المناظرات.. مفتاح المعرفة والحوار للشباب الفلسطيني

المناظرات.. مفتاح المعرفة والحوار للشباب الفلسطيني

12 ابريل 2016
فريق المناظرات الفلسطيني المشارك في تونس (تصوير قاسم الشاعر)
+ الخط -
لم تكن دراسة الشاب قاسم الشاعر(22 عاماً)، في كلية الطب بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية، عائقاً أمامه في الانخراط ضمن برنامج المناظرات الشبابي الذي منحة صفة تمثيل فلسطين لأول مرة والفوز بالمركز الأول في مسار اللغة العربية، والثالث ضمن اللغة الإنجليزية ضمن نقاش عددا من القضايا المجتمعية على المستوى الإقليمي.

مشاركة فريق فلسطين، وتحقيقه الفوز ضمن المنتدى الإقليمي للشباب الذي أقيم مؤخرا في تونس، دفع قاسم إلى الدعوة لضرورة أن تتحول "المناظرات" من مجرد أداة لتعزيز "أسس الحوار" إلى محطة انفتاح معرفي ينمي حالة الوعي لدى الشباب العربي في قضاياه الداخلية، كما يقول لـ" العربي الجديد".

طبيعة المشروع
وحول طبيعة مشروع "المناظرات"، يوضح قاسم بالقول إن هذا البرنامج انطلق من تونس في العام 2011، ثم بدأ تطبيقه في عدد من الدول العربية برعاية من (لمجلس الثقافي البريطاني، ومؤسسة آنا ليند الأوروبية)، بهدف تعزيز الحوار بين فئات المجتمع.

ويشير إلى أن مشاركتهم في المنتدى الذي نظم في تونس كان ثمرة تتويج لمرحلة المناظرات الداخلية التي شهدتها التصفيات بين المحافظات الفلسطينية، ليخرج فريقهم ممثلا لفلسطين لمواجهة عدد من الفرق العربية مثلت كل من المغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر والأردن ولبنان.


محفزا للبحث والمعرفة

ويرى قاسم، إلى أهمية برنامج المناظرات، كأداة من الأدوات المحفزة للبحث والمعرفة، حيث تمكن هذه الأداة من يمتلكها طريقة التعامل مع المعلومة بطريقة موضوعية متمرداً بذلك على الأفكار المسبقة، أو الأفكار الذاتية التي يمكن أن تتشكل عن قضية محددة.


هذا "التمرد في طريقة التفكير، كما يوضحه قاسم يستدعي "البحث عن المعلومة بهدف تعزيز رؤيته تجاه القضية محل النقاش، وهو ما يزال يفتقره الحوار والنقاش في المجتمعات العربية حتى الآن، والتي تعمد في غالبها على المنطلقات الحزبية أو الأبعاد السياسية".

وما يشكل أهمية للبرنامج، وفقا لما يطرحه قاسم، أنه يستهدف الجيل الشاب وغالبيتهم طلبة الجامعات أو الخريجين الجدد، وهو ما يساهم في "تعزيز الشخصية للشباب، إضافة إلى تشكيل مخزون معرفي وثقافي يمكن الانطلاق من خلالها في تعزيز دور الشباب بالمجتمع، سيما أن هذا البرنامج يضم طلبة الجامعات من مختلف التخصصات".

ويرى قاسم أن "المناظرات كأداة يمكن أن تؤسس لمنطلقات التحاور بين فئات المجتمع بحيث يمكن أن تشكل بديلا لحالة الانقسام المجتمعي أو السياسي، أو حالة القطبية التي تقوم عليها المجتمعات العربية في واقعها الراهن".

ويأخذ قاسم على هذا البرنامج حتى الآن عدم رعايته من قبل "مؤسسات عربية ومحلية حتى يكون انعكاس لواقع المجتمعات العربية التي تحتاج إلى حالة تعزيز الوعي المعرفي والحوار الداخلي فيما يتعلق بالقضايا المهمة والتي تحتاج إلى مراجعات وتطوير مستمر".

وحول طبيعة التحديات التي يمكن أن يواجهها المشاركون في هذا البرنامج، يرى معتصم زايد، المدير التنفيذي للهيئة الاستشارية الفلسطينية لتطوير المؤسسات غير الحكومية، إحدى المؤسسات القائمة على البرنامج، أن هذه التجربة الأولى لفلسطيني في برنامج المناظرات، وقد استطاعت أن تتميز فيه بين باقي الدول المشاركة.

ويضيف زايد في حديثه لـ"العربي الجديد، أنهم أمام جملة من التحديات بهدف تعزيز هذه التجربة التي أصبحت عمرها عام واحد فقط، من أبرزها بناء فريق وطني لإثراء الحوار على المستوى الوطني، لمناقشة القضايا الوطنية في مقدمتها الانقسام السياسي الداخلي، ومقاطعة الاحتلال، وغيرها من القضايا التي تمس الواقع الفلسطيني.

ويشير زايد أن التحدي الآخر أمامهم هو كيفية نقل التجربة وإخراجها للواقع فيما يخص القضايا الهامة وعدم إبقائها ضمن نطاق المسابقات الشبابية، التي تعتبر مرحلة فقط مراحل البرنامج، أم الهدف الأساس منه إثراء الحوار على المستوى الوطني.

المساهمون