اليمن: ماراثون رجالي لـ"الإطراء" على المرأة

عادة يتم الاحتفال بـ"يوم المرأة العالمي" بشكل عادي في اليمن. لكن اللافت هذا العام، كان زيادة احتفاء الرجل اليمني بيوم المرأة، مقارنة باحتفاء المرأة نفسها به.

واتفقت النخبة السياسية على تصريحات متفاوتة في تهنئة المرأة اليمنية. فقد جاء توقيت المناسبة متزامناً مع أول نشاط لمسؤول حكومي عُيّن أمس الأول، ليكون التصريح الأول لوزير الداخلية اليمني اللواء عبده حسين الترب هو تقديم التهنئة للمرأة اليمنية في عيدها، متمثلة بالشرطة النسائية.

وأكد الترب أن "الشرطيات إضافة نوعية إلى العملية الجارية في المجتمع"، موضحاً أن "فرص الترقّي واحتلال المناصب القيادية في الشرطة ستظل مفتوحة أمامهن وأنهن سيحظين بالفرص المتاحه للرجال نفسها"، في ما يُعدّ "نقلة نوعية" في الخطاب "الأمني" تجاه المرأة واعترافاً بدورها.

وفي السياق ذاته، أقيم في العاصمة صنعاء احتفال لمناسبة اليوم العالمي للمرأة "من أجل دستور ضامن للمساواة".

وكان محافظ عدن، وحيد علي رشيد، قد كتب مقالاً في هذه المناسبة قاله فيه: "ها هي المرأة اليوم في بلادنا تنطلق انطلاقة الشريك المتساوي مع أخيها الرجل في كل حقوقه وواجباته. أتيحت لها فرصة المشاركة في صنع مستقبل الوطن عبر الحوار الوطني وصولاً لإقرار مخرجاته التي ضمنت لها مكانة متميّزة مستقبلاً. ما يزال الوطن يعول عليها في صنع المزيد من الانتصارات والإسهام الفاعل في صنع التحولات بما يضمن ازدهار البلد وتقدمه".

وخلال الاحتفال، قال نائب رئيس "مؤتمر الحوار الوطني"، ياسر الرعيني، إن "يوم 8 مارس/ آذار يكتسب أهمية كبيرة لمساهمته في إبراز مسيرة المرأة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتسليط الضوء على تجاربها في كافة المجالات الحياتية". وأكد أن "مخرجات الحوار الوطني أولت اهتماماً كبيراً بقضايا المرأة ومنها تجريم العنف ضدها، وتحديد السن الآمن للزواج بـ18 سنة، وضمان حصة الكوتا بنسبة 30 بالمئة لتمثل المرأة في مختلف السلطات والمؤسسات السياسية".

وتشير التقديرات الرسمية إلى أن معدل البطالة في اليمن بلغ 17 بالمئة في العام 2010 حيث بلغت النسبة أكثر من 54 بالمئة بين النساء، و12 بالمئة بين الرجال. وارتفعت هذه النسبة خلال السنوات الثلاث الماضية.

ولم تكن شبكات التواصل الاجتماعي بمنأى عن الحراك المجتمعي والتحول الكبير في مدى وعي الرجل بأهمية الاحتفال بـ"يوم المرأة العالمي". فقد رأى الكاتب الصحافي رشاد الشرعبي أن والدته "تستحق الاحتفاء بهذه المناسبة"، وكتب الشاعر عامر السعيدي: "وردة بيضاء لكل امرأة في الدنيا ولكِ وحدكِ قلبي كل الورد".

وبعث الصحافي مأرب الورد تحية تقدير "للمرأة اليمنية العاملة والمربية والمناضلة والشريكة مع شقيقها الرجل في نهضة بلادها وخدمة شعبها والتي تتطلع لمستقبل أفضل".

وأكدت الصحافية والكاتبة أحلام المقالح عبر صفحتها على "فايسبوك" ضرورة "البحث على مواقف حقيقية تدعم المرأة في مسيرتها تتعدى التصريحات والشعارات".

وقالت وزيرة حقوق الإنسان، حورية مشهور: "أصبحت المرأة رقماً صعباً. واتضح أنه لم يكن البيت مكان المرأة فقط، رغم أن البيت هو المكان الوحيد لبناء المجتمع".

وأكدت مشهور، في حفل أقامته وزارة حقوق الإنسان لمناسبة يوم المرأة العالمي، أن "المرأة اليمنية، منذ عام 2011، لعبت دوراً كبيراً في الثورة، وفي صنع القرار في البلاد".

تجدر الإشارة إلى أن عدد سكان اليمن يبلغ قرابة 24.527.000 نسمة وفق آخر التقديرات، ويمثل الذكور نسبة 50.9 بالمئة، والإناث نسبة 49.09 بالمئة من إجمالي السكان. كما تبلغ نسبة الأمّية حوالى 38.8 بالمئة غالبيتها من النساء.