اليمن: الشرعية تقر بـ"اختراقات" للحوثيين في أطراف مأرب الجنوبية

09 سبتمبر 2020
قللت الحكومة من حجم الانتصارات الحوثية داخل مدينة مأرب (Getty)
+ الخط -

أقرت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً اليوم الأربعاء، للمرة الأولى، بوجود "اختراقات" لجماعة الحوثيين في الأطراف الجنوبية لمحافظة مأرب النفطية من اتجاه محافظة البيضاء، وألقت بالسبب على معركة "ردمان"، التي أعلنها القيادي المؤتمري ياسر العواضي ضد الحوثيين وهُزم بعد أقل من 48 ساعة فيها، بالإضافة إلى تسهيلات من تنظيمي "القاعدة" و"داعش".

وجاءت التصريحات الحكومية الأولى من نوعها، على لسان وزير الإعلام بالحكومة الشرعية، معمر الإرياني، وبالتزامن مع تصاعد المعارك بالمديريات الجنوبية في مأرب، لليوم الرابع على التوالي، وسط توسع حوثي في مناطق جديدة من مديرية رحبة.

وقال الإرياني، في تغريدات على "تويتر" "إن مليشيا الحوثي استغلت بعض الثغرات على خلفية أحداث مديرية ردمان لاختراق مديريات محافظة البيضاء باتجاه مأرب، وعقدت الصفقات مع تنظيمي القاعدة، وداعش، برعاية إيرانية لتأمين مرورها وتسليم واستلام المواقع"، في اعتراف ضمني بالانتصارات الحوثية بالمحافظة النفطية.

وأرجع المسؤول الحكومي اليمني السبب في تلك المكاسب الميدانية الحوثية إلى "انشغال الجيش والمقاومة الشعبية والقبائل بمعارك مفتوحة على طول جبهات مأرب والجوف"، في إشارة إلى الجبهات الغربية والشمالية الغربية لمحافظة مأرب.

 

وقلل المسؤول الحكومي اليمني من حجم الانتصارات الحوثية داخل مدينة مأرب، وقال إن الجماعة "تحاول إسقاط المحافظة عبر حملات سياسية وإعلامية واستخدام الدعاية وبث الإشاعات والحرب النفسية، بعد فشلها في تحقيق أي اختراق عسكري باتجاه المدينة رغم المحرقة التي ساقت إليها عناصرها بالآلاف، بمن فيهم قيادات الصف الأول، وعتادها المنهوب من معسكرات الدولة".

وأضاف "بعيدا عن التضليل الإعلامي الذي يديره خبراء حزب الله وإيران للتأثير في المعنويات بعد فشل خيار الحسم العسكري، فإن المتابع لخريطة المعارك العسكرية يدرك أن الحوثي فشل منذ 2015 في التقدم بجبهة صرواح التي تبعد عن مدينة مأرب 14 كيلومتراً، فيما تبعد مديرية الجوبة عن المدينة 70كيلومتراً ".

وأكد المسؤول الحكومي أن ما سمّاها بـ"الاختراقات البسيطة" للحوثيين لا تعني الإخلال أو تغيير ميزان القوة في جبهة مأرب لصالح المليشيا، أو أن مدينة مأرب قد أصبحت في خطر.

ولم يصدر أي تعليق رسمي من الحوثيين حتى الآن حول حجم المكاسب الميدانية للجماعة داخل مديريات مأرب الجنوبية، ولجأت الجماعة إلى تأجيل الحديث عن انتصاراتها حتى إحكام السيطرة على مديريات بأكملها كما حصل بالجوف والبيضاء.

ومنذ سنوات، ظلت مديرية صرواح غرب محافظة مأرب، مفتاح الهجمات الحوثية على مدينة مأرب التي تحمل ذات الاسم، لكن المكاسب الجديدة للجماعة تحققت بعد سيطرتهما على مديرية ردمان معقل القيادي بحزب المؤتمر، ياسر العواضي، الذي دعا القبائل لقتال الحوثيين على خلفية مقتل امرأة، لكنه خسرها بعد فترة قياسية.

وكانت مديرية ردمان الاستراتيجية المتاخمة لمأرب منطقة محايدة لم يجتحها الحوثيون منذ بدء الحرب، لكنها تحولت إلى منصة رئيسية للهجمات على معاقل الحكومة الشرعية بمأرب بعد السيطرة عليها وطرد الزعيم القبلي ياسر العواضي منها.

وفي الشأن الميداني، أكدت مصادر قبلية لـ"العربي الجديد" أن مسلحي الحوثي سيطروا على مناطق جديدة في مديرية رحبة جنوب مأرب، منها منطقة الكول مركز المديرية، وسط أنباء عن اجتياح سلس لمعاقل بعض القبائل بعد اتفاقات بعدم قتالهم.

وفي مسعى منهم لمغازلة مشايخ مأرب، وخصوصا قبائل مراد، أعلن الحوثيون أن زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، وجّه بتسليم ممتلكات القيادي الموالي للشرعية العجي الطالبي إلى شقيقه الموالي للحوثيين، وهي عبارة عن منزل ومحطة وقود ومستودعات تجارية بمديرية ماهلية التي سيطروا عليها قبل أيام.

وجاء التوسع الجديدة للحوثي في مديرية رحبة رغم الغارات الجوية للطيران السعودي الإماراتي الذي شن 9 غارات جوية على مواقع وتجمعات حوثية مفترضة، وفقا لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة.

 

ولا يعرف حجم الخسائر الحوثية في المعارك الأخيرة بأطراف مأرب الجنوبية، لكن وسائل إعلام رسمية تابعة للجماعة أذاعت، الأربعاء، أخبار تشييع عدد من القتلى، بينهم قياديان يحملان رتبة "عميد"، فيما أقرّت وسائل إعلام موالية للشرعية بمقتل العقيد صالح ناصر بحيبح المرادي من أبناء قبيلة مراد بمأرب.

 

وفي مقابل الموقف الصعب للقوات الموالية للشرعية جنوب مأرب، أعلن الجيش الوطني، مساء الأربعاء، تحقيق مكاسب ميدانية جديدة لليوم الرابع على التوالي، شرق مدينة الحزم، عاصمة محافظة الجوف.

ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة التابعة للشرعية، عن مصدر عسكري، لم يسمه، أنه "تم تحرير كافة المواقع بجبهة الشهلا ومواصلة الزحف لتطهير ما تبقى من جبهة النضود، بذات الجبهة".

ونشر الجيش اليمني لقطات متلفزة، تظهر اغتنامه 8 عربات ودوريات دفع رباعي تركها الحوثيون قبل في مواقعهم التي خسروها لصالح القوات الحكومية.

 

 

دلالات