اليابان... من سارقة للوظائف الأميركية إلى "شريكة"

اليابان... من سارقة للوظائف الأميركية إلى "شريكة"

12 فبراير 2017
+ الخط -
تشهد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعض التغييرات، والتي تشير إلى عودة الأخير في بعض الأحيان إلى سطح الكرة الأرضية، بعد تحليقه عالياً في تصريحاته بعيداً عن سير الدورة الاقتصادية العالمية من جهة، ومسار الخط الدبلوماسي التقليدي لواشنطن من جهة أخرى.
إذ بعدما شن حملة على اليابان، مصرحاً أنها سارقة للوظائف الأميركية، ها هو ترامب يلتقي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ويشدد على توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
فقد أظهرت إحصاءات صدرت عن وكالة التحليل الاقتصادي الأميركية مطلع فبراير/ شباط أن العجز التجاري الأميركي ارتفع إلى أعلى مستوياته في عام 2016، بحيث فاق نصف ترليون دولار، وهذا الرقم كان رافداً لسياسات ترامب الحمائية ضد الدول التي تتمتع بفائض في الميزان التجاري مع أميركا ومن بينها اليابان.
واتهم ترامب اليابان الأسبوع الماضي بتخفيض سعر صرف عملتها لدعم صادراتها وزيادة قدرتها التنافسية. كذلك، هاجم ترامب مجموعة "تويوتا" العملاقة للسيارات، آخذاً عليها خططها لتوسيع إنتاجها في المكسيك. وقال ترامب خلال لقاء مع مسؤولين في قطاع الصيدلة في البيت الأبيض "انظروا إلى ما تفعله الصين وما فعلته اليابان على مدى سنوات، إنهما تتلاعبان بالسوق المالية، وتراهنان على تخفيض أسعار عملتيهما، فيما نبقى نحن جالسين بلا حراك". ورد المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا، بأن هذه الاتهامات "غير دقيقة إطلاقاً".
إلا أنه بعد لقائهما للمرة الأولى في البيت الأبيض الجمعة في زيارة استمرت حتى يوم أمس السبت، أشاد ترامب وآبي بمتانة العلاقات بين الولايات المتحدة واليابان. وحرص الرئيس الأميركي على اعتماد لهجة توافقية ابتعد فيها عن تصريحات حملته الانتخابية التي أشار فيها إلى أنه يريد إعادة النظر في الالتزام العسكري للولايات المتحدة في آسيا.
في نهاية اليوم الأول من زيارة آبي، وهو ثاني رئيس حكومة أجنبي يستقبله ترامب منذ تنصيبه بعد رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، أكد المجتمعان على حسن التعاون في ما بينهما.
وشدّد ترامب على "السعي إلى علاقة تجارية حرة وعادلة وعلى قاعدة المعاملة بالمثل" مع اليابان، لكنه ظل مبهماً حول مستقبل المحادثات مع اليابان.
وسعى شينزو منذ صباح الجمعة إلى التأكيد على أن الروابط الاقتصادية بين البلدين تفيد الولايات المتحدة أيضاً رغم العجز التجاري الذي تعانيه إزاء طوكيو.
وذكر شينزو بأن غالبية السيارات اليابانية التي تُباع في الولايات المتحدة "تصنع في مصانع أميركية بأيدي عمال أميركيين"، وشدد على أن الاستثمارات اليابانية في الولايات المتحدة تبلغ 411 مليار دولار، وأنها ساهمت في توفير 840 ألف وظيفة.
وكانت مصادر حكومية مطلعة قد أكدت لوكالة "رويترز" أن اليابان تعد حزمة مشروعات تقول إنها ستوفر 700 ألف وظيفة في الولايات المتحدة، وستخلق سوقاً قيمتها 450 مليار دولار لتقديمها إلى ترامب. وذكرت المصادر أن الخطط سيتم كشف النقاب عنها، حين يزور آبي واشنطن للقاء ترامب.
وذكر شينزو، وفق هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (أن أتش كا)، أنه اتفق مع الرئيس الأميركي على بدء حوار ثنائي على مستوى نائبيهما لتعميق العلاقات الاقتصادية. وقال إن اليابان يمكنها تقديم تقنيات متقدمة للمساهمة في استراتيجية ترامب للنمو وخلق الوظائف في الولايات المتحدة. ولفت إلى أن الجانبين اتفقا على تدشين حوار بين نائب رئيس الوزراء تارو آسو ونائب الرئيس الأميركي مايك بينس، مضيفاً أن المحادثات ستشمل طائفة واسعة من القطاعات لاستنباط طرق لتعميق العلاقات الاقتصادية الثنائية.
وفي ما يتعلق بالتجارة، قال آبي إنه أكد مع ترامب عزمهما القوي على تشكيل سوق حرة ونزيهة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وكان ترامب قد سحب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة العابرة للمحيط الهادئ لتحرير التجارة التي تشارك فيها اليابان، بالقول إنه يفضل التفاوض لإبرام اتفاقيات تجارة حرة ثنائية.
وفي إشارة إلى انتقاد ترامب سياسات اليابان النقدية وسعر الصرف، قال آبي إنهما اتفقا على مواصلة وزيري ماليتيهما عقد محادثات بشأن سعر الصرف.
(العربي الجديد)


ذات صلة

الصورة
	 في طوكيو: "أوقفوا العدوان على غزة" (ديفيد موروي/ الأناضول)

منوعات

"وحيدا وبصمت"، هكذا يصف الياباني فوروساوا يوسوكي احتجاجه المتواصل على العدوان الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الصورة
بشار رسن العراق لا يخشى اليابان وهذه المباراة الأهم في كأس آسيا

رياضة

حلّ بشار رسن نجم منتخب العراق ضيفاً في "العربي الجديد"، من أجل الحديث عن استعدادات "أسود الرافدين" لبطولة كأس آسيا في قطر، ومواجهة منتخب اليابان القوية.

الصورة

مجتمع

وصلت موجات تسونامي خفيفة، الخميس، إلى أجزاء من سلسلة جزر إيزو اليابانية في أعقاب زلزال بلغت قوّته 6.5 درجات ضرب المحيط الهادئ.
الصورة

سياسة

قبل 22 عاما، عاش الأميركيون صدمة مرعبة إثر ارتطام طائرتي ركاب بمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، في أول هجوم على الأراضي الأميركية منذ هجوم اليابان على ميناء بيرل هاربر قبل 60 عاما.