اللبنانيّون في الميدان

اللبنانيّون في الميدان

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
24 اغسطس 2015
+ الخط -

تنصّل الزعماء والوزراء من قمع القوى الأمنية في لبنان لشباب في تظاهرة مطلبية. هي العادة في رمي المسؤوليات والتهرّب من حقيقة قمع المواطنين وحقوقهم.

لم يُكتب للاعتصام الذي دعت إليه حملة "طلعت ريحتكم" أمام مبنى البرلمان اللبناني أن يكون سلمياً. فقد احتلت مداخل ساحة النجمة، حيث مقر البرلمان، عناصر من أجهزة أمنية مختلفة يتقدمها الجيش اللبناني وشرطة مجلس النواب، بالإضافة إلى متاريس حديدية وعوارض وآليات مختلفة.

كان الميدان مجهّزاً لمنع أيّ اختراق. والمتظاهرون يصرّون على سلميته وعدم محاولة اختراق تلك الحشود الرسمية بأسلحتها وعتادها. لكنّ شيئاً ما حصل. بدأ ضرب المتظاهرين، ومعه إطلاق الرصاص المطاطي عليهم، والقنابل الدخانية المسيلة للدموع. وقعت الكثير من الإصابات وحالات الإغماء. وأصرّ المتظاهرون على مواصلة تحركهم السلمي، لكنّ شعارهم أصبح "الشعب يريد إسقاط النظام".

هو تحرك من أجل حماية لبنان من التلوث البيئي وانتشار النفايات في شوارع العاصمة في الأساس. تحرّك يستهدف تولّي المسؤولين لمسؤولياتهم الفعلية في تخليص البلاد من أزمتها الحالية. لكنّ الأزمة تفتح أبواب أزمات أخرى. فالفساد ليس بعيداً عن ملفّ النفايات. والمحاصصة حاضرة وقوية دائماً. والبرلمان الممدّد لأعضائه مرتين قريب من المتظاهرين. والحكومة المعطلة تتولّى عملاً واحداً... ضرب المواطنين.

هي ببساطة "فشّة خلق" منطقية للشباب اللبناني ممّن يحكمونه.

اقرأ أيضاً: ثورة النفايات تقمعها قنابل الغاز المسيّلة للدموع