الكرملين يطبع شعار الاتحاد السوفييتي على ليلة إقصاء إسبانيا

التسييس الروسي للمونديال: شعار الاتحاد السوفييتي على ليلة إقصاء إسبانيا

02 يوليو 2018
"أهداف" سياسية يبحث عنها بوتين خلال كأس العالم(فرانس برس)
+ الخط -
وصف المتحدّث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، اليوم الإثنين، صور احتفالات الجماهير الروسية بفوز منتخب بلادها لكرة القدم على إسبانيا، أمس الأحد، في إطار بطولة كأس العالم، بأنها "تشبه كثيرًا احتفالات الاتحاد السوفييتي بعد النصر في الحرب العالمية الثانية"، وفق ما نقلت عنه وكالة "رويترز".

ورغم استدراكه سريعًا بالقول إن الحديث في هذه الحالة "ليس عن احتفال بالنصر في حرب"، مؤكدًا أنها مجرد "رياضة"؛ يبدو أن الكرملين لم يفوت فرصة عبور روسيا إلى ربع نهائي المسابقة، لا سيما أنه الوصول الأول إلى هذا الدور منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، دون ترك بصمة سياسية على الحدث، في مونديال موصوم بـ"التسييس" حتى قبل انطلاقه.

ومع أن "الحرب" في هذه الحالة لم تضع أوزارها بعد، و"النصر" الذي يتحدث عنه بيسكوف لم يكتمل، إذ لا تزال أمام روسيا طريق شاقة للوصول إلى النهائي، ستصطدم خلالها بكرواتيا التي تأهلت أمس هي أيضًا بسيناريو ماراثوني امتدّ لأكثر من ساعتين، فإن ذلك لم يمنع الكرملين من إسقاط صورة الاتحاد السوفييتي، القطب العالمي الصاعد بعد حرب دامية، والمتفكك منذ حوالى ثلاثة عقود، على المشهد الرياضي.


لكن السياق المشحون بالسياسة، الذي غلّف به المونديال الروسي حتى قبل انطلاقه، لدولة تلاحقها الاتهامات باقتراف جرائم حرب في الداخل والخارج، لا سيما في سورية، يشي بأن ثمة توجهًا روسيًا كامنًا وراء مثل تلك التصريحات؛ والحديث عن "الاتحاد السوفييتي" تحديدًا يذكّر بما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، تزامنًا مع انطلاق كأس العالم، نقلاً عن عميل استخباراتي بريطاني، أن الرغبة الروسية في تنظيم مثل هذا الحدث الإعلامي الضخم ليست سوى تجسيد لرغبة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تدعيم مساعيه نحو استعادة وضعية "الدولة الكبرى" لبلاده.

وبمعزل عن تصريح الكرملين اليوم، فقد ظهرت خلال المونديال الروسي، وقبله، عدّة مؤشّرات تدل على رغبة الرئيس الروسي تلك، منها استباق المونديال باستدعاء رئيس "الفيفا" السابق، جوزيف بلاتر، الذي أطاحه مكتب التحقيقات الفدرالي "إف بي آي" من منصبه على خلفية تورّطه في قضايا فساد، ووصفِه بـ"الصديق"؛ ثمّ تدشين المباراة الافتتاحية مع السعودية باجتماع بوتين مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وهو الاجتماع الذي وصف بأنه سيكون مؤثرًا في سوق النفط العالمية؛ وطلب بلاده من إسرائيل، بحسب ما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم" الشهر الماضي، عدم تنفيذ أي هجمات في سورية خلال المونديال؛ حتى لا تنحرف أنظار العالم عن الحدث الرياضي الأهم في روسيا.

المساهمون