المرأة الشرقية والفنّ في يومها

المرأة الشرقية والفنّ في يومها

لندن

كاتيا يوسف

avata
كاتيا يوسف
09 مارس 2015
+ الخط -
انعكس أثر الفن في النفس البشرية على مرّ العصور وتجلى في ديمومته لمئات الأعوام، حتى ألمّ الكثير منّا بأسماء موسيقيين ورسّامين وممثّلين ونقوش وآثار، من دون أن نفقه سوى في ما ندر أمراً يتعلّق بالسياسيين أو الحكّام أو الأطبّاء أو المهندسين أو المحامين الذين تفاعلوا في عصرهم فقط وزالوا بزواله. وحده الفن صمد ليس إلا لأنّه يرسخ في الروح ويفعل فعله فيها.

احتفل مركز "آرتس كانتين" (للثقافة والفنون وخصوصاً الفن العربي والشرقي في بريطانيا)، بيوم المرأة العالمي واختار الفنّ للتعريف بكفاءتها وقدراتها، في العاصمة البريطانية لندن، ربّما لأنّه أيقن أنّه الوسيلة الأرقى التي تخترق حواجز العرق والطائفية والتقاليد، وتجمعنا أو توحّدنا في بوتقة الإنسانية.

 الحضور اللافت للحفل الذي ضمّ جنسيات مختلفة أجنبية وعربية، كان كفيلاً بتجسيد أهميّة الفن في حياة الإنسان.

جمع يوم المرأة نساء من جنسيات وديانات مختلفة في مكان واحد للاحتفال بالمناسبة، والتأكيد على دورها المهم في جميع ميادين الحياة. تميّزت كلّ منهنّ بأنوثتها الخلّاقة وانطلقت أصواتهنّ رسائل متناغمة، تحاول انتشال الكثير من التقاليد العفنة، التي لم ترَ في المرأة سوى مخلوق وُجد لخدمة الرجل.

ريم الكيلاني، التي جمعت بين مواهب مختلفة من نقد ساخر وروح الفكاهة، وصوت حرّك الحاضرين وشحن الجوّ بالحيوية، تناولت قضايا بالغة الأهمية بأسلوب كوميدي وعبّرت في دقائق على خشبة المسرح عن وضع المرأة، خصوصاً تلك التي لم تضع في أولوياتها الزواج وإنجاب الأطفال. برعت الكيلاني، في تمثيل دور نساء العائلة والجيران وتصوير شعورهم بالأسى على اللامتزوجة التي توصم بالعانس في مجتمعاتنا، وكأنّها جريمة تختصر حياتها ووجودها على الأرض بفشلها أو نجاحها في تأدية تلك المهمّة.

لم تتوان الكيلاني عن الاستهزاء بتنظيم داعش بين الفينة والأخرى، بإشارة منها إلى تقييده لحقوق المرأة. غنّت الكيلاني باللغة الإنكليزية وبلهجات عربية عراقية ومصرية ولبنانية وغيرها.

من جهتها قالت كريستل مدني، التي شاركت في الحفل، لـ"العربي الجديد"، إنّها قدمت إلى لندن لدراسة ماسترز "العلاج بالدراما"، الذي يقوم على استعمال الدراما لشفاء المريض الذي يعاني من أزمة نفسية، عن طريق مساعدته على تجسيد حالته من خلال لعب دور يساعده على التعبير عن ذاته. ولفتت إلى أنّ الغناء بالنسبة إليها هواية ووسيلة للتحدّث عن قضيّة ما. تفاجأت مدني بين صعوبة الأمور في لبنان وسهولتها في لندن، من ناحية توفّر فرص التقديم والغناء، في ظلّ وجود أعداد كبيرة من المغنين وأذواق الجماهير التي ابتعدت عن الموسيقى الشرقية الطربية كالمقامات، وواكبت الفنّ السريع.

أمّا نجيب قوطية، مهندس كومبيوتر، فشارك في الحفل تأكيداً على دور المرأة الفاعل في المجتمع، وفي حديث له مع "العربي الجديد" قال، إنّ ولعه بالغناء العربي والشرقي يعود إلى الجوّ الكنسي الأرثوذكسي الذي يعيش فيه، والتراتيل اليونانية البيزنطية (الأناشيد الدينية) التي عهدها منذ نعومة أظافره لغاية اليوم. كان قوطية عضواً في فرقة غناء يونانية عربية تركية، تدعى "إيخوس" كلمة يونانية تعني الصوت أو الصدى. وساهم في تقديم العديد من الحفلات الموسيقية.

الحفل الغنائي اختتم يوم المرأة العالمي الذي سبقه في المكان ذاته منذ الصباح، ورشة عمل وفنون وحوار تناولت أهمّ القضايا التي تشغل بال نساء العالم، وخصوصاً الشرقيات والعربيات منهنّ. برز فيها وجوه لفنّانات موهوبات مثل دانا عبد الله وهنا خليل وياسمين ديربي وتانيا ديغوري وعليا الزغبي ونسرين نبيل حسين وريهام ومالو هالاسا.

  

 

المساهمون