المثقف الانتقالي: السلطة على لسانه

المثقف الانتقالي: السلطة على لسانه

23 يونيو 2014
+ الخط -

استضافت دار "العين" في القاهرة مؤخّراً ندوة نوقش فيها كتاب شيرين أبو النجا "المثقف الانتقالي: من الاستبداد إلى التمرد" الصادر حديثاً عن دار "الروافد". وشارك في الندوة الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية نبيل عبد الفتاح، والروائي مكاوي سعيد والشاعر عبد المنعم رمضان.

تحاول شيرين أبو النجا في كتابها الإجابة على السؤال الآتي: هل استوعب المثقف الأبوي خطاب المثقف الجديد؟ كما تسعى إلى مقاربة المشاكل التي يعاني منها المثقفون ومناقشتها بعيداً عن العادات الذهنية للمثقف بشكل عام، والنخبة المصرية بشكل خاص، خلال الأربعين عاماً الماضية.

وجاء في المداخلة النقدية للقاص أشرف الصباغ، التي قدّمها عنه الروائي مكاوي سعيد: "ربما لا تكون التساؤلات التي طرحتها شيرين أبو النجا في كتابها جديدة، حول علاقة المثقف بذاته وبالمجتمع وبالسلطة وبالمثقف الآخر، لكن أهميتها تكمن في ارتباطها بالواقع العملي وليس بالافتراضات الذهنية".

من جهته، وصف نبيل عبد الفتاح الكتاب بأنه "أكثر كتب أبو النجا تبلوراً ونضجاً، فقد رصدت فيه صوراً جديدة للمثقف نشأت مع ثورة 25 يناير، التي دعمتها ثورة الاتصالات الحديثة، كما رصدت ببراعة المتغيرات التي طرأت على السلطة البطريركية ابتداءً من الأسرة وانتهاءً بالسلطة، حيث يُلاحظ تماثل بين المستويين في الكتاب، الذي يُظهر تفوّق الناشط السياسي والداعية على دور المثقف، ويفضح بعض المثقفين الذين تواطؤوا مع الداعية، وآخرين تصرّفوا كأعضاء في المجلس العسكري، أمثال يوسف القعيد وصلاح فضل ومحمد سلماوي".

من هنا تأتي إشكالية علاقة المثقف بالسلطة التي تمثل صراعاً مستمراً بين الطرفين، وفقاً لعبد الفتاح الذي يرى ضرورة الفصل بين قيمة المثقف الإبداعية وبين موقفه من السلطة، مثل موقف نجيب محفوظ من النظام حيث ظل مداهناً للسلطة طوال تاريخه، لكن كتاباته أعطت مشروعية لفن الرواية في الأدب العربي بشكل عام.

وفي نهاية حديثه تطرّق عبد الفتاح إلى لغة أرباب السلطة منتقداً لغة خطاب الرئيس المؤقت المنتهية مدته، عدلي منصور، التي وصفها بأنها لغة قديمة مليئة بالبلاغة ولا علاقة لها بما يحصل على أرض الواقع، وبالتالي فيها الكثير من ملامح الخطاب الأبوي التقليدي؛ ومحذّراً من مخاطر مثل هذه اللغة على الأمة، ومتمنياً على علماء اللغة والمثقفين تحليل لغة الخطاب لتأثيرها الكبير على الجمهور.

أما الشاعر عبد المنعم رمضان فاستغرب اقتصار انتقاد عبد الفتاح للغة خطاب عدلي منصور دون التطرق إلى لغة خطاب الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، رغم أنها واحدة، ولكي تكتمل المعادلة عليه أن يتحدث عن الثاني أيضاً.

تعيد أبو النجا في كتابها طرح العديد من الأسئلة، منها: لماذا افتقد المثقف القدرة على التأثير الحقيقي في الشارع؟ ولماذا انصرف الشارع عنه؟ ولماذا اكتسب الخطاب الديني جاذبية على حساب أي خطاب ثقافي؟ كما تفسّر في مقدّمتها للبحث الوقت الطويل الذي تطلّبه منها للفراغ من كتابته بـ"ما عانينا منه جميعاً: أزمات متتالية تأكل الوقت والطاقة، فترات إحباط ومحاولات مستديمة للفهم، عدم القدرة على التركيز".

المساهمون