمر عقبةً أمام الأخيرين للسفر والوصول إلى العاصمة الألمانية برلين، للقاء أبنائهما.

أبو سلامة واحدة من العائلات التي نجحت أخيراً في لم شملها خارج غزة، فيما تحاول عشرات العائلات الفلسطينية الخروج من المنفذ البري الوحيد لأكثر من مليوني مواطن يعيشون في القطاع المحاصر إسرائيلياً، والذي تسيطر عليه السلطات المصرية، وتتحكم في عملية إغلاق وفتحه على مدار السنوات الماضية، وهو ما كبّد الغزّيين رحلات من العذاب.

وتصف مجد لحظة لقاء والديها، قائلةً لـ"العربي الجديد": "كنا ننتظرهما في مطار شونيفيلد في برلين، عندما رأيناهما ركضنا نحوهما كالأطفال وأجهشنا بالبكاء، لقد كان مشهداً درامياً، الشوق كان قاتلاً والبعد كان قاسياً جداً، لقد كانت 7 سنوات من الغربة عن بابا وماما".

ولم تدرك مجد حقيقة المشاعر التي اجتمعت في لحظة لقائها بذويها بعد كل تلك السنوات، مضيفةً: "لقد كان إحساساً غريباً ولم يقو أحد منا على وصفه، شعرنا بالارتباك وصرخنا بعفوية: يا الله يا ماما وبابا طولتوا كثير، حتى الآن لا أستطيع وصف اللحظة التي شاهدتهما فيها يخرجان أمامنا".

وتوضح الشابة الفلسطينية أنه سبقت لحظة لم شملهم الأخير محاولات باءت بالفشل، إذ إن والدها "حصل على تأشيرة السفر إلى ألمانيا في السابق لمدة 3 أشهر، لكنها انتهت بينما كان ينتظر العبور من بوابة معبر رفح، قبل أن ينجح في المحاولة الأخيرة".

أما شهد، فتحدثت عن لحظة لقائها بوالديها، وقالت لـ"العربي الجديد": "حتى الآن مش مصدقين أننا اجتمعنا مع بعض، المشهد مثل الحلم اللي ما بدنا نصحى منه"، فيما أبدت "تضامنها مع كل العائلات الفلسطينية التي فرقها الاحتلال والحواجز والحدود، وتمنت أن يلتئم شملهم جميعاً في فلسطين".

ويعد معبر رفح البري على الحدود المصرية مع قطاع غزة، المنفذ البري الوحيد للفلسطينيين إلى العالم الخارجي، وشهد سكان غزة تحسناً واضحاً في عمل المعبر، حين أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً بفتحه في 12 مايو/ أيار الماضي، واستمر عمل المعبر منذ ذلك الوقت، مع تعطيل العمل فيه ليومين أسبوعياً، مع بعض التعقيدات في آليات السفر والمعاناة التي ترافق المسافرين "نتيجة الظروف الأمنية".

يذكر أنه منذ وصول سلطة الانقلاب العسكري إلى سدة الحكم في مصر عام 2013، دأبت مصر على إغلاق معبر رفح الحدودي مع غزة في وجه أكثر من مليوني مواطن يعيشون في القطاع، في ظل الحصار المفروض عليهم، مع فتحه استثنائياً أياماً معدودة على فترات متباعدة، لمرور الحالات الإنسانية من القطاع وعودة العالقين الفلسطينيين.


وتدير السلطة الفلسطينية معبر رفح البري، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد استلامه من حركة "حماس" التي لا تزال تسيطر على المشهد الأمني والحكومي في غزة، فيما لا يزال العمل جارياً في المعبر ويشهد حركة نشطة للمسافرين، وربما هذا التحسن فتح المجال أمام الكثير من العائلات الفلسطينية للم شملها مؤخراً.