مخاوف يابانية من مخاطر قمة "ترامب وشينزو آبي"

مخاوف يابانية من مخاطر قمة "ترامب وشينزو آبي"

11 فبراير 2017
تقارب شديد ومخاطر من تهور دونالد ترامب (Getty)
+ الخط -

حذر قادة رجال الأعمال ودبلوماسيون سابقون وخبراء في الأمن القومي الياباني، رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، من مخاطر التقارب الشديد بينه وبين الرئيس دونالد ترامب، على مصالح اليابان التجارية ومستقبل الأمن القومي.

جاء ذلك في تعليقات لهؤلاء القادة على هامش مؤتمر كانساي السنوي المنعقد حالياً في مدينة كايوتو اليابانية.

وبدأ رئيس الوزراء الياباني شينزو الذي وصل مساء الجمعة إلى واشنطن عقد قمة لمدة يومين مع الرئيس دونالد ترامب. وتحدث الجانبان حتى الآن بشكل إيجابي حول العلاقات التجارية بين البلدين.

وظهر جلياً في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقد في البيت الأبيض مساء الجمعة، أن ترامب بدا متحمساً جداً لتطوير علاقات بلاده مع اليابان. ولم يظهر أية علامة على أنه سيواصل انتقاد اليابان بشأن السياسة النقدية.

وكان ترامب  قد وصف اليابان في السابق بأنها "تتلاعب بالعملة" لتحقيق مكاسب تجارية.

لكن رجال الأعمال وأصحاب الشركات التي لديها مصالح كبرى مع الصين، يتخوفون من تداعيات التقارب بين واشنطن وطوكيو، على صادرات شركاتهم ومصانعم في الصين.

وتنامت تجارة الشركات اليابانية مع السوق الصينية في الآونة الأخيرة ، لتصبح أكبر من تجارتها مع أميركا.

وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين واليابان 340 مليار دولار في العام 2014. كما أن الشركات اليابانية التي تحتاج إلى خفض الكلفة وتوسيع أسواقها، وجدت ضالتها في السوق الصيني الذي يمتاز برخص الكلفة من حيث العمالة الرخيصة وحجم السكان الضخم. وفي المقابل، فإن الصادرات اليابانية إلى السوق الأميركي تفوق قليلاً 120 مليار دولار.

ومعروف أن الاقتصاد الياباني يعتمد في نموه على الصادرات وليس على السوق المحلي.

ولكن لدى اليابان استثمارات ضخمة في السوق الأميركي، كما أنها أكبر مستثمر في سندات الخزانة الأميركية. وتفوق حيازة اليابان في السندات الأميركية ترليون دولار، وتفوقت أخيراً على الصين، أكبر متملك لحصيلة السندات الأميركية.

وتنظر اليابان دائماً إلى التوازن الإقليمي في علاقاتها مع واشنطن، وإلى تداعيات قوة هذه العلاقات على علاقاتها التجارية والسياسية والعسكرية مع الصين.

وتتخوف اليابان من نظرة بكين بسلبية إلى التقارب الجاري الآن بين رئيس الوزراء شينزو آبي والرئيس دونالد ترامب، خاصة وأن هنالك عداء تاريخيا وتوترا سياسيا بشأن الصراع السياسي على جزر سينكاكو.

كما أن ترامب لا يحظى بتأييد في الشارع السياسي باليابان الذي ينتقد بشدة سياسته الخاصة بالهجرة والعنصرية ضد المسلمين وسياسات الحماية التجارية والنبرة الاستعلائية التي تعامل بها مع المكسيك. وذلك حسب صحيفة "جابان تايمز".

ويرى خبراء اقتصاد وتجارة في مؤتمر كانساي بكيوتو، أن نتائج القمة المنعقدة حالياً في أميركا بين الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ستكون لها تداعيات رئيسية على الاقتصاد الصيني وعلاقات التجارة والاقتصاد في آسيا.

ويرى العديد من اليابانيين، أن التقارب الشديد بين رئيس الوزراء آبي والرئيس ترامب يحمل العديد من المخاطر الأمنية والتجارية لليابان.

وهذه المخاوف تثار على الرغم من أن العديد من رجال الأعمال وأصحاب الشركات اليابانية وخبراء الأمن القومي لديهم قناعة بضرورة الحفاظ على "العلاقات الخاصة"، التي تربط بين البلدين منذ الحرب العالمية الثانية.

وعلى الصعيد التجاري، ينظر أصحاب الشركات، خاصة الشركات اليابانية المصدرة للسوق الأميركي، أن دونالد ترامب رجل أعمال بالدرجة الأولى ومفاوض بارع على الصعيد التجاري، وفي المقابل فإن شينزو آبي سياسي ودبلوماسي وليس لديه إلمام كبير بالمفاوضات التجارية. وبالتالي يتخوفون من أن يقدم آبي تنازلات تجارية تضر بمصالحهم في السوق الأميركية.

أما خبراء الأمن القومي والدبلوماسيون السابقون، فتتركز مخاوفهم على تحمل اليابان تبعات سياسات دونالد ترامب مع الصين. وذلك ببساطة، لأن أي تصعيد عسكري يحدث في آسيا أو بين واشنطن وبكين سيحدث في المحيط الآسيوي، وسيكون على حساب اليابان.

ومعروف أن هنالك مناطق صراع ملتهبة بين الصين ودول "النمور الآسيوية" التي تعتمد في حمايتها العسكرية على أميركا، كما أن هنالك صراعا سياديا بين الصين واليابان، على جزر سينكاكو.

وتنظر بكين بشك كبير في نوايا واشنطن في أعقاب الزيارة التي قام بها وزير الدفاع الأميركي ماتيس لآسيا وتصريحاته بتأكيد وقوف بلاده إلى جانب حلفائها في حماية المياه الإقليمية في بحر الصين الجنوبي وحماية اليابان والجزر. وهي نقطة أكد عليها الرئيس ترامب في مؤتمره الصحافي أمس بالبيت الأبيض.

المساهمون