المغرب: "قناص تارغيست" يخلع قبعة الإسلاميين ويلحق بالمعارضة

المغرب: "قناص تارغيست" يخلع قبعة الإسلاميين ويلحق بالمعارضة

12 اغسطس 2015
صوّر رجال أمن يتلقّون رشى على الطريق العام(العربي الجديد)
+ الخط -
قرّر الناشط السياسي المغربي، منير أكزناي، المعروف بـ"قناص تارغيست"، لشهرته في تصوير رجال أمن ودرك يتلقّون رشى على الطريق العام، ما أثار حينها ضجة وطنية ودولية، الترشح في الانتخابات المقبلة، باسم حزب "الأصالة والمعاصرة" المعارض، الذي يتّخذ شعار "الجرار". وبذلك، يخلع الناشط الشاب، الملقب أيضاً بـ"روبن هود" المغربي، قبعة حزب "العدالة والتنمية"، الذي يقود الحكومة الحالية، بعدما سبق وترشّح باسم الحزب تحت شعار "المصباح"، في الانتخابات المناطقية والبرلمانية السابقة في مدينة تارغيست، وهي منطقة مهمّشة تقع في أقصى شمال المملكة.

يشرح أكزناي لـ"العربي الجديد" سبب هذا التغيير المفاجئ في مبادئه، إذ "جاء بعد أشهر من التفكير والمشاورات مع ذاتي"، مؤكداً أن الانتماء إلى حزب "الجرار" ليس جريمة أو تهمة يعاقب عليها القانون، فكل الأحزاب من يمينها إلى يسارها وإسلامييها لديها أفكار جيدة وسيئة في الوقت عينه". ويقول "القناص"، الذي شغل المغرب قبل سنوات، بسبب بثّه لأشرطة تفضح تلقي رجال درك للرشوة على الطريق العام، من دون أن تفلح الأجهزة الأمنية في رصده مدة طويلة، إلى أن كشف عن وجهه لأول مرة إلى الإعلام في فبراير/شباط 2013، إنّ "الأخلاق ونظافة اليد ليست حكراً على حزب دون سواه".

ويعتبر أكزناي أنّ "الأحزاب لا تصنع الأخلاق والمبادئ والرجال"، مضيفاً "أنا أدرى بحال المنطقة وخصوصياتها وظروفها المحلية، فقد كنت ولا أزال أؤمن بخلق البديل الثالث للتيارات والأحزاب المهيمنة في مدينة تارغيست". لكنه يستدرك، قائلاً إنّ "البديل غير موجود حالياً، ويحتاج إلى سنوات كي يترعرع وينمو وينضج، ويفرض نفسه كبديل حقيقي، الشيء الذي يجب أن يتبعه جهد أكبر ومضاعف، وانتظار سنوات أخرى، وتجميد وتعطيل للجهود بانتظار حلم قد يأتي أو لا يأتي، لأن ما تعيشه مدينة تارغيست اليوم يفرض خيارين لا ثالث لهما".

اقرأ أيضاً: "الأصالة والمعاصرة" يفوز بانتخابات الغُرف المِهنية في المغرب

ويشرح الناشط الخيارين، "فإمّا أن تنخرط في صفوف الحزب المسيّر، وإما أن تكون في صفوف الحزب المعارض، وليس هناك خيار ثالث. وحتى في الريف المغربي، لا يوجد سوى أحزاب الأصالة والمعاصرة، والاستقلال، والاتحاد الاشتراكي، وأيضا العدالة والتنمية". ويبيّن "القناص" أن "الحكمة تقتضي دعم الطرف البديل المتوفر حالياً في المدينة والمنطقة بكل عيوبه، بسبب غياب البديل المنتظر وانعدامه. فالناس يرفضون تحمّل مسؤولياتهم تجاه مدينتهم ومناطقهم، ويكتفون بالتنظير، ولا أحد يأخذ زمام المبادرة".

ويشير الناشط إلى أنّ "الجميع ينتقد الخيارات المتاحة، لكن من دون اقتراح بدائل عملية وملموسة، فقط سجالات عقيمة، والتشدق بخيار المقاطعة الذي بسببه احتكر البعض الساحة السياسية في المدينة وعاثوا فيها فساداً، لذلك فإنّ المقاطعة لن تغيّر من واقع المنطقة شيئاً". ويشدد أكزناي على أن الانتماء إلى هذا الحزب أو ذاك لن يغيّر من مبادئه شيئاً، كما أنه لن ينقلب على قناعته. فهو "مستعد في الوقت الراهن للتحالف مع الشيطان، وليس مع الأصالة والمعاصرة فقط، وذلك من أجل مصلحة المدينة، ووقف زحف اللوبي المفسد في المنطقة".

ويرفض أكزناي أن يمارس شخص يقطن في الرباط أو أي مدينة أخرى، ويجهل واقع تارغيست وخصوصية المنطقة والظروف المحلية، الوصاية عليه كأنّه "طفل قاصر لا يفقه شيئاً"، مضيفاً: "يتحدّثون عن الجرار كما يحلو لهم، ويعلنون تحالفهم معه في مدن عدة تحت ذريعة الظروف المحلية، عملاً بمقولة الذئب حرام ومرقه حلال".

اقرأ أيضاً بنكيران: المال الحرام خطر على الانتخابات وعهد التحكم ولّى