بايدن في أنقرة: زيارة لم تحقّق أهدافها "سوريّاً"

بايدن في أنقرة: زيارة لم تحقّق أهدافها "سوريّاً"

25 نوفمبر 2014
تخشى واشنطن استهداف حزب الله وحلفائه نقاطها ضدّ داعش(الأناضول)
+ الخط -
انتهت زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى إسطنبول، يوم الأحد الماضي، من دون أيّ اختراقات مهمة في الخلافات بين كلّ من أنقرة وواشنطن، حول استراتيجيّة التحالف. ولم يستطع الطرفان التوافق على الأولويات، في ما يخصّ محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"(داعش)، على الجبهة السوريّة، على الرغم من اللقاء الطويل الذي جمع بايدن بالرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أكثر من أربع ساعات ونصف، وفق مسؤولين أتراك.

وعلمت "العربي الجديد" أن "الطرفين يتوافقان على ضرورة محاربة "داعش"، وأنّه من دون رحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، لن يكون هناك أي سلام في المنطقة، لكنّ تركيا ترفض الانخراط في التحالف الدولي الذي ترأسه الإدارة الأميركيّة ضد داعش، ما لم يتمّ تبني طلباتها الخاصة بإدراج إسقاط النظام السوري ضمن قائمة أهداف التحالف". وترفض الإدارة الأميركية، من جهتها، هذا المطلب، كما ترفض إنشاء منطقة حظر طيران ومنطقة آمنة على الحدود السوريّة التركيّة لحماية قوات المعارضة، من ضربات سلاح الجو التابع للنظام السوري وتوفير منطقة آمنة للاجئين السوريين.

في المحصّلة، عاد بايدن خالي الوفاض إلى واشنطن. لم يحصل على أي مما أراده، ولم يتم التوافق على فتح قاعدة "إنجرليك"، جنوب تركيا، لاستخدامها في توجيه ضربات جوية لـ"داعش"، علماً أنّها لا تبعد عن عاصمة التنظيم، مدينة الرقّة، أكثر من 500 كلم. لكن الطرفين لم يقفلا باب التواصل، واتفقا على "الاستمرار في التعاون على مستوى الخطط والتكتيكات"، وفق ما يؤكّده مصدر دبلوماسي لـ"العربي الجديد"، على أن يشمل ذلك "استمرار تعاون أنقرة في ما يخصّ وقف تدفّق المقاتلين الأجانب إلى الأراضي السوريّة، وتشارك المعلومات الاستخباراتيّة، لا سيّما ما يتعلّق بمدينة عين العرب السوريّة، الواقعة تحت سيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي (جناح العمال الكردستاني في سورية)، التي تتعرّض لهجمة شرسة من مسلحي داعش".
وإنْ كان الخلاف على الملف السوري واضحاً، فثمّة اتّفاق بين أنقرة وواشنطن عن الاستراتيجيّة المتبعة في محاربة "داعش" على الجبهة العراقيّة. وفي معلومات خاصة بـ"العربي الجديد"، فقد توافق الطرفان على "ضرورة تسريع الجهود، ليكون الهدف الأول، طرد داعش من مدينة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقيّة. كما توافق بايدن وأردوغان على دعم خطط الحكومة العراقيّة، في إنشاء قوات مكوّنة من عشائر عربيّة لضرب داعش". وستتولّى الحكومة التركيّة، وفق المصادر ذاتها، "الجزء الأكبر من مهمة تدريب هذه القوات، إضافة إلى قوات البشمركة في سبيل استعادة الموصل والأراضي التي يسيطر عليها داعش في العراق".

ويرفض مصدر دبلوماسي في الخارجيّة التركيّة لـ"العربي الجديد"، الحديث عن "اختلاف في وجهات النظر"، لناحية إدراج النظام السوري على قائمة أهداف التحالف في هذه المرحلة، موضحاً أنّ "واشنطن تسعى إلى دفع عمليّة التفاوض الجارية بينها وبين طهران، ولا تريد لأي شيء أن يعكّر صفو هذه المفاوضات، التي إن تمّ التوافق من خلالها على البرنامج النووي الإيراني، ستفتح الباب أمام طهران للدخول في التحالف، مما سيعني إعادة خلط كبيرة للأوراق في المنطقة".
ويقول إنّ "الولايات المتحدة لا تريد أن ترى المليشيات، كحزب الله اللبناني ونظرائه في العراق وسورية، متوحّدين لحماية النظام السوري وضرب أهداف أميركيّة تعمل ضد داعش"، مشدداً على أنّ "الأتراك يتفهّمون المخاوف الأميركيّة، لكنّنا بطبيعة الحال، لدينا أولوياتنا أيضاً".

وفي الإطار ذاته، يعرب المصدر الدبلوماسي عن اعتقاده أنّ "عدم التوافق الحالي بين أنقرة وواشنطن قد يكون أمراً مؤقتاً، وكل شيء يعتمد على نتائج المفاوضات الإيرانيّة الأميركيّة"، من دون أن يستبعد أن "يتغيّر كل شيء خلال الأيام المقبلة". ويوضح أنّ "المحادثات بين الطرفين جرت بسلاسة عالية، من دون المرور على الأزمة التي انتهت باعتذار بايدن من أنقرة، إثر اتّهامه الحكومة التركيّة بتسهيل تكوّن "داعش". مشيراً إلى أن ذلك "قد يكون وراء رفض بايدن تلقي أيّ أسئلة مباشرة من الصحافيين خلال المؤتمرات، تجنّباً للتعرّض لأسئلة تخصّ الأزمة التي ولّدتها اتهاماته السابقة لأنقرة".

المساهمون