الهند: تحرير 10 فتيان وقعوا ضحايا مهرّبي البشر

الهند: تحرير 10 فتيان وقعوا ضحايا مهرّبي البشر

29 أكتوبر 2016
يتعرضون لتنشق مواد كيماوية خطيرة(مانان فاستيانانا- فرانس برس)
+ الخط -


أنقذت الشرطة الهندية 10 فتيان يعملون وفق شروط شبيهة بالعبودية في مصنع للأحذية في ولاية كارناتاكا، جنوب الهند، بعد بلاغ تلقاه الخط الساخن لمساعدة الأطفال.

وذكر نشطاء أن مهرّبين يأتون سنوياً بمئات الأطفال من المناطق الريفية الفقيرة من الولايات الهندية الشمالية، ومنها ولاية بيهار، إلى منطقة بنغالورو في ولاية كارناتاكا، يبيعونهم أو يؤجرونهم لأرباب عمل بلا ضمير.

ونقل موقع "تومسون رويترز"، أمس الجمعة، عن المراهق أدهير باسوان (18 عاماً)، في مقابلة أجراها معه عبر الهاتف، أنه تسلل ليلاً واشترى بطاقة اتصال.

وقال: "اتصلت بخط المساعدة في ولاية بيهار، وطلبت منهم أن يتصلوا بعائلاتنا لإنقاذنا، وأخبرتهم بأننا نعمل من دون أجور، وأن الفتيان الأصغر سناً يتعرضون للضرب وسوء المعاملة".

كما نقل الموقع عن فتى آخر عمره 17 عاماً، تأكيده أنهم لم يحصلوا على أجورهم منذ أكثر من عام.

وكانت الشرطة الهندية قد أنقذت في وقتٍ سابق هذا الشهر، ستة فتيان يعملون في مصنع للوازم الديكور في بنغالورو.

ويشير تقرير منظمة العمل الدولية الصادر عام 2015، إلى أن عدد الأطفال العاملين في الهند من الذين تراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و17 عاماً يصل إلى 5.7 ملايين من أصل 168 مليون طفل عامل في العالم.

ويبيّن التقرير أن أكثر من نصف الأطفال العاملين في الهند يشتغلون في مجال الزراعة، وأكثر من ربعهم يعملون في قطاع الصناعات التحويلية.


5.7 مليون طفل يعملون في الهند (دانيال بيريهولاك- Getty) 





وأجرت الحكومة الهندية تعديلات على قانون العمل الذي يسمح بتشغيل الأطفال لمساعدة أسرهم، قللت بموجبها المهن التي يُسمح لها باستخدام عمالة الأطفال والمراهقين.

من جهته، أوضح لاكشاباتي بانديالا، من جمعية تعزيز العمل الاجتماعي، وهي الجمعية التي تدير خط المساعدة في بنغالورو، وكانت جزءاً من فريق الإنقاذ، أن "المصنع الذي يعمل فيه الفتيان مكان بائس للغاية".

وروى للموقع، أمس: "كان الأولاد يعملون من التاسعة صباحاً إلى التاسعة ليلاً. ينامون في مكان عملهم، ولا يسمح لهم بالخروج، ويتنشقون رائحة الغراء التي تملأ أنفاسهم على مدار الساعة"، لافتاً إلى أن مواد كيماوية مختلفة ومواد لاصقة يستخدمها الأطفال، ويتعرضون لها دون أية حماية، وبعضهم تعرضوا لجروح في أكفهم جراء مشقات العمل ومخاطره.

وذكر بيان صادر عن فرق إنقاذ الفتيان، الذين تراوح أعمارهم بين 14 و18 عاماً، أنهم استقدموا من منطقة سيتامارهي، في ولاية بيهار، بواسطة خمسة من المتاجرين بالبشر على الأقل.

وأوضح الفتيان في أقوالهم للجهات الرسمية أنهم كانوا يجبرون على العمل المتواصل، يرتاحون لتناول وجباتهم فقط، ولا يسمح لأي منهم بالاتصال بعائلاتهم أو استقبال أحد من أقاربهم أو معارفهم.

وأشار هؤلاء إلى أنهم تلقوا وعوداً بالعمل مقابل راتب شهري يقدر بنحو 105 دولارات شهريا لكل منهم، لافتين إلى أن المبالغ كانت ترسل لعائلاتهم على مدى أشهر قليلة، ثم انقطعت بعد ذلك.

في المقابل، سجّلت الشرطة الهندية قضية ضد صاحب المصنع، واثنين من مهربي البشر بموجب قانون مكافحة الرق.

(العربي الجديد)



المساهمون